Monday  01/11/2010 Issue 13913

الأثنين 24 ذو القعدة 1431  العدد  13913

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

إلى متى نحن قاسون..؟؟
صالح المسلّم *

رجوع

 

أإلى هذه الدرجة نحن.. متخلفون..؟؟!!

أإلى هذه الدرجة نحن.. معاقون..؟؟!!

أإلى هذه الدرجة نحن.. ظالمون..؟؟!!

أإلى هذه الدرجة نحن.. مجرمون..؟؟!!

بالأمس صدرت إحصائية من مركز الجريمة بوزارة الداخلية تقول إن أكثر من 21% من أطفالنا يتم تعنيفهم يومياً..؟؟!!

يا إلهي.. ويا عجبي.. أليست في قلوبنا رحمة.. هل انتزعت الرحمة من قلوبنا.. هل قست قلوبنا إلى درجة أن نقسو على الأبرياء..؟؟!!

ما ذنبهم.. وماذا اقترفوا.. حتى يتم تعنيفهم.. وضربهم.. وتهديدهم.. وممارسة أبشع أنواع الاعتداء عليهم..؟؟؟

أين أساليب التربية الحديثة.. وأين نحن من تعاليم ديننا السمح.. ديننا الذي يدعو إلى التسامح واللطف.. ديننا الذي هو أساس المنهج التربوي السليم.. أليس محمد بن عبد الله هو قدوتنا.. ألم يكن يلاطف ويلاعب ويمازح الصغار حتى في صلاته صلى الله عليه وسلم.

إذاً أين هؤلاء من هذه التعاليم.. واتباع الطرق السليمة للتربية ومعالجة أخطاء الطفل إن وجدت..؟؟!!

وتقول الدراسة إن العنف النفسي يستحوذ على أكبر نسبة من طرق التعنيف والأذى الذي يتعرض له الطفل وهو العنف الأكثر انتشاراً بالمملكة يليه العنف بالتهديد بالضرب..!!

والأمر المهم والأدهى الذي تطرقت له الدراسة أن 10% من الأطفال الذكور يتعرضون للاغتصاب الكامل - يا الله -..؟؟!!! ومع ذلك لا يتم الإبلاغ إلا عن 10% فقط من هذه الحالات للشرطة..!!

وتضيف الدراسة أن 80% من العنف الذي يتعرض له الطفل يأتي من المحيطين به ومن أقاربه..؟؟!

إذا كانت هذه نسبتنا «خُمس الأطفال» لدينا يتعرض للعنف يومياً.. فكيف بنا أن نكون مجتمعا يسعى إلى المثالية.. ومجتمعا يحاول أن يكون مطبقاً لتعاليم الشريعة الإسلامية.. أم أنها مظاهر.. وشعارات تطلق في الهواء.. شعارات نرددها بعيداً عن الواقع.. المأمول والمرجو.. شعارات تظل حبيسة الحناجر لا تصل إلى القلوب.. تلك القلوب المغلفة بالحقد والكراهية والقسوة.. تلك القلوب التي انتزعت منها الرحمة.. قلوب تُعشعشُ فيها طيور الظلام لتُفرّخ أيديولوجيات وطرقا حديثة لزرع الكراهية للوطن ومن يقطن الوطن بقلوب هؤلاء الصغار.. زرع الكراهية للمجتمع وأهله وناسه.. فيكبر هؤلاء ولديهم شعور بالانتقام..؟؟!!

نعم شعور بالانتقام ممن تسبب بوصوله إلى هذه الدرجة من العنف والكراهية.. فيحكم على المجتمع برمته بأنه ظالم.. قاسٍ.. يتغذى على العنف.. وتشرئب نفوسهم الحاقدة، نظرات إلى القادم، ولكنها غمامة سوداء تظلل على أي بصيص أمل أو علامات فرح أو ابتسامة.. غمامة سوداء تكوّمت منذ عشرات السنين بسبب هؤلاء.. المجرمين.. المنزوعين من أي علامات الرحمة أو حسن التعامل..؟؟!!

حينما نقول إن مجتمعنا قاسٍ فلا نخالف الحقائق..؟؟!!

وحينما نقول إن مجتمعنا متشتت فلا نخالف الحقائق..؟؟!!

أجزم أن هناك مشاريع وبرامج للتوعية والإرشاد.. وهناك برامج لحماية الطفل.. وأجزم كذلك أن هناك فئة كبيرة من البشر يحملون في قلوبهم الطاهرة الرحمة والشفقة ويتبعون الأساليب السليمة للتربية ومنهجهم المنهج السليم الصحيح.. وهؤلاء كُثر إن شاء الله..!! ولا أحبب التعميم.. ولكنني أتحدث عن الفئة الظالمة.. التي أوصلت نسبتنا بتعنيف الأطفال إلى الخُمس..؟؟!!

جاء في ذهني وتوقفت طويلاً عند بعض النقاط حول هذا التقرير.. أولها لماذا لا يتم الإبلاغ عن هذه الحالات.. ولماذا يتم السكوت عنها من قبل الطفل أو الأهل أحيانا..؟؟!! أم أنه الخوف من العواقب.. والسلبيات التي يجرها التبليغ..؟؟ رأيك عزيزي القارئ - عزيزتي القارئة -.

ثم ألا يوجد لدينا أكثر من برنامج لحماية الأطفال والأسرة بشكل عام.. وهل تكفي هذه البرامج الموضوعة..؟؟!! هل قامت بواجبها بالشكل المطلوب..؟؟ هل يعلم بها الجميع.. هل لديهم حملات للتعريف بدورهم وبرامجهم..؟؟ هل يستطيع أي.. طفل.. أو أب.. أو أم.. تعرّض ابنها أو ابنتها إلى العنف من قبل الغير أن يلجأ إليهم وكيف..؟؟

هل هناك عقاب من جهات معينة إذا اكتشف الأمر لمن اعتدى على الطفل جنسياً أو جسدياً..؟

قرأت مرة بإحدى الصحف أن حقوق الإنسان في إحدى الدول حضرت إلى منزل إحدى الأسر وسحبت منهم طفليهما لكونهما تعرضا للعنف عدة مرات بحجة أن هذين الأبوين لا يستحقان أن يكونا مُربين أو مسؤولين عن هؤلاء الأطفال..!! متى يكون لدينا قرارات حاسمة تردع المخالفين.. وتوقظ حس المستهترين بأرواح البشر.. وعقول البشر.. ممن غرقوا واستحلوا أجساد الأطفال.. وأصبح العنف ديدنهم.. والضرب والتهديد شعارهم وأسلوب حياتهم..؟؟

متى يكون لدينا برامج للتوعية في كل منطقة ومدينة وقرية وفي المدارس والجامعات.. وبرامج تُذاع بوسائل الإعلام المختلفة بكثافة فالموجود فيه الخير والبركة ولكنه لا يكفي..!!

متى يكون لدينا عقاب وقانون صارم.. لا يشوبه مخارج ولا تأويل للضرب بيد من حديد لمن تسوّل له نفسه الاعتداء على براءة الطفل.. وحقوق الطفل بأن يُهيئ له العيش الرغيد والمسكن الآمن والمستقبل الزاهر - كأنني أحلم وأنا أقول هذه الكلمات العيش الرغيد والمسكن الآمن - حسبت أنني خارج الزمن أو خارج وطني مع الأسف.. أيقظني ذلك التقرير..؟؟!!

ودمتم بألف خير..

* مستشار إعلامي بالتلفزيون السعودي - عضو جمعية الاتصال والإعلام - عضو جمعية الاتصال والإعلام الدولية apra

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة