Sunday  07/11/2010 Issue 13919

الأحد 01 ذو الحجة 1431  العدد  13919

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

           

في بادرة قابلها الجمهور العربي بترحيب ملحوظ، تساءل الأستاذ القدير محمد الوعيل رئيس تحرير جريدة اليوم السعودية، عبر موقعه على الفيس بوك، يوم الجمعة الماضي، عن أقسام الإعلام في الجامعات، إن كانت حققت المطلوب منها؟، ولماذا ليس للفتاة السعودية حضور في هذه الأقسام؟ ولماذا لا تصنع أقسام الإعلام صحفيا مختصا بالنفط وآخر بالطب وآخر بالأمن والشؤون العسكرية؟ وبعد ساعات قليلة من نشر الأستاذ الوعيل تساؤلاته تلك، تلقى عددا وافرا من الإجابات والمداخلات.

وأنا لا أريد، بالتأكيد، في هذه المداخلة، أن أفوت على الرجل ما يمكن أن يكون قد رمى إليه من مقاصد إعلامية وصحفية في طرحه ذاك، لكنني أود أن أقول إن جدلية (سوق العمل- الجامعة)، جدلية كبيرة وقديمة بكبر مهنة الإعلام ذاتها، وبقدم الاتصال الإنساني منذ نشأت أقسام الإعلام في الجامعات. غير أن معظم المتداخلين فيها حتى اليوم لا يتابعون كثيرا مما حدث من تطورات نوعية في كل من أقسام الإعلام والمؤسسات الإعلامية. اليوم هناك رؤى واضحة لدى أقسام الإعلام في الجامعات وهناك تكامل منهجي جيد جدا بينها وبين المؤسسات الإعلامية. وقد تم عقد العديد من المؤتمرات والندوات واللقاءات بين الجانبين لتقريب وجهات النظر. والتدريب المهني اليوم يأخذ في بعض الأقسام ما يزيد عن 40% من ساعات الدراسة حيث إن معظم مقررات الإعلام ذات جانبين (نظري) و(مهني)، كما أن عددا من الأقسام العربية خصصت فصلا دراسيا كاملا قبل التخرج للتدريب داخل المؤسسات المهنية للإعلام، كشرط رئيس للحصول على الشهادة الجامعية. لكنني أعتقد أن الفجوة الموجودة تتمثل في أنه لا يزال لدى البعض شعور بأن الجامعة يمكنها أن تخرج صحفياً فنياً، أو أمنياً، أو رياضياً، ونحو ذلك. وهذا خلاف المعقول والمنظور من الجامعات، وخلاف التقاليد المعرفية والمهارية الجامعية في أي مكان في العالم. فالجامعة ليست معهدا مهنيا، ولا يمكنها أن تكون. إن التأهيل المعرفي جانب مهم جدا في الجامعات، والأمل معقود على المؤهلين مهنيا أن تكون رؤاهم وممارساتهم الإعلامية متقدمة، ووفق أسس علمية يمكن قياسها وهو ما لا يمكن بالضرورة توافره عند غير المؤهلين في الجامعات بمستويات متباينة. وباختصار، يمكن للجامعات تخريج إعلاميين مؤهلين بشكل جيد (معرفيا) و(مهنيا)، ولكن بأطر عامة. إنما إذا أرادت الجامعة مثلا الإفادة من الخريج في التنظير، والتأليف، والتدريس، والبحث العلمي، ونحو ذلك فلا بد لها من أن تلحق الخريج ببرامج تهيئة نظرية متقدمة على مستوى الماجستير والدكتوراه. وكذلك الحال بالنسبة للمؤسسات المهنية، سواء صحفية، أو إذاعية، أو تلفزيونية، أو إنترنت، ونحوها، إذا أرادت الإفادة من الخريج مهنيا فعليها أن تستلمه لتؤهله مهنيا في ما تريده أن يفعل بالتحديد: محرر، أو مخرج، أو معد برامج، أو مقدم، أو غير ذلك عبر معاهد التأهيل المهني التي يجب أن تنشئها المؤسسات المهنية العربية أو الوطنية، بالشراكة المهنية فيما بينها. فلا يمكن أن تتحمل الجامعات أعباء التأهيل المهني للطالب في كل تفاصيل سوق العمل، فهو مع أنه غير ممكن عمليا، عبء لا يمكن للطالب الوفاء به مهما كان، ثم هو عبث مهني غير مقبول، أن يتخرج الطالب محترفا في كل شي. لأن في ذلك هدرا لطاقات الجامعات وإمكاناتها دون جدوى عملية، حيث لن يمكنها ولا الطالب توقع نطاق المهنة بعد التخرج بكل تفاصيلها الدقيقة. الأصل، إذا، أن تتكامل مؤسسات المجتمع فيما بينها في خدمة المقاصد العليا للمجتمع وتهيئة أبناء المجتمع كل في مجاله وحسب اختصاصه وما يتوقع منه أن يعمل في الحياة. أما موضوع الفتيات فلعله يكون موضوع مداخلة قادمة علما أن عددا من أقسام الإعلام في الجامعات السعودية أصبحت تدرس الآن الطالبات. تحية للإعلامي القدير محمد الوعيل، وتحية لكل الذين تداخلوا معه.

alhumoodmail@yahoo.com
 

الإعلام من جديد .. بين مطرقة المهني وسندان الجامعة
د. إبراهيم بن ناصر الحمود

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة