Wednesday  03/11/2010 Issue 13915

الاربعاء 26 ذو القعدة 1431  العدد  13915

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

           

تعديل أو تغيير السلوك يمكن أن يمر بمسارين: الأول هو المسار القائم على الإجبار والإملاء والمراقبة.. والثاني: المسار القائم على الاقتناع.. المسار الأول يكسبنا السرعة، فالإملاء نتائجه فورية.. بينما السلوك المبني على الاقتناع بطيء جداً لكنه أدوم ولا يحتاج إلى رقيب.. وتحول الفرد إلى كائن يتطور بذاته من خلال إلزام نفسه دون إملاء أو رقابة برفع سقف سلوكه الشخصي.. من هنا نتساءل: كيف نغيّر في السلوكيات العامة وما هي معوقات هذا التغيير؟.. ولو نظرنا إلى أهم السلوكيات السلبية المعيقة للتغيير نجدها:

1- السلوك الدفاعي: وهو نتيجة هجوم صريح من الطرف الآخر.. أو نتيجة إنكار لواقع لا بد له من تبرير.. أو نتيجة أحاسيس عالية بالذات تجعل الشخصية تعيش حالة وهم ولا تستطيع مواجهة الحقيقة. وهذا السلوك له تبعات ضارة على واقع حال الشخص وعلى الأداء العام للشخصية.

2- السلوك الانسحابي: هو سلوك اجتناب المواجهة.. إما عجزاً عن المواجهة.. أو خوفاً من أن يكون هو الطرف الخاسر في مواجهة لا بد أن يخسر فيها أحد.. وهذا يستدعي منه عدم معارضة الآخرين في آرائهم ولا أفعالهم أو حتى نقدها.. ويتجه نحو إيجاد المبررات لهم.. ومشكلة هؤلاء أنهم لا يتخذون قراراً ولا يُعتمد عليهم.

3- سلوك التنصل من المسؤولية: يكون نتيجة الخوف من العقاب.. وينتشر هذا السلوك في البيئات المركزية القرار الشديدة العقاب المتوترة العلاقات.. وهذا يولّد حالة من الانسحاب والتردد والتراجع والإحجام عن المساهمة أو حتى إبداء الرأي خشية الوقوع تحت طائلة المسؤولية.. مما يرفع من حالة عدم المبالاة.. لذلك يبدو هؤلاء أنهم خارج مسرح الحدث.. تحت إحساس ضاغط بأنهم واقعون تحت التهديد.. لذا فهم يرون أن عدم المجازفة نوع من العقلانية.. ويحسون أن نظرة من هم فوقهم نظرة دونية لهم.. تنتهج تجاههم سياسة حادة عنيفة لا تغفر الأخطاء.. فيتحول بسببها الفرد إلى آلة لا تفكر إلا بالهروب.

إذاً.. ما هي المحفزات التي يمكن أن تبذل لتغيير تلك السلوكيات السلبية المعيقة للنمو والتقدم؟.. إذا عرفنا أن قبول التحفيز صفة إنسانية لها مفعولها في حالات تلقيها والتأثر بها.. ولها وسائلها ومهاراتها في حالات تقديمها والتأثير بها.. فهي مرتبطة بالحالة الداخلية للفرد.. مقدار وعينا بماهيتنا الشخصية كأفراد.. ومقدار الواقعية فيما نريد تحقيقه.. ومقدار احتياجنا للأمر.. ودرجة رضانا حيال ما نقوم به.

التحفيز له تأثير هائل على الأفراد والجموع.. والعلاقة بين التحفيز والسلوك علاقة وثيقة.. ولعل أهم هذه المحفزات هي توقعات الآخرين عنكم.. فهي جزء هام من تقدير الفرد لذاته وشعوره بالإنجاز.

أخيراً.. الفرد يحسِّن سلوكياته بربطها بأهداف.. والمجتمع يحسِّن سلوكياته بربطها بغايات.. والمنظمة تحسِّن سلوكياتها بربطها برؤية.

 

أنت
معوقات تغيير السلوكيات العامة
عبد المحسن الماضي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة