Friday  12/11/2010 Issue 13924

الجمعة 06 ذو الحجة 1431  العدد  13924

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

وغاب عميد أسرة المزيد

رجوع

 

في مساء يوم الأحد 16-11-1431هـ غيب الحق رجلا من رجال الدولة المخلصين الذين بذلوا أرواحهم ودماءهم في سبيل الوطن. رجل شارك والده رميح المزيد من الغزوات مع غيره من الرجال المخلصين مع جلالة الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- في كثير من الحروب وبعد وفاة والده -رحمه الله- أحس في نفسه الشجاعة والمقدرة بأن يحل محل والده، وقد كان عمره آنذاك لا يتجاوز الخامسة عشرة والتحق بالخوة مع جلالة الملك فيصل -رحمه الله- بعدما عرفوا أن هذا الشبل من ذاك الأسد وعين رغم صغر سنه وشارك في حرب اليمن مع صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبدالعزيز تغمده الله برحمته، وقد كان إبراهيم بن رميح المزيد محل ثقة الجميع وبعد العودة من اليمن كلف بالعمل في إمارة الوجه، ومن هناك اختاره الأمير عبدالعزيز السديري أمير منطقة الحدود الشمالية وعمل في إمارة القريات عدة سنوات، ولما أحس الأمير عبدالعزيز السديري بإخلاصه وكفاءته رشحه أميرا لمركز مغيرا وقام بواجبه خير قيام. وتنقل في عدة مراكز تابعة لإمارة القريات آنذاك منها مركز علقان وحاج وقد كان في تلك السنين لا يوجد مباني لمراكز الإمارة غير بيوت شعر أو خيام.

أما علقان فقد قام بعمله في غار أحد الجبال. ويسكن في جزء منه ولا يزال الغار موجودا ومعروفا بغار إمارة أبو مزيد، ثم نقل إلى حقل، وفي حقل أحس بشيء من الراحة من ناحية السكن ومقر العمل إلا أنه لم يستمر وينقل إلى المراكز الخارجية بحكم الاحتياج وملاءمة الرجل للمكان، وبعد فترة عين من يحل محله وأعيد إلى حقل، واستمر في العمل في إمارة حقل إلى عام 1409هـ وأحيل للتقاعد.

وأقام فيها لشغفه -رحمه الله- بحب طبيعتها كونها خالية من الرطوبة والغبار وجوها معتدل في الشتاء والصيف وأخذت بالتطور العمراني والحضاري، وقد اكتملت بجميع الخدمات والمؤسسات الحكومية بعد ربطها بإمارة منطقة تبوك؛ حيث كان قبل ربطها بإمارة منطقة تبوك كانت مرتبطة بإمارة منطقة القريات وكانت المسافة بين حقل والقريات بعيدة، ولم تكن هناك وسائل اتصال متوافرة كما هي الآن، وقد كان إبراهيم المزيد -رحمه الله- رجلا معروفا يقدره جميع المسئولين ومن عرفه رجل كريم، مرح، اجتماعي له مقر مفتوح على مدار الساعة يؤمه كل من يدخل حقل من مسئولي الدولة والقاصدين إليها لعدم توفر سكن مهيأ لمثل ذلك، واستمر في حقل حتى بدأت صحته لا تمكنه من البقاء فيها فاصر أولاده على رحيله من حقل إلى الرياض والإقامة فيها.

وقد كان عمدة أسرة المزيد فيها وقد هيأ له مجلس ومكان خاص مفتوح لاستقبال أصدقائه ومعارفه على مدار ساعة. وهو من الناس الذين عانوا شدة الوقت وصعوبة المعيشة في بداية الحياة، ولم يستسلم بل صمد وكافح حتى لقي ربه تغمده الله برحمته الواسعة {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} وله من الأولاد: الدكتور مزيد- متقاعد، ومحمد وعبدالله رجلا أعمال ومنصور موظف حكومي.. وجميعهم فيهم الخير والبركة -إن شاء الله- ويقول المثل (من ورث ما مات).

عبدالعزيز بن عبدالرحمن الطرباق - الرياض

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة