Sunday  31/10/2010 Issue 13912

الأحد 23 ذو القعدة 1431  العدد  13912

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

مدارات شعبية

 

اللي معه مال يسمى كحيلان

 

رجوع

 

كتب - صالح بن عبدالكريم المرزوقي :

لم يكن عباد الخشقي الأول ولن يكون الأخير الذي يطرح مثل هكذا رأي حينما قال ذلك البيت قبل أكثر من مائة عام والذي أصبح شطره الأول مثلاً يردده الكثيرون حيث قال:

اللي معه مال يسمى كحيلان

واللي فقير لو قرا بالبخاري

لقد سبقه إلى ذلك الكثير من الشعراء وفي عصور مختلفة, فهذا خليفة المسلمين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - يقول:

يغطي عيوب المرء كثرة ماله

يصدق فيما قال وهو كذوب

ويزرى بعقل المرء قلة ماله

يحمقه الأقوام وهو لبيب

ولقد بالغ شاعرنا العربي وأحسن الظن بمجتمعه حينما قال:

العلم يرفع بيتا لاعماد له

والجهل يهدم بيت العز والشرف

وبدون شك فإن الإنسان الذي نال من العلم درجة عالية في أي فرع من فروع المعرفة سوف يكون له شأن في هذه الحياة ولكن يظل ذلك لدى فئة معينة من المجتمع أما صاحب المال فسيكون في المقدمة وسيتصدر المجالس والمحافل وسيجد من الحفاوة والاستقبال ما لا يجده المتميز بعلمه وهذه حقيقة واقعة ولعلنا نستميح شاعرنا العربي عذراً ونستبدل كلمتي (العلم والجهل) في البيت ونقول:

المال يرفع بيتا لاعماد له

والفقر يهدم بيت العز والشرف

علماً بأننا لم نأت بجديد في ذلك فقد سبقنا القول الشاعر الحكيم (حميدان الشويعر) حينما قال:

المال يرفع من ذراريه حاثلة

والقل يهفي ما رفع من مفارسه

ألا يا ولدي صفر الدنانير عندنا

ترفع رجالا بالموازين باخسه

وكذلك يقول الشاعر حمد المسردي:

المال كم ساس طمانٍ و علاه

والفقر كم حطم روابع سنافي

فالمال هو الذي يدفع بالشخص إلى مقدمة الصفوف ويجعله من أصحاب الرأي والمشورة حتى وإن كان يفتقر إلى الأدوات التي تساعده في ذلك.. و في ذلك يقول الشاعر محمد الشعيبي:

المال لو هو عند عنز شيورت

ويقال يا أم قرين وين المنزلي

وصاحب الثروة دائماً ما تخفى عيوبه ولا تظهر والكل يتجاهلها وفي ذلك يقول حميدان الشويعر:

المال اوبار يغطي

دبر والهود بجانبها

ويزين بيض قواصر

وارجال يرفا عايبها

وعموماً فإن ما يجده صاحب الثروة من استقبال وحفاوة في كل مناسبة هو نتاج ثقافة درج عليها المجتمع وتوارثها حتى وإن كانت تلك الحفاوة زائفة ومصطنعة ولكنه يستمتع ويتلذذ بها. يقول بن دويرج في تشخيصه لحال الدنيا:

يحوش بها راع الحلال معزة

لو كان يشكي واهج الجوع سايله

يقولون له يا عم لو كان عاقة

من المال راسه جملة الزوم شايله

وكذلك يقول الشاعر عبدالله الفرج:

المال لو حازه من الناس قراش

أعياك من تلقى الذي هو يعاديه

وفي مقابل ذلك نجد أن قليل المال حتى وإن كان كريماً وشهماً وشجاعاً لن يجد في الغالب تلك الحفاوة التي يتمتع بها أصحاب الثراء حتى وإن كان يستحق ذلك. وبما أن الشعراء هم لسان حال المجتمع آنذاك فقد لامسوا هذا الشعور السائد وفضحوا تلك الممارسات في الكثير من أشعارهم حيث يقول بن دويرج في ذلك:

من قل ماله ولو هو يسند العيّال فاعوس

عافوه الاقراب وأكثر ما يخون التمر سوسه

ويقول أيضاً:

قليل المال من ديوان تجار العرب منسوخ

ولو عنه السبايا يضربن الحزم هجاجي

وكذلك يقول سليمان ابن شريم:

إن كثر مالك صدقوا لك وطاعوك

وإن قل ما بيديك شانت حلاياك

ولو أمعنا النظر في هذا الجانب فسنجد أن هناك فئة ثالثة تتمثل في أصحاب المنفعة والمصالح أو من يطلق عليهم (أصحاب الهيم) كما يقول المثل الدارج وهؤلاء طبعاً من يتبعون صاحب النعمة يصدقون ما يقول دون اعتراض حتى لو قلب الأسود إلى أبيض ولكن بمجرد أن تتضعضع أحواله المادية سوف ينفض السامر من حوله وتنقلب الأمور وتظهر العيوب والمثالب مثل ما قال محمد العبد الله القاضي:

من قل ماله وضحوا لك عيوبه

ناس ربوا في نعمته طول ما طالي

وكذلك قول بن دويرج قاصداً الدنيا:

وفيها قليل المال لو كان خير

إلى قل ما بيديه تنسى جمايله

أما الشاعر محمد العبدالله القاضي فقد حذر منهم بصورة مباشرة بوصفه ذو رأي صائب وتجربة ثريه حيث وصفهم بخلان الرخا حيث قال:

أحذرك خلان الرخا عدهم قوم

خلان من دامت نعيمه ودامي

إلى أدبرت دنياك عدوك معدوم

مروا ولا ردوا عليك السلامي

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة