Thursday  11/11/2010 Issue 13923

الخميس 05 ذو الحجة 1431  العدد  13923

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

لدي يقين تام بأن بيل غيتس لا يعرف سورة الحشر ولا هيئة الحشر مثل الذي عرفناه والذي تشيب من هوله الولدان والذي مقداره خمسين ألف سنة ولا سورة الزلزلة ولا الواقعة ولا الحاقة ولا القارعة ولا الماعون

ولا كل الآيات والسور الكريمة الأخرى التي تحث على الخير والعون وتحذر من الإمساك، لكن يقيني الآخر التام أن هذا الرجل الإنسان له سبل أخرى للوصول إلى روح الإنسانية الطاهرة لأنه (لايحب المال حبا جما)، إن هذا الرجل ينشر ماله يمينا ويسارا دون الالتفاف لأولاده وأبناء عمومته وأبناء عشيرته، إنه مشغول بأناس لا يجمعه بهم أي جامع سوى أنهم بشر، يوفر اللقاحات، يطور مراكز بحثية طبية، يأوي الفقراء والمعوزين، يدعم الجمعيات الخيرية، بيل غيتس لم يسمع بسويسرا وبنوكها وحساباتها المصرفية السرية والعلنية ولم يدخر هذه الأموال الطائلة لليوم الأسود، ولم يؤسس شركات وهمية لأكل مال الناس بالباطل، بيل غيتس أرقى بكثير وأكثر إحسانا من بعض تجارنا وأغنيائنا الذين دار بعضهم ظهورهم للمحتاجين والفقراء الذين يقطنون العشوائيات وبيوت الصفيح وخرائب الطين في مختلف مدننا وهجرنا وقرانا، وليس لديهم خطة متكاملة لعلاج المرضى ومحو الأمية والتخلف ونشر الوعي ، إلا أنهم لم يتركوا مترا ولا شبرا إلا عاينوه وأحصوه ورفعوا سعره بطمع وجشع كبير، وكأنهم لم يقرأوا الآية الكريمة: (الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ)، إن بعض تجارنا وأغنيائنا الذين أتوا بالأموال من كل حدب وصوب بمختلف الأشكال والألوان لايبالون بهؤلاء الفقراء المحتاجين هما وشجنا وإنسانية بقدر اهتمامهم بامتلاك الذهب والفضة ومطاردة حمر النعم والتباهي بها وبسلالتها البهيمية المصطنعة، بيل غيتس لم يجلس على الوثير من الفراش بل لا يحب الجلوس عليه وإن جلس لا يتمادى، بيل غيتس أعلن ذات مرة بأنه لن يورث أبناءه الثلاثة إلا بعضا من ثروته والباقي للعمل الخيري الذي بلغت قيمة تبرعاته منذ تأسيس جمعيته الخيرية (18) مليار دولار، عكس بعض أغنيائنا وتجارنا الذين يحتاجون إلى دبابيس بل إلى سكاكين لوخزهم وتذكيرهم بواجبهم تجاه إخوانهم في الإنسانية وفي الدين ونظرائهم في الخلق وأن ينشغلوا من اللحظة القادمة بملاحقة الفقر من شارع إلى شارع ومن بيت إلى بيت، إذا كانوا يؤمنون ويخافون من اليوم الموعود الذي يفر فيه المرء من أمه وأبيه وصاحبته وبنيه وفصيلته التي تأويه ومن في الأرض ثم ينجيه.

ramadanalanezi@hotmail.com
 

بيل غيتس المثالي!
رمضان جريدي العنزي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة