Wednesday  27/10/2010 Issue 13908

الاربعاء 19 ذو القعدة 1431  العدد  13908

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

           

من ضمن الأسئلة المتعلقة بالخير والشهر هو: هل مصدرهما السلوك أم الشخصية؟.. والجواب على ذلك يمكن استقاؤه من القاعدة الإنسانية التي تدعو إلى أن ينظر إلى سلوك الفرد لا إلى شخصيته.. وشرعت لذلك من خلال أنظمة حقوق الإنسان.. من هنا فإن الشر والخير هما في السلوك لا في الشخصية.. فكم من شخصية ممتلئة بالخير اقترفت الشر لظروف قهرية.. وكم من شخصية ممتلئة بالشر تقوم بالخير لظروف مصلحية.

إذاً السلوك هو ا لمحدد الأساسي لنوعية الشخصية على أساس أن السلوك نتيجة للشخصية.. من هنا فإن السلوك هو المحفز الرئيس للخير أو الشر.. الأداء الجيد أو الرديء.. قدرة الاتصال بالمحيط أو الانقطاع عنه.. الانفراد بالقيادة أو الانخراط مع الجموع.. فإذا كان السلوك بهذه الأهمية والخطورة التي على ضوئها يتحدد موقعنا في الحياة بين النجاح أو الفشل وبين السعادة أو البؤس.. فكيف إذاً يمكننا أن نطور من سلوكنا؟.. آخذين في الاعتبار حسن حظنا كبشر في أن تطوير السلوك أسهل كثيراً من تطوير الشخصية.

علماء السلوك يقولون إن السلوك يمكن تطويره في حالتين: الأولى حينما تدرك الشخصية ذاتها بحتمية التطوير وهذه لحظة انكشاف وتجلٍّ.. والثانية حينما ترى تلك الشخصية أنها تحت وطأة المراقبة وهذه لحظة شعور بالتهديد بالعقاب.. من هنا فمن أين يمكن أن نبدأ بتغيير السلوك وتطويره؟.. هل نبدأ من الفرد حتى نصل إلى الجماعة من خلال الإقناع أم بالفرض الجماعي للسلوك؟

لو بحثنا عن أمثلة لما وجدنا أفضل من مسألة حوادث السيارات.. فلم يستطع المرور في المملكة أن يخفض حوادث السيارات وعدد الوفيات والإصابات طوال أربعين عاماً من خلال حملات التوعية لكنه استطاع أن يخفضها وبنسبة كبيرة من خللا نظام ساهر وفي أقل من أربعة أسابيع.

الفرد بلا شك يتذمر مستاء من التوجيه والمراقبة.. لكنه يعرف أن بدونها ستتحول حياته وحياة مجتمعه إلى فوضى قاعدتها: (أفعل ما يفعله الناس).. وهو كأي كائن اتكالي ينتظر أن يعتدل سلوك الآخرين أولاً حتى يعدل هو من سلوكياته.. هذا لا يعني أن تطبيق نظام الإملاء والإذعان على بقية سلوكياتنا هو الطريق الوحيد لتغييرها لكنه أسرع.. ولا شك أن تغيير السلوك حينما يكون من داخل أنفسنا ونابعاً من ذاتنا فهذا يعني أننا سوف نلقنه لأبنائنا.. ويبدأ المجتمع بأكمله في نبذ أي سلوك لا يتفق مع المصلحة الاجتماعية العامة.

إذاً حيث إننا يمكن أن نغير في السلوكيات العامة من خلال التوعية البطيئة النتائج الطويلة الأثر أو من خلال الفرض الفوري النتائج القصير الأثر.. فما هي معوقات تغيير السلوك.

في الأسبوع القادم نستكمل.

 

أنت
تغيير السلوكيات العامة
عبد المحسن الماضي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة