فاصلة:

{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} (186) سورة البقرة.

أقترح على إمارات المناطق التي لديها لجان ميدانية لمراقبة الرقاة الذين يزعمون قدرتهم على شفاء الناس من أمراضهم-بعد أن تفاقمت مخالفاتهم- أن تبتر موضوع الرقاة فتمنع وجودهم فترتاح هي من معاقبة المخالفين وتريح الناس من التعلق بالأوهام بدلا من مناداتها بتنظيم لوجودهم فرغم جواز الرقية إلا أنها بوضعها الحالي للتجاوز والمخالفات أقرب إلى ضرر الناس وبالتالي منعها أفضل من تنظيمها.

والنبي -صلى الله عليه وسلم- يخبر أن من صفات السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عقاب: أنهم ((لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون)) رواه البخاري ومسلم، ومن حديث ابن عباس رضي الله عنهما. فمعنى (لا يسترقون) أي: لا يطلبون من غيرهم أن يرقيهم.

إذا فكرنا بعقل فإن يرقي الإنسان نفسه أفضل لما فيه من التوكل على الله، ومعظم الرقاة في وضعهم الحالي حسب تصريح مدير دائرة القضايا والعرض في الرئاسة العامة لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر «عبد الله الجربا» لصحيفة عكاظ يمارسون مخالفات مثل القراءة جماعية، القراءة باستخدام الزيوت، المبالغة في طلب الأموال لقاء بيع بعض المواد، وهي مخالفات صريحة. إذ إن الهدف الأساس من الرقية الشرعية نفع الناس والاحتساب بدون أن يكون المقصد الإيراد المادي، كما أن بعض الرقاة للاستراحات أو الأماكن العامة غير المهيأة والتي لا تتوافر فيها المتطلبات الصحية. ويوجد بعض الضرر بالنساء من تحرش البعض من الرقاة بهم.

انتهى تصريح الجربا وهنا يكمن منع هذه المهنة حيث أصبحت في معظم تطبيقها تجارية ناهيكم عن الأضرار الاجتماعية.

إذا توقفت مهنة الرقاة سيفهم الناس الفرق بين الأمراض النفسية والجسدية وسيلجؤون إلى المختصين لعلاج أمراضهم.

أما موضوع الحسد والسحر الذي يلقى قبولا شديدا لدينا في محاولة لإيقاف العقل عن التدبر في أسباب أي مشكلة فمن المهم أن يدرك الإنسان أن الشفاء بيد الله وليس بيدي أي إنسان مهما بلغت درجة تقربه إلى الله وأن عباد الله بيقينهم به أقرب إليه من أي عالم بالدين.

إن من أعظم الأسباب التي تعين على الشفاء استشعار عظمة آيات الله والتوكل على الله، ووجود الرقاة يوقف هذا الاستشعار بخاصة لدى المتعبين والمنهكين نفسيا، حيث يرمون بكل يقينهم إلى الراقي وكأنه وسيطهم إلى الله.

إذن لماذا نلجأ إلى الرقاة طلبا للشفاء وللراحة مع أن هذا المطلب نستطيع تحقيقه بدون أي وسيط.

ببساطة لأننا لا نلجأ للعقل للتفكير في تحقيق أهدافنا لاستمرار حياتنا بدون مؤثرات لا تمت للعقل بصلة.