الطلبة المبتعثون اليوم يختلفون اختلافاً كبيراً عن طلبة ال(70) السبعينيات أو ال(80) الثمانينيات أو حتى ال(90) التسعينيات في أمور كثيرة مثل الوعي والاطلاع والسفر وحتى الدراسة. حينما سافرنا على حسابنا الخاص في نهاية السبعينيات للدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية كانت المعلومة التي تعلمناها عن أمريكا هي (أفلام الكاوبوي والهنود الحمر).. وكنا نتوقع ما إن ننزل من الطائرة وإذا بالكاوبوي يطاردون الهنود على خيولهم غير (المسرجة) وهم عراة يضعون على رؤوسهم أغصان شجر أو ريش الطيور ويغطون وجوههم بألوان متعددة ومختلفة.. ولكننا صدمنا بالوضع هناك في نيويورك فلا كاوبوي ولا هنود حمراً.. وإنما شعب يحب ويعشق ويحترم الأجانب، خاصة نحن أبناء المملكة العربية السعودية، الذين تربينا على مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف بأن نعامل الناس كما نحب أن يعاملونا. وقد ذهبنا إلى هناك ونحن نضع هدفاً واحداً فقط، هو أن ننهل من منابع وينابيع العلم الذي تقدمه الجامعات الأمريكية آنذاك ونعود إلى بلادنا الغالية لنساهم في بناء الوطن. الوضع الآن اختلف؛ فلم يعد شبابنا وشاباتنا يعتقدون أن أمريكا كاوبوي وهنود حمر فقط.. بل يعرفون الكثير عن أمريكا ربما أكثر من الأمريكيين أنفسهم.. اليوم هناك جهات مسؤولة عن الابتعاث سواء كانت وزارة التعليم العالي أو الجامعات أو الشركات أو غيرها, وضعت أمام ناظريها برامج كثيرة لتوعية المبتعثين وحمايتهم ووقايتهم من كل مكروه, حتى أن بعض سفارات الدول التي يتم الابتعاث إليها استعدت لتوعية الطلبة السعوديين. وبالأمس أهداني سعادة سفير نيوزيلندا في الرياض الأستاذ (روود هاريس) كتيباً توزعه السفارة النيوزيلندية في الرياض على المبتعثين أو الراغبين في السفر للدراسة أو السياحة أو الاستثمار، ويحمل الكتيب عنوان: «دليل الإقامة والدراسة في نيوزيلندا لمن يتكلم العربية». وأهم ما لفت انتباهي في هذا الدليل الصفحات الأولى منه، التي تركز بل تؤكد أهمية قراءة الدليل قبل مغادرة السعودية إلى نيوزيلندا. يقول الدليل: «قبل أن ترحل إلى نيوزيلندا من المفيد والمستحسن أن تحاول أن تجد أكبر قدر ممكن من المعلومات عن المدينة - البلدة التي ستسافر إليها أو المؤسسة التعليمية (الجامعة - الكلية - المعهد) التي ستدرس فيها وما هو مطلوب منك للإقامة أو الدراسة في نيوزيلندا. وأول ما يجب معرفته هو ماذا يجلب معه الطالب - الطالبة - السائح - التاجر إلى هناك؟». ويذكر الدليل: من الأفضل ألا تجلب معك الكثير من الأمتعة؛ حيث إن خطوط الطيران تضع قيوداً شديدة على الأمتعة سواء التي تحملها معك أو التي توضع في مخزن أمتعة الطائرة؛ حيث يقوم موظفو الطيران عندما تتقدم بأوراق السفر بوزن الحقائب, وفي العادة يسمح لك بوزن (20) كيلوجراماً بالنسبة للأمتعة التي توضع في مخزن الطائرة, يضاف إليها ما إجماليه سبعة كيلوجرامات لأي حقائب تحملها معك في الطائرة. كذلك لا تنسى أن تحمل معك هاتفك المتحرك؛ فأغلب الهواتف تعمل في نيوزيلندا، وكذلك الحاسب المحمول (لاب توب). هذه الأجهزة أرخص في المملكة, كما أن بها خيار الكتابة بالعربي.. واحمل معك كاميرتك إن كنت من هواة التصوير، وكذلك موصلاتك الكهربائية، واحمل معك أشياء تذكرك بديرتك ووطنك.. مثلاً وصفات أكلاتك المفضلة - بعض الأقراص المدمجة (سي. دي) لأغانيك العربية السعودية أو التي تحمل تسجيلات قرآنية.. بإمكانك أيضاً حمل عطرك المفضل أو بخور. ولا تنسَ بعض الصور للوطن لتريها لزملائك من النيوزيلنديين هناك؛ فأغلب مواطني نيوزيلندا يعرفون القليل جداً عن بلدك السعودية، وسيفرحون برؤية صور وطنك.. وكن خير سفير لتمثل سمعة دينك ووطنك وشعبك.. ولا تنسَ أن تحمل معك سجادة الصلاة ومصحف جيب وبعض الكتب الإسلامية.. كذلك احمل معك بوصلة لتحديد القبلة - بالطبع ملابسك السعودية كذلك (بشت) لارتدائه في المناسبات الوطنية التي تقيمها الجامعة أو نادي الطلبة هناك.. وتحتاج هناك إلى قاموس عربي إنجليزي، واحمل أيضاً بعض الهدايا التراثية لبلدك، وستجد أن مساعدة الناس هناك مهمة وضرورية للغاية، والهدية (شيء صغير وبسيط ومطلوب) من الوطن، وهي أحسن طريقة للتعبير عن الشكر. والدليل ينصحك ب(ألا تحمل مبالغ نقدية كبيرة) عند سفرك إلى نيوزيلندا؛ لأن هذا يعرضك للخطر.. والشيكات السياحية هي أفضل الوسائل أو بطاقات الائتمان البنكية فهي مقبولة في أي مكان، وخاصة لدى الفنادق والمحال الكبيرة أو المصارف.

بالطبع أنا متأكد أن هذا الدليل متوافر لدى جميع السفارات في الرياض أو القنصليات في جدة والشرقية، وما على الطالب أو الطالبة إلا أن يسأل أو تسأل عنه.. أتمنى التوفيق والنجاح والسلامة لجميع طلابنا وطالباتنا في الداخل والخارج.