Sunday  07/11/2010 Issue 13919

الأحد 01 ذو الحجة 1431  العدد  13919

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

عزيزتـي الجزيرة

 

أم المؤمنين عائشة أفضل نساء النبي بعد خديجة

رجوع

 

الجزيرة - الرياض:

اطلعت على ما كُتب في الجزيرة صفحة عزيزتي يوم الثلاثاء 11-11-1431هـ في عددها (13900) عن أم المؤمنين عائشة فأقول:

كنت قد قرأت في حياة عائشة - رضي الله عنها - خصوصاً زمن الفتنة بين الصحابة بشيء من الدقة والتفصيل في كتب شتى، فأقول: لا شك أن الصحابة الكرام بشر معرض للخطأ والزلل والنسيان، وعائشة -رضي الله عنها - شأنها شأن بني آدم تنسى وتذكر، تصيب وتُخطئ.. ولكنها حازت قصب السبق في كثير من المجالات - رضي الله عنها وأرضاها -.. يوم أن أختارها لتكون زوجة لمحمد صلى الله عليه وسلم.. وهناك أقاويل يروّجها القوم سمعتها وقرأتها.. يذكر القوم عن أُمنا عائشة - عليها السلام - منها: أن عائشة كانت ثيباً ولم تكن بكراً، ويذكرون قصة المطعم بن عدي عندما خطبها لابنه جبير.

والرد: أن تلك خطبة ولم تكن زواجاً، بدلالة قول خولة بنت حكيم الأحوص حينما قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: (أفلا تتزوج يا رسول بكراً شئت أم ثيباً، فقال: من البكر ومن الثيب، فقالت: البكر عائشة... إلخ)، ولو كانت عائشة قد تزوجت من جبير بن مطعم لعُرف ذلك.. وانتشر عند الناس فضلاً عن خولة المهتمة بمثل هذه الأمور، والقوم كما تعرفون يكذبون ويدسون الباطل الكثير في الحق ومن ذلك قولهم: إن عائشة لم تكن بنت تسع سنين عندما دخل بها النبي صلى الله عليه وسلم.. وإن هذا الأمر يأباه العقل.

والرد: ما زال الناس يزوجون بناتهم وهن بنات عشر.. وما زال ذلك في الجزيرة العربية حتى وقت قريب، وكذا اليمن إلى وقتنا هذا، ويقول القوم: إن الروايات في عمر عائشة عند زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم متناقضة، والرد: أن اختلاف الروايات أمر وارد، والصحيح هو أن عمرها عند زواجها كان تسع سنين، ومن باطلهم أنهم يقولون إن في رقبة عائشة أثني عشر ألف قتيل يوم الجمل، وإنها خرجت على الإمام علي بن أبي طالب - عليه السلام -فالجواب: أنها - عليها السلام - أُخرجت ولم تخرج.. وهذا ما دلّت عليه جميع الروايات.. وألح عليها الصحابة كابن الزبير والزبير وطلحة رضي الله عنهم، ثم أنها خرجت من أجل الإصلاح بين الناس ليس إلا.. كما أنها - عليها السلام ورضي الله عنها - وقدّس الله روحها، قد ندمت ندامة كلية على مسيرها إلى البصرة، وإذا ذكرت يوم الجمل تبكي بكاءً شديداً حتى تبل خمارها رضي الله عنها، ولقد سبّ رجل عائشة - عليها السلام - عند عمار بن ياسر فقال عمار: (أغرب مقبوحاً أتؤذي حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنا لنعلم أنها لزوجة النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ولكن الله ابتلاكم بها لتتبعوه أو إياها).. رواه البخاري، وعندما انتهى القوم إلى الإمام علي بن أبي طالب - عليه السلام - وذكرت عنده عائشة، قال: خليلة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد لامها الإمام علي على خروجها يوم الجمل فقالت: يا ابن أبي طالب ملكت فأسجح، (يعني العفو)، فأمر لها باثني عشر ألفاً، وجهزها إلى المدينة وكرمها غاية الكرم، الإمام علي بن أبي طالب يعرف لعائشة مكانتها، وكذا كانت عائشة تعرف له مكانته، وهم بشر يصيبون ويخطئون.. يذكرون ويغفلون، يقول الله عنهم: ?وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ? (47) سورة الحجر قال: علي بن أبي طالب: بعد وقعة الجمل وبعد مقتل طلحة بن عبيد الله إني وطلحة ممن قال الله فيهم: ?وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ? (47) سورة الحجر، والقوم يرمونها في عرضها، والحديث عن براءتها طويل دلّ عليه كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، عائشة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بنت تسع سنين، وكان يحبها حباً شديداً.. بل جاهر بذلك أمام أصحابه عندما سُئل أي الناس أحب إليك، قال: عائشة، واستمر على حبها حتى فارق الدنيا، بل وقال لها عند موته: إن مما يهون عليّ ما أنا فيه أنك زوجتي في الآخرة، وما ذاك الحب إلا لأنها طيبة، والرسول - عليه السلام - لا يحب إلا طيباً، مع ما جمع الله لها من صفات عظيمة، فهي الزكية الذكية الطاهرة المطهرة العالمة العاملة، الأديبة الأريبة، الخطيبة البليغة أعلم نساء الأمة على الإطلاق، علم الكتاب والسنة في صدرها، بل والطب والفرائض.. فصيحة اللسان، قوية الجنان، ذات حجة وبيان صادقة القول، عفيفة، غافلة عن الشر، ولكنها مع ذلك من بني آدم تصيب وتخطئ، تنسى وتذكر، فهي بشر وكل بني آدم خطّاء، والعصمة لرسل الله.. وهي أفضل نساء النبي صلى الله عليه وسلم إلا خديجة، ولقد ذكرت قصتها المؤثرة في خطب ومحاضرات، وما نزل بها من بلاء وامتحان وخطب، ذلكم هو البلاء العظيم، والخطب الجسيم، والنازلة العظمى، والمصيبة الكبرى ألا وهي ما رميت به في شرفها ونيل من عرضها، فكان لي مواقف أذكر منها ما تذكر في ساعتي هذه منها: في حج عام 1430 وفي جامع عبد الله بن عباس شارع عبد الله خياط في مكة، تحدثت عن قصة الإفك وبراءة عائشة، وكنت قد صليت بهم صلاة العشاء وقرأت آيات النور (براءة عائشة).. (ِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (11) سورة النور.. ثم أخذت أشرحها.. وبعد الانتهاء من المحاضرة جاءني شيعي إيراني وقال: أين هذه الآيات من القرآن.. فما كان مني إلا أن أخذت المصحف من يده، واستخرجت له سورة النور، ووضحت له معاني بعض الآيات فقال: وهو لا يحسن العربية لأول مرة أعرف أن هذه الآيات تتحدث عن براءة عائشة، وخطبت في الكويت عن هذا الموضوع قبل سنة، فلما فرغت قال لي أحد الإخوة: وهل حقاً أن الروافض يقذفون عائشة!!، وألقيت محاضرة في جامع الإمام تركي بن عبد الله بالرياض قبل خمس سنوات تقريباً فقال لي: بعض الحاضرين، يبدو أن هذا الموضوع انتهى في حينه، وأن الروافض لا يقذفون أم المؤمنين عائشة، فحاولت أن أوضح لهم أن هذا في عقائدهم، ولكن دون جدوى، ويعتقد الكثير أن الروافض لا يقذفون عائشة، ولكن حصحص الحق وظهر المكنون وبانت الحقيقة، يقول الإمام النووي عن براءة عائشة: (وهي براءة قطعية بنص الكتاب العزيز، فلو تشكك فيها إنسان والعياذ بالله، صار كافراً مرتداً بإجماع المسلمين).. الله أسأل أن يحشرنا مع أُمنا عائشة بنت أبي بكر، وإمامنا علي بن أبي طالب عليهما السلام، وأن يشرح صدورنا لمحبتهم جميعاً، وألا يجعل في صدورنا غلاً على أحد من أصحاب وزوجات رسولنا الأمين صلى الله عليه وسلم: (وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) (10) سورة الحشر.

فهد بن سليمان بن عبد الله التويجري -مساعد المدير العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة القصيم -القصيم - بريدة

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة