Wednesday  27/10/2010 Issue 13908

الاربعاء 19 ذو القعدة 1431  العدد  13908

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

«لولو» فتاة سعودية، تملك أحلاماً مثل كل الفتيات، دخلت الجامعة وهي تتخيل كرسي الوظيفة، لكن تلك الأحلام تبخرت وأصابها اليأس، لن أتحدث كثيراً، سأترك لكم رسالتها التي تقول فيها: «عشر سنوات ونحن في انتظار الوظيفة، وننتظر أن يصدر قرار سامي ينهي معاناتنا، نحن بنات اللا واسطة، خريجات عصر (حرام) و(لا يجوز)، نتقدم لطلب الوظيفة وفي كل مرة يُطلب منا أن نتخطى مرحلة جديدة، وكأننا في لعبةٍ لا تنتهي شروطها ولا مراحلها، وهذه الشروط هي الشهادة الجامعية التي حصلنا عليها، وبعد دورات تدريبية لا تُقبل بعد مرور خمس سنوات من تاريخ الحصول عليها، وانتهت صلاحية عشرات الدورات! ما هي الوظيفة؟. (معلمة) ومجبورة أن لا تكوني إلا معلمة، لأن شهاداتنا أيضاً لا تصلح إلا أن نكون معلمات، أما شروط التوظيف فالتعجيز قائم ما بين وزارة التربية والتعليم، والخدمة المدنية، فما سهت عنه الأولى تتداركه الثانية!».

انتهت رسالة «لولو» لكن المعاناة باقية لم تنتهِ، معاناة بنات اللا واسطة اللاتي يتسولن حقوقهن، وخلال هذه الرحلة لكم أن تتخيلوا حجم المشكلات التي تتعرض لها طالبة الوظيفة من استغلال، أو قبولها بوظيفة بعيدة عن مسكنها تخرج لها من ساعات الصباح الأولى لتشقّ الصحراء المظلمة وتتحمل ما يعتريها من صعاب!

إن حق المرأة في الحصول على الوظيفة، هو حق مشروعٌ وواجب، وأعتقد أن هذا الحق يخص المحتاجة وغير المحتاجة، يخص كل امرأة تريد أن تبني كيانها وتستقلّ اقتصادياً من (ذكرٍ) متسلط لا يرحم، أو حتى من (رجل) ساندها وآمن بحقها. ومع كل المساعي الرسمية في هذا المجال لا زلنا نرى المآسي تلو الأخرى، ولا زالت نسبة النساء في سوق العمل لم تتجاوز 15%، وبحسب دراسة أعدتها هذا العام شركة «بوز آند كومباني» فإن 78.3% من العاطلات يحملن الشهادة الجامعية، وأكثر من ألف عاطلة تحمل شهادة الدكتوراه، نسبة في حقيقتها مؤسفة لأنها مؤشر على عدم رسوخ قناعة وهي أن المرأة (مواطن) حقيقي، وشريك في التنمية الوطنية والاجتماعية.

إن هذا العجز في توظيف النساء، يعود إلى البيئة المعزولة التي خلقتها أشباح العادات والتقاليد البعيدة عن تعاليم الدين الإسلامي، وأتصور أننا لو استمرينا في الاستسلام لهذا الواقع الذي فرضه التشدد، فإننا لن نوظف بناتنا إلا بخلق مدنٍ جديدةٍ للنساء ومدنٍ للرجال كما طالبت إحدى المتشددات -الله يذكرها بالخير- في الحوار الوطني الذي أقيم في عام 2003م.

لا أخفيكم، لم أتمكن من الرد على رسالة «لولو» بأيٍّ من عبارات المواساة والتحفيز وعدم الاستسلام التي أستخدمها مع قارئاتي وقرائي، لأن في فمي ماء، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

www.salmogren.net

 

مطر الكلمات
بنات اللا واسطة
سمر المقرن

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة