Thursday  04/11/2010 Issue 13916

الخميس 27 ذو القعدة 1431  العدد  13916

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

إلى جنة الخلد يا والدي
عبدالرحمن محمد العطوي

رجوع

 

فجر الأحد 2-11-1431ه يوم لا أنساه ما حييت يوم كان فيه الخبر الموجع المؤلم وفاة والدي يرحمه الله ويسكنه فسيح جناته وفاته كانت مفاجئة وهو نائم على فراشه بعد أن أدى صلاة الوتر وسجد لله كما هي عادته قبل أن ينام حيث يحرص-رحمه الله- على صلاة الوتر ليقضي أمر الله ويسلم الروح لبارئها لقد كان الخبر صدمة كبيرة لكل من عرف والدي يرحمه الله (محمد عايد الجويان العطوي) فكان الجميع مابين مصدق ومكذب تم نقله يرحمه الله بواسطة إسعاف الهلال الأحمر للمستشفى ووالدتي حفظها الله وأطال عمرها كانت تنتظر أن يأتيها خبراً يطمنها من المستشفى وأنه قد فاق من غيبوبته لكن كان اتصال شقيقي الذي رافقه للمستشفى يخبرني فيه بأن أبي قد توفي قبل نقله المستشفى وماأصعبها من لحظات لإخبار والدتي وبقية أفراد أسرتي ورغم أن الوقت كان قبيل صلاة الفجر إلا أن البعض قد أتى للمنزل وهو في حزن شديد ليتم إبلاغ والدتي وبقية أفراد الأسرة الذين تقبلوا الخبر متذكرين قوله تعالى: ?كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ?، وقوله تعالى: ?إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ?. لقد فقدنا أعز إنسان ونور البيت وسراجه صاحب الابتسامة الحانية صاحب القلب الكبير الذي كان يحبه كل من عرفه وهذه شهادة أُسئل عنها أمام الله بما عرفناه عن والدنا وبما شهد به مئات المعزين والذين شاركوا في تشييع جثمانه الكل والحمد لله على ذلك كان يشيد بحسن أخلاقه وتواضعه مع الكبير والصغير وشهادة من جوارهم المسكن بأنه من خيرة الجيران ولم تحدث منه إساءة لأي شخص أو جار لعقود من زمن الجيرة وكذلك زملاؤه في العمل وكل من عرفه لقد بكاه الجميع صغاراً وكباراً رجالاً ونساءً حتى الأطفال أحفاده فقدوه وبكوه لقد علمنا والدنا يرحمه الله الأخلاق الفاضلة وكان يرحمه الله من أهل المسجد وجماعته ومن الحريصين على الصف الأول وتذكر والدتنا حفظها الله أنه وما يقارب الخمسين عاماً لم يتخلف عن صلاة الفجر وهذا فضل من الله كما أنه خلال السنوات الأربع الماضية ومن خلال مصلى ملحق بمجمع تجاري أمام المنزل كان هو من يؤذن ويؤم المصلين في حالة عدم حضور الإمام ما أصعب الكلمات للحديث عن والدي الذي علمنا الصبر والاعتماد على أنفسنا وزرع الثقة في نفوسنا منذ صغرنا ومن الأمثلة التي كان حديث الناس في تبوك قبل أكثر من سبعة أعوام عند توفي شقيقي الشاب علي محمد العطوي يرحمه الله عن عمر 18 عاما بعد تعرضه لحادث مروري وكان يوم وفاته موعد لحفل زواج شقيقين من أقاربنا في مساء ذلك اليوم ووفاته يرحمه الله كانت ظهرا فعند ذهاب والدي يرحمه الله للمستشفى وعلمه بالوفاة جمعنا نحن أبناؤه وطلب منا عدم إخبار أي إنسان بالوفاة وكتم حزننا حتى لا نفسد الزواج وزاد من ذلك أن طلب منا حضور الزواج وبقية أفراد الأسرة ولا نخبر والدتنا عن الوفاة والتي حضرت الزواج كون والدتي شقيقة والدة العروستين وحضرنا الزواج دون ملاحظة الجميع المصيبة التي حلت بنا وبعد انتهاء حفل الزواج علم البعض عن الوفاة وانتشر الخبر حتى أنه أثناء تلقيه التعازي من الجموع صابراً محتسباً ضارباً أروع الأمثلة في الصبر والرضى بما قدره الله لم يجزع لكن هذه الدنيا لا راحة فيها ولا اطمئنان.. سننها كثيرة.. ولادة وحياة ثم موت وفراق.. والموت من آلم هذه السنن وأوجعها وأعجبها حيث يخفي هذا الموت الإنسان ويغيبه ويبعده عن أحبابه ويترك لهم نار الفراق وألم الحسرة ولكن نحن المسلمين نرجو لقاء الآخرة وجمع مع الراحلين في دار المقامة لقد كان حضور مئات المشيعين ممن علم بنبأ الوفاة فاكتظ بهم جامع الملك فهد بتبوك والمقبرة كان لحضور تلك الجموع الغفيرة للصلاة والتشييع والدفن بشارة عنوانها (أنتم شهداء الله في أرضه) لقد كان لوقوف الأقارب والأرحام ومحبي الفقيد الأثر الكبير في تخفيف مصيبتنا وتعازي صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية وصاحب السمو الأمير الدكتور محمد بن سلمان بن محمد آل سعود مدير عام لإدارة العامة للمتابعة بوزارة الداخلية ووكلاء إمارة منطقة تبوك وعدد من المسؤولين وسفيري دولة الكويت في المملكة والأردن والسمؤولين بمنطقة تبوك من مدنيين وعسكريين ومشائخ القبائل والزملاء الإعلاميين وكل من شارك في تقديم التعازي فلهم منا الدعاء بأن يجعل الله ذلك في موازين حسناتهم وأن يجزيهم خير الجزاء ونحن رضينا بقضاء الله وقدره ولا نقول إلا ?إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ? اللهم اجعله مع الصديقين والشهداء والصالحين اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة اللهم اجعله ممن يبشر بروح وريحان ورب راض غير غضبان اللهم اجمعنا به في الفردوس الأعلى من الجنة اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيرا منها لله ما أخذا ولله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار ونقول إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا على فراقك يا أبي لمحزنون و(إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة