Friday  12/11/2010 Issue 13924

الجمعة 06 ذو الحجة 1431  العدد  13924

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

الزواج بلُغة هؤلاء ...!!
صالح المسلّم

رجوع

 

الغالبية ممن يتلذذون بالمرأة كجسد.. يعشقون الحديث حول الزواج والتعدُد.. وتجدهم في مجالسهم وسمراتهم لا يفارقهم هذا الجانب من الحوار وكأن لا وجود لأحاديث أخرى ولا لمواضيع أخرى.. فتجدهم يغيبون الجانب الإنساني.. ويأتون بأحاديث وآيات قرآنية تنص على التعدد والزواج وكثرة الأولاد.. ويركزون عليها.. ولو جادلتهم ببعض هذه الآيات والأحاديث الصريحة.. لتنفش ريشهم وبدأت علامات الغضب تظهر على وجوههم وكأنك اخترقت شيئاً من الثوابت.. أو تجاوزت حدود الشرع.. لو عُدنا إلى الخلف وقرأنا التاريخ جيداً لوجدنا أن قدوتنا محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وسلم- لم يتزوج إلا وهو ابن الخامسة والعشرين ومِنْ مَنْ..؟؟ من امرأة تكبُره ومُطلقة.. إذاً لم يتزوج -صلى الله عليه وسلم- شهوة أو استمتاعا.. وإلا لأخذ أجمل الجميلات من بنات قومه وهو أشرف الخلق ومن أسرة عريقة.. وعشرات النساء يتمنين أن يحظين بمحمد وعشرات الأسر تتمنين أن يكون حفيد عبدالمطلب نسيباً لها.

تزوج من خديجة رضي الله عنها (وللتوضيح فهي امرأة جميلة وابنة حسب ونسب ولا يُفهم من كلامي أي تأويل آخر ولكنها أكبر منه -صلى الله عليه وسلم- بخمسة عشر عاماً وسبق لها الزواج فلم تكن بكراً، وكان باستطاعته -صلى الله عليه وسلم- أن يأخذ البكر الصغيرة الجميلة) ومكث معها خمسة وعشرين سنة لم يُعدد.. ولم يتزوج عليها.. خمسة وعشرون سنة بقي وفياً مخلصاً لهذه المرأة.. وحين توفيت -رضي الله عنها- مكث عليه الصلاة والسلام سنتان لم يتزوج بعدها (ولنقرأ التاريخ جيداً) تزوج من امرأة مسنة كبيرة وتوالت زيجاته لحكمة إلهية.. إلى أن كانت عائشة خاتمة وآخر زوجاته رضي الله عنهن جميعا.

هناك خلاف واختلاف في عمر عائشة حين تزوجها الرسول الكريم فهناك من يقول إن الرسول دخل بها وهي ابنة الرابعة عشرة، ومنهم من قال إنها ابنة السابعة عشرة ومنهم من ذكر أنها ابنة التاسعة، وللتأكد فقط أمل لمن أراد أن يتأكد هل زواجها قبل الهجرة أو بعدها.. ولكن الحقيقة غائبة إلى هذه اللحظة وربما أفادنا أحد المهتمين بذلك.. وليس هذا موضوعي ولكن من باب السياق حتى أنهم اعتمدوا على هذه الزيجة بتزويج القاصرات مع الأسف . عموماً أعود لحديثي السابق.. فالأصل في الزواج هل هو التعدد أو الواحدة فقط {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً} من وجهة نظري أن التعدد لأسباب منطقية ومُقنعة لا بأس به على أن تنطبق الشروط أولها العدل.. نعم العدل.. العدل في كل شيء.. المأكل والمشرب والنوم وغيره حتى في الكلام.. وما يتخلجُ في القلب فهو في القلب وليُراعي الله في ذلك.. أجزم أنه لا يستطيع بشر أن يتحكم بعواطفه ولكن يراعي الله في عدم الإجحاف أو إظهار هذا الحب أو التعاطف مع هذه دون تلك.. أما من يتزوج لأجل الزواج والمتعة فقط فلا ينطبق عليه شرط التعدد.

البعض يقول أتزوج لأجل التغيير.. تغيير ماذا..؟ ألم تنظر لنفسك أيها الرجل.. هل أنت كامل.. ألا يوجد لديك عيوب.. لماذا لا تُغير بنفسك وزوجك.. نعم غيّر بنفسك وزوجك.. ابدأ بنفسك.. اتبع أسلوب جلد الذات ومحاسبة النفس.. واهتم ببيتك وولدك وزوجك.. ثم فكر ألف مرة قبل أن تقدم على الزواج الآخر الذي ينتج عنه أولاد وينتج عنه مشاكل في كثير من الأحيان.

نرى ونشاهد ونسمع - مع الأسف- من القصص ما يشيب لها الرأس هناك من ترك بيته الأول ولَهَى والتهى بالبيت الجديد والزوجة الجديدة.. وهناك من أهمل الأولاد والبنات.. وارتمى بأحضان تلك العروسة يُلبي طلباتها وكأنه لم يخلّف ورائه العشرات من البشر ومن هو مسؤول عنهم (كلكم مسؤول عنه رعيته).

وأنا هنا لا أعمم ولكنني أتكلم عن بعض التجاوزات وأعلم أن هناك بيوتا مليئة بالمشاكل، رغم أنهم من أب وأم واحدة ولم يتزوج هذا الرجل أو ذاك إلا واحدة، إذاً القضية إنسانية قبل كل شيء.. والشرع لم يترك لنا باباً مفتوحاً أو أنظمة تؤول إلى التفاسير المغلوطة.. الشرعُ كرم الإنسان رجلاً كان أو امرأة ووضع الحدود والشروط والأحكام ولكن هناك من يغيب هذه الأحكام ويُفسرها بتفسيره الذي يتوافق مع مصالحه ورغباته..

دعونا نُفكر بصوت عالٍ حينما نُقدم على أمر يتعلق بالإنسان.. وكرامته ووجوده.. دعونا نُفكّر بهؤلاء الصغار الذين لا ذنب لهم.. جاءوا إلى الدنيا بسببنا.. دعونا نُفكر بصوت عالٍ جدا قبل أن نُقدم على استخراج فيزة للزواج من الخارج وعواقبه وسلبياته..

فقط اجعلوا هاجسكم هذا المخلوق الذي كرّمه الله وأعزه ورفع درجاته.. ننعم بالسعادة جميعاً.

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة