Sunday  14/11/2010 Issue 13926

الأحد 08 ذو الحجة 1431  العدد  13926

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

مشروع أضاحي منى
فؤاد محمد بخيت*

رجوع

 

في يومٍ من الأيام الفضيلة من الأشهر الحرم، أخبرني أخي وصديقي معالي الدكتور أحمد محمد علي بأنه ينوي زيارة المشاعر المقدسة في عصر ذلك اليوم، للاطمئنان على سير المشاريع هناك قبل وصول الحجيج، فطلبت منه مرافقته في تلك الجولة التفقدية فرحب بذلك مشكوراً.

وقد كان جدوله مزدحماً باجتماع مع موظفي مشروع المملكة العربية السعودية للأضاحي للتنسيق ولتنظيم هذه العملية الضخمة والمسئولية الكبيرة، فقررت التجول في أثناء فترة انشغاله بالاجتماع للاطلاع على مشروع المجازر التي أنشأتها الدولة في «منى» للإفادة من الأضاحي والهدي.. كلف معاليه أحد الموظفين بإرشادي خلال جولتي السياحية في المجازر، ولدهشتي وجدت هناك خمسة مجازر نموذجية ومطورة منذ عام 1403 هجري الموافق 1983 ميلادي، لقد أخذ البنك الإسلامي للتنمية على عاتقه تشغيل هذه المجازر على أحدث الطرق العلمية.. هذا بالإضافة إلى مشروع استخلاص الجيلاتين، حيث إنه من المعروف أن معظم الجيلاتين العالمي يصنع من الخنزير سواء لأغراض طبية أو غذائية أو صناعية، فأما هذا المشروع فهو يستفيد من الجيلاتين المستخرج من لحوم الأضاحي والهدي، فتتم الإفادة الكاملة من جميع أجزاء الهدي والأضاحي.. وقد تم بحمد لله استكمال تصنيع الكبسولات الطبية من الجيلاتين الحلال، ولهذا المشروع جدوى اقتصادية عالية.. مما استقطب عدداً من رجال الأعمال للمشاركة فيه، ولا شك أن هذا المشروع يُعتبر نقلة حضارية لجميع المسلمين في بقاع الأرض.

أما بالنسبة لمشروع توزيع الأضاحي من أغنام وأبقار وجمال فإن هذه الكمية توزع على فقراء مكة وبعض الدول الإسلامية.. هذا والجدير بالذكر أن هذا المشروع سهل لحجاج بيت الله الحرام استطاعة القيام بالنسك من الهدي والفدية، فالأضاحي تباع بأسعار زهيدة بالنسبة لأسعارها الأصلية في السوق.

أما عن الآثار البيئية لهذا المشروع الضخم النافع فلا يحتاج لأدلة ولا براهين، فقبل تنفيذ هذه المشاريع كانت الأضاحي تذبح في المخيمات الخاصة بالحجاج، وتترك القاذورات والمخلفات مما يجلب العديد من الحشرات، التي تتسبب في المرض وانتقال العدوى بين الحجاج، ناهيك عن الروائح الكريهة النفاذة التي كانت تفوح من تلك المنطقة ككل عند انتهاء موسم الحج.. فمن قام بأداء فريضة الحج قبل ثلاثين عاماً يذكر ويعرف كيف كان أداء هذا النسك من التكلفة والصعوبة كما كان لا يستفاد في أحوال كثيرة من لحوم الأضاحي فتترك اللحوم لكي تذهب هباءً منثوراً، وبالتالي لا تتحقق الحكمة الرئيسة الشرعية من أداء هذا النسك وهذه الشعيرة.

فجزى الله الدولة التي قامت بإنشاء هذه المشاريع خيراً، وتهنئة خاصة من الأعماق للبنك الإسلامي للتنمية لتشغيل هذه المجازر على أحدث الطرق الفنية.. ودعواتي لكل العاملين فيها.. وعلى رأسهم معالي الدكتور أحمد محمد علي.. وفقهم الله لما فيه الخير كله.

*رجل أعمال

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة