Friday  12/11/2010 Issue 13924

الجمعة 06 ذو الحجة 1431  العدد  13924

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

ودّعت بريدة.. فقيدها: سليمان الجاسر

رجوع

 

تلقيت نعي وفاة الشيخ الفاضل: سليمان بن جاسر الجاسر عن عمر يناهز التسعين سنة، تلقيته في الساعة الخامسة من مساء يوم الثلاثاء الثامن عشر من الشهر الحادي عشر سنة واحد وثلاثين وأربعمائة وألف من الهجرة. وأدى الصلاة على روحه الطاهرة أعداد غفيرة من أبناء بريدة بعد صلاة العشاء في جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب، وحمله المشيعون على الأكتاف إلى مقابر الموطأ، وسجيت جنازته في ساحة المقبرة لأداء صلاة المتأخرين من المشيعين الذين حضروا الدفن من الأحياء البعيدة، وتقديم العزاء لأبنائه الذين صبروا ولم يسخطوا ويظهروا الجزع؛ إلا أن عيونهم تدمع وقلوبهم حزينة وألسنتهم ذاكرة الله وداعية لوالدهم صابرين على عظم مصيبتهم مصيبة الموت التي تعد من أعظم المصائب التي تصيب الإنسان؛ لأن الصبر من أعزم القروبات لنيل رضا الله، ولم يسخطوا بالقدر الذي قدره الله لوالدهم حابسين ألسنتهم، ولم يتفوهوا بما يغضب الله من بكاء صبروا واحتسبوا الأجر والثواب والرحمة من الله لوالدهم، وهم يعيشون مشهداً من أعظم المشاهد في الدنيا هيبة ورهبة عندما أنزلوا جثمان والدهم الطاهر إلى القبر الذي حُفر مثوى دائماً إلى أن يرث الله الأرض.. أنزلوه في ظلمة القبر ووضعوه على جنبه الأيمن ووجه تجاه القبلة، وحلوا أربطة كفنه وأبقوه في القبر وعمله، ووضعوا قوالب الطين وحثوا بأيديهم حثيات من التراب، يرددون بسم الله على الملة الحنيفية السمحة ملة رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهم يسترجعون ويستغفرون ويدعون الله له بالرحمة والسلوان ويسألون له التثبيت في المسألة... إنهم نعم الصابرين الذين وضعوا والدهم تحت الثرى وحيداً إلا ما قدمه من عمل يرضي الله وهذا ما نرجوه له. إنه مشهد عظيم لا يستطيع الإنسان تحمله إلا المؤمن الذي يحسن الظن بالله، وهذا ما شاهدناه عند أولاده الذين أحسنوا الظن بربهم أنه يغفر له ويرحمه ولا يضيع أجره الذي نرجوه لوالدهم. فقد خلف فقيدنا محاسن من الأفضل عبر هذه السطور ذكر الشيء اليسير منها إذ يشهد لها الداني والقاصي، حيث إنه من السباقين لأداء الصلاة جماعة في المسجد، ومن الملازمين في روضته التي يحضر إليها تحمله عربته قبل أداء الأذان مؤدياً سنة تحية المسجد والسنن الرواتب، وتلاوة آيات من القرآن الكريم، والدعاء والاستغفار لأهله ومشايخه وولاة أمره وعامة المسلمين، ومن المساهمين في بناء وتأثيث المساجد، فقد بنى وأثث جامع البصيرية الذي يعد من أكبر الجوامع التي أقيمت حديثاً في شمالي غربي بريدة، وحرص على أداء صلاة الجمعة فيه وسؤال الإمام والمؤذن وكبار الجماعة عن حاجة المسجد من أجهزة وأثاث وفرش... وسن «رحمه الله» سنة حسنة في المسجد المجاور لمنزله لجمع عدد من أبناء الحي فيه للإفطار في شهر رمضان الكريم من أجل أن يتفرغوا للدعاء والاستغفار وتلاوة القرآن الكريم. كما سن سنة حسنة «دورية» للجيران يجتمعون فيها بعد أداء صلاة المغرب في منزله وبقية المنازل من أجل التواصل ما بينهم فلقيت هذه السنن الحسنة القبول من مختلف أبناء الحي، ولا زالت بفضل الله قائمة وعليها إقبال منذ أن سنها. وعرف أنه من تجار المنطقة الذين اشتهروا منذ أزمنة قديمة ببيع الملابس؛ إذ إنه يزاول تجارتها لأكثر من ستين سنة في أسواق بريدة القديمة، وحرص على مجالسة العلماء والاستفادة مما يلقونه من علوم في حلقاتهم ومحاضراتهم وندواتهم، فأنار الله قلبه بنور العلم وتعليمه منذ صغره طالباً في كتّاب المربي الفاضل «الوهيبي» التي تعد من أكثر المدارس الأهلية تعليماً لعلوم الدين والتاريخ والحساب فنبغ فيها وفي علومها الحديثة التي دُرست فيها منذ أكثر من ثمانين سنة؛ إلا أن ظروف المعيشة في زمان بريدة القديمة سلك التجارة فاشتهر فيها إلى أن أصبح من التجار البارزين الذين أبقوا بصمات تجارية تتحدث عن نفسها في المنطقة.

هذا وتعازينا لابنيه عبدالله وصالح البارين بوالدهم بتفرغهم وترك مشاغلهم منذ أن أقعده المرض ملازمين له في المشفى إلى أن توفي رحمه الله وغفر له.. إنا لله وإنا إليه راجعون.

أحمد المنصور - بريدة - نادي القصيم الأدبي

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة