Thursday  28/10/2010 Issue 13909

الخميس 20 ذو القعدة 1431  العدد  13909

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

القنوات الفضائية الموجهة للأطفال الناطقة بالعربية الفصحى تحقق تقدماً يفوق ما حققته القصص القصيرة المكتوبة لمخاطبة الأطفال، فطبيعة العمل المتلفز تملك عناصر ومهارات لا يمكن أن يوفرها الكتاب الصغير مهما احترفنا زخرفته بالألوان وصور الحيوانات والأشجار والأنهار، فهذه الصور يجدها الطفل وأضعافها وأزهى منها متحركة ناطقة تفعل الأعاجيب من الحركات المذهلة التي يستوعبها عقله الصغير، لأنها يفترض أن تكون مدروسة بعناية لتناسب وتلائم نفسية الطفل وتجنّح به لآفاق أرحب من الخيال فتنمو عنده مدارك الإبداع وتسمو بنفسه الصغيرة إلى مراتب أعلى في سلم نوازع وخلجات النفس البشرية بما تقدمه هذه المواد المتلفزة للطفل من مواعظ وحكم وقصص وأمثال ومواقف مرحة وأخرى درامية واقعية من كل بيئة عربية وإسلامية، حتى الأفلام الكرتونية لا تخلو من هذه المعاني القيمة الجميلة التي تقود عقل وضمير الطفل نحو السمو الإنساني إذا ما أتقنت فنياً ولغوياً وتمت مراقبة نصوصها تاريخياً وشرعياً وروعيت فيها حدود الآداب العامة، وما يزيدها ألقاً وجمالاً اللغة الراقية والصياغة الحاذقة والتسلسل المنطقي للحدث والقصة أو الحكاية بما يناسب عقول رجال ونساء المستقبل، ولو تتبع أحدنا مثل هذه الفضائيات المتخصصة وقارن بينها سيجد أنها في مجملها تقدم الجيد للطفل روحاً وعقلاً وإن تفاوتت نسب الجودة من برنامج لآخر ومن قناة لأخرى، لكن الأهم أنها متوفرة في الفضاء العربي الإسلامي أمام أعين الصغار والناشئة، وأثرها الآن واضح جلي تبديه ألسنة الصغار من أحاديث عذبة بجمل وألفاظ وكلمات محببة تنم عن وعي وإدراك واستيعاب لدروس تهذيب اللغة المستفادة من برامج الفضائيات الهادفة الموجهة لهذه الفئة العمرية، ويبقى علينا تقديم العون والدعم لإتقانهم مزيدا من المهارات واختزان مئات المفردات وأضدادها، معززة بخير وأحسن الأمثال والحكم قديمها والحديث مع شيء من القصائد المختارة التي تسند ذخيرة الصغير من مخزون اللغة والأدب، ومن المآخذ على بعض قصص الأطفال المنشورة والمتلفزة قصورها عن حدود المعايير المطلوبة للحبكة والعقدة القصصية المبسطة التي يجب أن يفكر بها الطفل ملياً ليصل للحلول المنطقية والنتائج المأمولة، أو تكون الشخوص باهتة وغير متناسقة وعديمة الجاذبية أو أقل من المستوى العقلي للطفل، سمعت طفلاً من الأقارب لم يدخل المدرسة أو الروضة يقول لأبيه: أريد عصيراً أيضاً، وذلك حينما ابتاع له قطعة من الحلوى، هذا حدث بدون مبالغة، وهو من نتائج متابعة الصغير للمحطة التي اختارها والده لتنمي مداركه، وروى لي أحد الزملاء أن ابنته الصغيرة وأخوها الأصغر كانا يقرعان جرس المنزل قادمين من المدرسة فرد عليهما والدهما؛ من بالباب؟ فأجابت: (أسرع يا أبي نحن عالقون في الشارع)!!

هكذا قال أبو أحمد، ولاحظوا كلمة (عالقون) فربما أن شباباً لا يعرفون معناها وأمثالها، وأختم بطرفة سريعة ذلكم أن متخصصاً كان يتحدث في ندوة عن أهمية تعويد الأطفال على لغتهم الأصلية وفي نهاية حديثه شكر المشاركين بالندوة بكلمة فرنسية (ميرسي).

 

أطفالنا يغردون بالفصحى
علي الخزيم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة