Monday  08/11/2010 Issue 13920

الأثنين 02 ذو الحجة 1431  العدد  13920

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

كنت أتساءل عن مفهوم الحضارة الذي يعني بحسب التعريفات القاموسية «الإقامة في الحضر» المفهوم اللغوي لهذا المصطلح، وسُميت بذلك لأن أهلها حضروا الأمصار ومساكن الديار التي يكون لهم بها قرار وعمران بخلاف الباد في البادية..

فهو في تنقُّل دائم يبحث عن الكلأ والماء، لا يعرف القرار ولا العمران.

ولو عُدنا بالتاريخ إلى الوراء قليلاً لوجدنا أن الحضارة الإسلامية نجدها تتكون من 3 عناصر:

1 - التنظيم السياسي.

2 - المجتمع.

3 - الثقافة.

وهي ذات العناصر الموجودة في أي مجتمع كان، لأن الحضارة في أساسها تنطلق من فكرة الحياة المدنية التي ربما تأخذ من مفهومها التقليدي للمدنية في حياة الإنسان المادية، مثل المباني والمساكن والطرق، والخدمات المختلفة التي تتكون منها المدن الحديثة، أو من خلال الأنظمة التي تحقق للإنسان حياة هادئة، هانئة، وتنظم حقوقه وحقوق الآخرين، وتضرب بيد من حديد على كل من يخل أو يخالف الأنظمة الموضوعة، إذاً لو عدنا إلى النص السابق لوجدنا أن كلمة الأنظمة قد تكررت مرات كثيرة والتي تمثّل المنطلق الأساس للحياة المدنية التي نسميها حضارة أو تحضُّراً، ولهذا أميل كثيراً لتعريف الحضارة بأنها النظام، فبدون وجود نظام لا يمكن أن نعيش حياة متحضرة، وهذا ربما ما يجعلنا ننظر إلى الواقع الجديد بأنه لا يتناسب معنا، وهي النظرة التي تنطبق على معظم سكان مجتمعات العالم الثالث، فهم في الأساس، وفي تاريخهم القريب أبناء بادية، لا تتناسب معهم الحياة المدنية، التي يُطلق عليها الحياة الحاضرة أو الحياة الحضرية، مسألة لا تتناسب مع كثير من أبناء مجتمعاتنا، هم بطبيعة تكوينهم وإرثهم لا يحبون ولا يقبلون فكرة أن يكونوا حضراً، لاعتدادهم الكبير بأنفسهم، والاعتداد بالنفس صفة جميلة، وليس عيباً أن نكون في الأصل أبناء بادية، بل هو شرف لنا، لكن لا يجب أن يجعلنا هذا المفهوم، أو طريقة التفكير هذه تؤدي بنا إلى عدم القدرة على التأقلم مع الحياة الجديدة، وعدم استيعاب حقيقة العالم الجديد الذي يظهر عبر النظام العالمي الجديد، والذي ظهر على السطح، وتجلى بشكل بارز بعد أحداث 11 سبتمبر التي مثَّلت تاريخاً جديداً في حياة كافة شعوب الأرض.. إن النظام الجديد لا يتوقف على دمج شعوب العالم في بعضها البعض، وجعل الاقتصاد هو المهيمن والمؤثر على الشعوب فحسب، بل إنه يتجاوز ذلك لعزل السياسي، وجعل الاقتصاد هو المؤثر الأقوى، وهو الحاكم بأمره في مستقبل الأيام القادمة التي باتت وشيكة، وبدأت ملامحها تتشكّل وترمي بظلالها في العالم قاطبة، هذا التشكُّل الجلي الذي يجعل من الاقتصاد السيد الوحيد، والحاكم الأوحد ليس جديداً.. بل إنه بدأ مع تشكُّل النظام الرأسمالي منذ جذوره الأولى إبان ظهوره قبل 5 قرون في أوروبا، لكنه لم يتحول إلى نظام سائد يغزو العالم إلا بعد سقوط القوة المؤثر قبل عام 90 ميلادي روسيا «الاتحاد السوفيتي» وتفككها وانكشافها، لكن المهم في هذه السلسلة المتواصلة، هو تأثير الملكية الفردية وحق الإنسان في الحرية المطلقة في هذا الجانب، وهو ما يدعو إليه النظام الليبرالي، تأثيرها على مستويات أخرى ترتبط بالجانب الاجتماعي والإيديولوجي الأمر الذي يجعل هذا الفكر هو الآخر سيسود العالم غازياً كل الدول والمجتمعات، وهو ما نمشي إليه طائعين أم مكرهين، ولن يتمكن من إيقافه أي شيء سوى ظهور قوى أخرى تصبح زعيمة العالم، وبشرط أن تكون تحمل فكراً آخر، لكن هذا الاحتمال ضعيف للغاية بحكم أن المؤشرات التي تشير إلى ظهور الشبح النائم «الصين مثلاً» هي الأخرى ستظهر من عباءة الاقتصاد، وهذا ما يجعلنا نؤكد أنه لا أمل لنا من الخروج من دائرة الرأسمالية، مما يجعلنا نطرح سؤالاً كبيراً: هل نحن قادرون في مجتمعات العالم النامي أن ننظم أنفسنا لنكون جديرين بمفهوم الحضارة التي تعني التنظيم والنظام، هل نملك من الأنظمة والدساتير ما يجعلنا مؤثرين في المجتمعات، أم سنظل الحلقة الأضعف، والمتأثرة على الدوام بكل ما يحصل في العالم؟.. سؤال كبير!





Kald_2345@hotmail.com
 

الحضارة هل تعني التنظيم؟
خالد محمد الخضري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة