Sunday  14/11/2010 Issue 13926

الأحد 08 ذو الحجة 1431  العدد  13926

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

           

برحيل معالي - الشيخ - محمد عبده يماني، فقد الوطن واحداً من رجالاته البارزين، الذين كانت إسهاماتهم الإنسانية، وعطاءاتهم الخيرية، ومنجزاتهم العلمية والفكرية محل تقدير وإكبار. تاركين لنا مرارة الوداع، ورائحة الرحيل، ولكن بطعمه المر.

عرفته صغيراً عبر وسائل الإعلام، حين كان حضوره يملأ الزمان والمكان. وكنت كلما كبرت ازددت إكباراً له، واكتشفت مساحة من الإعجاب به. فقد كان إمام عامة، وقامة سامقة -إدارية وسياسية وأدبية وشرعية-. اعتلى إدارة جامعة -الملك- عبد العزيز بجدة، ثم وزيراً للإعلام. باذلاً نفسه وماله وجهده في معونة الناس، وقضاء حوائجهم في كل وقت، وبغير مسألة منهم؛ ليتجاوز بذلك حدود المتوقع والمأمول.

حين تبحر الذكرى بوالدي إلى مرفئه القديم، يحدث عنه، بأنه: الشيخ الذي كان محباً للعلم، فتعلوه هيبته، ويزينه تواضع العالم. وكان يحب الاعتدال في الأمور كلها، ويسعى لوحدة الكلمة والرأي. وكان مثالاً طيباً لعفة اللسان، وسلامة الصدر، تستنشق ذلك من عبير كلماته، وعطر أفعاله. وكان يحترز أن تصدر عنه كلمة نابية، أو عبارة ناشزة. بل كان فوق ذلك، يقابل الإساءة بالإحسان.

لطالما فتح -معاليه- بابه للمظلوم، وجاهه للمكلوم، وماله للمحتاج، وقلبه للحزين. بل إن من أنبل ما قرأته عنه: دعمه مراكز الدعوة في الداخل والخارج، كجمعيات تحفيظ القرآن، وبناء المساجد. إضافة إلى دعمه الأعمال الإنسانية والاجتماعية والعلمية. فهو كالغيمة، أينما حل نفع. ومن يعرف معاليه، يدرك دوره الريادي في إنشاء العديد من الجمعيات الخيرية والإنسانية. يذكر عنه مدير جمعية الإيمان الخيرية -الأستاذ- فهد السليماني، الذي كان على صلة مباشرة بالراحل: أن اجتماعه الأخير بمعالي -الشيخ- محمد، كان قبل أسبوع. حيث استدعاه إلى مكتبه؛ ليسأله عن مشروع البناء الخاص بالجمعية، وكان قد أمر -رحمه الله- بتفويضي من المحكمة الشرعية، بمتابعة إنشاء المبنى الخاص، الذي سيقام على مساحة «5000» متر مربع.

وهو، وإن رحل عن دنيانا، واخترمته المنية، وانصرف الناس إلى شؤون حياتهم، بعد أن رسم لمن خلفه منهجا يسيرون عليه، لا نملك إلا أن نلهج بالدعاء له. -لاسيما- وقد فقدنا عزيزا، ذا أثر في حياته، وحياة من حوله. ولن يكون حالنا، إلا كحال البخاري -رحمه الله-، لما نعي إليه عبدُ الله بن عبد الرحمن الدارمي، قال:

إنْ عِشْتَ تُفْجَعْ بالأحبّةِ كلِّهم

وبقاءُ نفسِك لا أبا لك أفجَعُ

drsasq@gmail.com
 

في رثاء الشيخ
د. سعد بن عبد القادر القويعي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة