Monday  01/11/2010 Issue 13913

الأثنين 24 ذو القعدة 1431  العدد  13913

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

حكاية وسادة
ناصر عبدالله العمار

رجوع

 

يحكى أن إنجليزياً وفرنسياً التقيا بسيارتيهما على جسر ضيق لا يتسع لسيارتين ورفض كل منهما التراجع والسماح للآخر بالمرور أولاً.. وقرّر السائق الفرنسي أن يستعمل نفس الطريقة الإنجليزية الباردة فظل جالساً وراء عجلة القيادة وأخرج الجريدة ليقرأها وبعد دقيقتين أو ثلاث من ذلك خرج السائق الإنجليزي وذهب إليه. وقال: أتسمح أن أستعير الجريدة منك عندما تنتهي من قراءتها؟ وإذا كان الإنسان يود أن يتحاشى الغضب، فالبرود الإنجليزي أو أي برود يزيد عن حده يسبب الغضب، وربما يفتعل المشاجرات. فاترك المشاجرات اليوم وابقَ مع الغضب الذي سمعت حكيم يقول فيه: «ينبغي أن تجعل الغضب يرقد على الباب»، وطبعاً المراد هنا أن يترك الإنسان غضبه في الشارع لأن بيته مخلوق للسكينة والراحة. ولكني أعرف أنواعاً من الناس متخصصين في الغضب، وثوراته داخل البيوت لأتفه الأسباب ويا للأسف وأحياناً بدون سبب على الإطلاق.

فالغضب يحدث في كل مكان! والغريب أنني قرأت مؤخراً اتفاقاً بين خبراء يقولون إن الشعور بالغضب يُعد شيئاً طيباً للمرء إذا تمكن من تنفيس غضبه بطرق إيجابية فالغضب عند هؤلاء هو تنفيس عاطفي للشعور بالاكتئاب وإنه جزء مهم في التركيبة النفسانية للشخص وإن الإنسان بدون الشعور بالغضب يبقى في حالة اضطراب، والأهم أن الغضب يعد منفذاً عاطفياً صادقاً وحيوياً للصحة العقلية، وللشعور بالسعادة أيضاً، والتنفيس عن الغضب هو مفتاح عمله بمعنى أنه إذا أبقى الإنسان الغضب مخزوناً داخل نفسه فإنه يتحول إلى وحش يسمم حامله.

أما الوصية الوحيدة لجزاء النفس فهي أنه إذا لم يستطع المرء الغاضب مواجهة الذين تسببوا في إغضابه فإنه يحسن له أن يتخيله في هيئة وسادته وينهال عليها ضرباً للتنفيس عن غضبه، وكنّا نعرف حتى الآن أن الوسائد للنوم وأحياناً تقحم في أمور الغرام كما في الرواية والفيلم المشهورين «الوسادة الخالية» غير أنه جاء الغضب يملأها دموعاً، وقهراً وتنفيساً أيضاً، ومن قال: «لم أر في الأعداء عدواً أعدى من الغضب» عليه أن يراجع نفسه، ويتساءل عن وسادة.

والله من وراء القصد..

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة