Friday  12/11/2010 Issue 13924

الجمعة 06 ذو الحجة 1431  العدد  13924

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

 

ملك الإنسانية.. الحكمة والريادة
د. عبدالرحمن بن محمد العاصمي *

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الاهتمام بالإنسان من أكثر الأمور تأثيراً في القلوب، والقائد الذي يتبنى القضية الإنسانية بكل أبعادها يبني مجتمعاً يحمل كل معاني الإنسانية فيه، ذلكم جانبٌ من السرّ في شخصية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله-. الذي يدرك بكل عمق ما تتطلبه القيادة من ضرورة التأثير على الأمة، وتوجيه أفرادها نحو تحقيق الهدف الحضاري الذي يراد لها.

إن خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- مثال للقائد الذي يمثل موقعه بأمانة وصدق، ويتصف بالواقعية والوضوح، والثقة بالنفس، وعلو الهمة، ويهتم بشؤون الأمة الإسلامية، بل بكل ما يخدم الإنسانية جمعاء، ويتمتع بملَكَة الإقناع التي تجعل الآخرين يتفهمون طروحاته وتوجهاته ويتقبّلونها بصدر رحب، وما يتبع ذلك من تأييد لمشروعاته العلمية والإصلاحية والاجتماعية والسياسية.. وغيرها، وتحويلها إلى أمر واقع، كما هو مشهود على الصعيد الوطني والإقليمي والعالمي. وهذا بعينه ما يقوله المتخصصون عن الشخصية القوية التي تبث أفكاراً تعكس حقيقتها، فيتأثر بها الآخرون.

وإن تحدثت الصحف والتقارير عن احتلال خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- للمركز الثالث في النفوذ عالمياً، فإنما تثبت واقعاً يعرفه كل منصف يعيش في هذا الوطن العامر بفضل الله تعالى، وينهل من خيراته، ويتقلَّب فيه مستقراً وآمناً. ولعلي أذَكِّر هنا بشيء مما عُرف عن شخصيته حفظه الله، فعلى سبيل المثال: نجد الرئيس الأمريكي (باراك أوباما) يعبّر في أكثر من مناسبة عن تأثره بحِكْمة خادم الحرمين الشريفين. ولم تُخْفِ المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل إعجابها بشخصية خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- بل تحدثت عن قيامه -حفظه الله- بدور كبير في توطيد العلاقات وتحسينها بين البلدان كلها، وتأييده الدائم للحوار وحل النزاعات بالطرق السلمية. مع تأكيدها على أنه ذو كلمة مسموعة في العالم. كما شهد له العديد من الرؤساء غيرهما بالجدية، والفاعلية، والسعي الدائم من أجل الحفاظ على الحقوق وإرساء السلام العادل، مع الحنكة واللباقة والتهذيب، والشخصية المؤثرة التي تفرض وجودها.

هذا على الصعيد الدولي، وأما على الصعيد المحلي فنجده قائداً ثاقب النظر، يبث روح التفاؤل في شعبه، ويحفزهم ويشجعهم، ويسعى لتأمين كل ما يحقق طموحاتهم وأهدافهم، ثم يحمل كل فرد مسؤولياته، وذلك مع قدرته العالية على تقييم الأشخاص حوله، وكأنّه بهذا يتمثل الحقيقة القائلة: «القادة حماة الوطن على المدى الطويل»، وهي الحقيقة النابعة من خُلُق (الوفاء)، وهو خُلُق أصيل يدل على نفس عالية، وسمو في الأخلاق، وكثيراً ما يظهر وقت الشدائد.

ويضاف إلى هذه الجوانب الشخصية، إقامته -حفظه الله- لمركز الحوار الوطني، ذي القاعدة الواسعة التي مكنت أبناء المملكة وبناتها من المشاركة فيه، وطرح آرائهم ومشاعرهم تجاه ما يخص حياتهم ومتطلباتهم كمواطنين. ثم اهتمامه الكبير بالتعليم، من خلال تطوير الجامعات القائمة، واستحداث جامعات ناشئة، وفسح المجال أمام الجامعات الأهلية، وتشجيع الابتعاث العلمي ودعمه، وكل ذلك في إطار تطوير المؤسسات العلمية العالية والعامة، ومواكبة التطورات المعاصرة، مع التمسك بالثوابت الشرعية.

لا شك بأن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- يستحق سمة القائد الإصلاحي الذي يعمل على توفير الكرامة الاجتماعية والاقتصادية والعلمية لأبناء بلده، ويحاول إشراك جميع السعوديين في حملة تنمية المملكة العربية السعودية على كل صعيد. كما يسعى لحماية الوطن من منزلقات الانحرافات الفكرية والسلوكية، وتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة داخلياً، ولرفعة شأن المملكة العربية السعودية عالمياً.

وختاماً أقول: إن خادم الحرمين الشريفين قام بالأعباء الملقاة على عاتقه على النحو الموفق الذي شهده به القاصي والداني، ولم يكن ينتظر الثناء والمدح، وإنما أقدم عليه بإخلاص، لأنه صادق مع نفسه، ومتّكل على الله تعالى، وهذه التقارير وغيرها حتماً ستجعله أكثر إصراراً وإقداماً على النهوض بالوطن، والارتقاء بالأمة، وأسأل الله تعالى له مزيد التوفيق والسداد.

* مدير جامعة الخرج

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة