Sunday  07/11/2010 Issue 13919

الأحد 01 ذو الحجة 1431  العدد  13919

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وَرّاق الجزيرة

 

الملك عبدالعزيز والحج
ماهر بن ناصر بن محمد ابن عبدالعزيز العجاجي

رجوع

 

الجزيرة - الرياض:

ليس من المستغرب أن يكون الحج أحد اهتمامات قيادات بلادنا منذ عهد جلالة الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -وفقه الله. ولكي يؤدي المسلم هذا الركن بصورة جيدة لابد أن توفر له بلادنا كل سبل الراحة باعتبارها الدولة الحاضنة لكل المسلمين القادمين إليها لهذا الغرض، ولأنها أيضاً دولة مهبط الوحي، وبدء انتشار الإسلام.

إن تاريخنا الحديث يؤكد هذا الاتجاه الطيب لحكام هذه البلاد، كما أن الوثائق التاريخية المعروفة في عهد الملك عبدالعزيز تؤكد هذا الاهتمام كذلك.

لقد تحدث الملك عبدالعزيز عن الحج حديث المهتم لكل أجزائه وتفاصيله، وحديث المتابع لكل ما يحتاجه الحاج من أمور مادية ومعنوية، وكذلك ما تقوم به الدولة لتحقيق كل ذلك.

والوثائق التاريخية التي كتبها الملك عبدالعزيز لجدي الشيخ محمد العبدالعزيز العجاجي تؤكد كل ذلك، فقد تحدث عن أشياء دقيقة، وتفاصيل صغيرة، لكنه كان يعتبرها مهمة للحجاج، كما يعتبر أن الدولة المضيفة مسؤولة عن تحقيقها. ففي رسالة كتبها الملك عبدالعزيز لجدي في 16 ذو الحجة عام 1345هـ شرح فيها ما يلقاه الحجاج من راحة تامة في أداء نسكهم، وكان مما قاله في رسالته: «الحج يوم الخميس، والمسلمون من فضل الله صحتهم على ما يرام، والحج حج طيب وسكون وراحة للجميع».

وكما اهتم الملك المؤسس بصحة الحجاج في تلك الفترة المبكرة من تاريخ المملكة، فقد اهتم كذلك بأعداد الحجاج. وهذه لفتة تستحق الوقوف عندها كثيراً لا سيما إذا عرفنا أن قضية التعداد لم تكن محل اهتمام دول كثيرة آنذاك. ففي الرسالة نفسها قال الملك عبدالعزيز: «وقد بلغ مجموع الحجاج تقريباً من عرب وأغراب مائتين وخمسين ألفاً، نرجو الله سبحانه أن يتقبل من الجميع ويحفظنا وإخواننا المسلمين».

ومن الواضح أن بلادنا وعلى رأسها الملك المؤسس بذلت جهداً كبيراً لكي تستطيع توفير الأمن والراحة والصحة لهذه الجموع من الحجاج بمقاييس ذلك الوقت وإمكاناته الماديّة.

وفي رسالة وجهها الملك عبدالعزيز للجد محمد العبدالعزيز العجاجي بتاريخ 6 ذو الحجة عام 1346هـ تحدث فيها عن وضع الحجاج في تلك السنة جاء فيها: «ومن أخبار طرفنا فهي من فضل الله على ما يرام من جميع الوجوه، الحج يوم الثلاثاء والصحة عامة، المسلمون كلهم ولله الحمد بغاية الصحة والعافية، ولا قد صار مثل هذه السنة من فضل الله من البراد ووفرة المياه والناس راكدين مطمئنين نحمد الله على ذلك ونرجوه دوام نعمه ومزيدها».

من الواضح أن الملك عبدالعزيز كان سعيداً بما رآه من سعادة الحجاج حيث توفر لهم ما يحتاجونه من الأساسيات، كما أن الطقس كان جيداً في ذلك العام، مما ساعد الحجاج على أداء نسكهم براحة تامة.

إن هذه الوثائق -وسواها- تؤكد كيف كانت بلادنا ومنذ بداياتها المبكرة تحرص على القيام بواجباتها تجاه الحاج رغم قلة الإمكانات، وكيف أن الملك عبدالعزيز ورجاله كانوا يبذلون كل مستطاع لتأمين الحاجات الرئيسة لكل القادمين لهذه البلاد لتأدية فريضة الحج. ومن فضل الله أن أبناء الملك عبدالعزيز ساروا على النهج نفسه، فأنفقت الدولة المليارات لتحسين كل المرافق، وتسهيل أداء الحج، وتأمين سلامة الحجاج، بحيث أصبحت بلادنا مضرب الأمثال في هذا العمل العظيم، والحمد لله رب العالمين.

الأحساء- البريد الإلكتروني:

maheralajaji@hotmail.com
 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة