Sunday  14/11/2010 Issue 13926

الأحد 08 ذو الحجة 1431  العدد  13926

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

المهنية السياسية السعودية ومعلم التميز
د. عبدالعزيز بن عبدالرحمن الشعيل

رجوع

 

ليس غريباً أن يدعو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الفرقاء السياسيين في العراق إلى الاجتماع في قلب العالم الإسلامي بعاصمة المملكة العربية السعودية الرياض بعد عيد الأضحى.وليس غريباً أن يقبل العالم العربي والإسلامي هذه الدعوة التي انطلقت من ذلك القلب النابض بعد الاجتماع السنوي للمسلمين في موسم الحج بعد أن يؤدوا منسكهم وقد تخلصوا من شعواء الذنوب والتناحر وعودتهم كيوم ولدتهم أمهاتهم. بعد تضامنهم اللاهي وأدائهم الركن الخامس من أركان الإسلام كما أنه لا أثر لعدم قبول الفرقاء العراقيين هذه الدعوة لحسابات خاصة بهم دون الأخذ بالاعتبار لمنطق البعد الإسلامي الذي أمر بالتشاور في الأمر لأن الزاوية التي حصر فيها هؤلاء أنفسهم ضيقة حالت من عدم القبول خشية من أن ينتهي إلى الاجتماع المطلوب بينهم وبين أضدادهم ومما يحرجهم أمام وجهة نظر الاجتماع الإسلامي والعربي الذي يتفق على الوحدة والاجتماع الذي تحرص عليه حكومة خادم الحرمين الشريفين على أن يكون سمة ومطلباً إسلامياً.

ثم إن هذا الاجتماع سيكشف أوراقاً أمام المجتمعين وهذا ما يتحاشاه المخالفون الذين حتى مبدأ اللقاء رُفض من قبلهم.

إن المهنية السياسية السعودية في هذا الموقف المتجرد من التدخل في شؤون الغير أو تبدي انحيازاً لأي طرف من الأطراف تظهر تميزها العربي والإسلامي الحريص على الوحدة للعالم العربي والإسلامي وأرادت أن تجعل من مناسبة الفراغ من نسك الحج فرصة موافقة يتم اقتناصها لمصلحة الشعوب العربية والإسلامية التي خُدش قوام وتكامل قوتها كالوضع الذي يعيش فيه العراق اليوم. لقد أدركت السياسة السعودية الركيزة التي لها الأثر في الواقع العراقي وأخذت من الطائفية مركباً طفى على ساحاتها السياسية فبادرت إلى الدعوة لهذا الاجتماع رغبة في إخماد النار الطائفية في معقل الإسلام وبعد أعظم شعائره الجماعية التي يندفع إليها الجميع من كل فج عميق.

لقد جاءت هذه الدعوة في هذا التوقيت لتبرز التميز للسياسة السعودية التي لا تألو جهداً لوحدة الصف العربي والإسلامي كهدف عانق خطوها السياسي منذ إنشائها على يد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - إلى عصرنا الحاضر وأخذ الهم العربي منها مأخذاً حتى ولو أنه على حساب مصالحها أو يكلفها ذلك, وإن تعرضت للغمز أو اللمز من قبل الآخرين أو ممن يكنون لها الحسد وإن لم يبدوه قولاً وعملاً, لأن ذلك الهم تراه جزءاً من واجباتها الإسلامية والعربية. ونبذت الأنانية أو التنحي عن ذلك النهج الذي ينتظره منها العالم الإسلامي وبالتالي العالم بأجمعه خصوصاً من الشعوب التي ترى في موقع المملكة العربية السعودية الجغرافي والسياسي والديني دوحة تستظل بها. وتلجأ إليها عندما تعصف بها الرياح أو تعترض لها العقبات. إن فلسفة التميز المهني السياسي السعودي تترفع عن الدخول في شؤون الآخرين ولكن الواجب الصلاح والدعوة إلى التفاهم على أرضها لم تكن وليدة اليوم وأن يسير الجميع في موكب يحقق الأمن والاستقرار لكافة الشعوب وإن عانت من نصب المواقف لأن الهدف جلي, والصالح العام مقدم على كافة النتوأت السياسية.

وفي الختام هل ينظر الفرقاء إلى هذه الدعوة لكافة العراقيين من منظار التميز للسياسية السعودية على أنها مهنية متفوقة ويتراجعون عن موقفهم للاجتماع كأول الطريق للإجماع. والله الموفق

مدير عام الإعلام التربوي - وزارة التربية والتعليم

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة