Wednesday  03/11/2010 Issue 13915

الاربعاء 26 ذو القعدة 1431  العدد  13915

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

شغل العالم في هذه الأيام بالطرود المتفجرة التي وصلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية مساء الخميس 21 ذي القعدة 1431هـ الموافق 28 أكتوبر 2010م، فقد تبين أنها قَدِمت من القاعدة في اليمن عن طريق دبي، وأخرى عن طريق لندن، الأولى إلى مطار كندي في نيويورك، والثانية إلى مطار ايست ميدلاندز بمدينة شيكاغو مستهدفة (معابد) يهودية، فعمت حالة الاستنفار جميع المطارات الأمريكية والبريطانية بخصوص الطرود المشبوهة، وجرى العثور على 13 طرداً، كما أن دبي عثرت على طرد ملغوم مما حذر من تلك الطائرة الإماراتية فصحبتها الطائرات الأمريكية عند دخولها أجواء الولايات المتحدة حتى وصلت الطائرات إلى مطار كندي خشية أن تخرج عن طريقها المعتاد.

لقد انتقلت المتفجرات لأول مرة عبر طائرات الشحن البريدية السريعة واختيرت شركة (فيديكس) من دبي وUPS من لندن ونزلت بعيداً عن المطار كي لا تعرقل الملاحة وتبين أن المتفجرات وضعت داخل حاويات الحبر في آلة طابعات إلكترونية.

إن من يتابع هذا الحدث يدرك أن هناك اتفاقا بين القاعدة في اليمن والقاعدة في أفغانستان في الأهداف الإستراتيجية ويختلفان في الأداء التكتيكي، لأن القادة في أفغانستان يتسمون بثقافة عربية، أما القاعدة في اليمن فإن القيادة عربية عايشت الثقافة الأمريكية فهي أعرف بهذه الثقافة وتعقيداتها لهذا نجدهم يستهدفون العمق الأمريكي، ومن أشهر قادتها أنور العولقي الذي يحمل الجنسية الأمريكية.

إن نشاط القاعدة في اليمن يختلف عن نشاط القاعدة في أفغانستان، فالقاعدة في اليمن كانت وراء قتل الجندي الأمريكي لزملائه، ومحاولة عمر الفاروق تفجير الطائرة التي استقلها من هولندا.

أما الهدف الإستراتيجي الذي يشتركان فيه فيتمثل في استفزاز الولايات المتحدة واستدراجها إلى أماكن مؤهلة لاستنزافها مثل أفغانستان والعراق فركزت على الأهداف الأمريكية في الخارج أما القاعدة في اليمن فاهتمت بالعمل داخل الولايات المتحدة.

والرئيس الأمريكي يرتكب خطأ كبيراً إذا نفَّذ تهديداته بتدمير القاعدة في اليمن بقصفهم أو بالهجوم عليهم بشكل مباشر، لأنه بذلك يدفع بكثير من اليمنيين للانخراط في القاعدة، مما يوسع من نشاطها وإمدادها بالأفراد والأموال، إلا إذا كانت الولايات المتحدة ترغب في أن يكون الإرهاب نشيطاً في المنطقة، لكن الإدارة الأمريكية هولت من العملية كي تثبت يقظة الإدارة، وهذا ما يساعد على تحسين وضع الديمقراطيين في الانتخابات، لكن الجمهوريين يرون أنها تسير في صالحهم، لأنهم بتدميرهم العراق وأفغانستان حجموا القاعدة في مواطنها وأصبحت تقوم بعملياتها ضد الأوطان العربية والإسلامية، وهو ما قاله بوش الابن عندما صرح بالقول لقد نجحنا في نقل الإرهاب إليهم.

والقاعدة في اليمن امتازت بابتكارات عديدة منها نوعية العمليات التي تخطط لها، والأساليب التي تأخذ بها، والموارد التي تتعامل معها، والتقنية التي توظفها.

أما التعامل مع القاعدة في اليمن فيتطلب دعم الحكومة اليمنية بالمال والمعدات والتدريب، ونقل التقنية في التعامل مع الإرهاب، كما يجب السعي لتهدئة الفتن الداخلية مما يوفر المناخ المناسب للحكومة اليمنية للسيطرة على القاعدة، فمن الحماقة استخدام السلاح وحده في التعامل مع الإرهاب، ولابد من الاستفادة من التجربة السعودية من حيث استخدام القبائل، والمنابر الدينية والإعلامية، والتعليم والمناصحة لإقناع المضللين بتصحيح مواقفهم والإيضاح للمواطنين عن مخاطر هذه الأعمال حتى لايتعاطفوا مع القاعدة.

وقد تبين أن بعض هذه الطرود كانت معدة للانفجار داخل الطائرات بدليل أن بعضها كان مرتبطاً بجهاز اتصال متنقل، بطريقة متقدمة لم تتمكن الأجهزة من الكشف عليها، كما أن الكلاب المختصة لم تتعرف على المواد المتفجرة، وذلك بسبب وجودها داخل حاويات لحبر الطابعة المغلف بمواد يصعب اختراقها بالأجهزة التقليدية ومحاطة بروائح تخدع الكلاب.

إننا مقبلون على أمور شديدة المخاطر شديدة التعقيدات ولابد من خطة إستراتيجية مطورة يمكنها التعامل مع هذه التطورات.

والله الموفق،،

(*) رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية والقانونية

 

الطرود المتفجرة برؤية إستراتيجية
د. أنور ماجد عشقي(*)

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة