Thursday  18/11/2010 Issue 13930

الخميس 12 ذو الحجة 1431  العدد  13930

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

الدكتور عارف المسعر
رحلة عطاء تتجاوز نصف قرن من الزمن

رجوع

 

عاش حياة حافلة بالعطاء الوطني المخلص، والتفاعل الاجتماعي الحكيم، فهو لم يكن من الذين يمرون في حياتنا مروراً عابراً من دون أثر، فقد كان واحداً من رواد التربية والتعليم في منطقة الجوف، وقد استطاع الدكتور عارف المسعر أن يضع بصمة بالغة الأهمية على خريطة منطقة الجوف كجزء عزيز من الخريطة العامة للمملكة، بدأ المشوار معلماً بالمرحلة الابتدائية عام 1374ه، في المدرسة الشمالية الابتدائية التي أطلق عليها بعد ذلك اسم مدرسة فلسطين، وكان الدكتور المسعر شغوفاً بدراسة العلوم الدينية، ومن المميزين الذين درسوا القرآن الكريم وعلوم الدين على يد واحد من أبرز رجال القضاء الذين عرفهم المجتمع الجوفي، وهو الشيخ فيصل بن مبارك، لكن لأن الدكتور المسعر في ذلك الوقت لم يكن يحمل المؤهل العلمي الذي يرضي طموحه، ولأنه كان يشعر برغبة كبيرة في استكمال رحلة المعرفة بصورتها النظامية الأكاديمية، فقد اتخذ القرار المصيري الذي غير حياته، حيث ترك منطقة الجوف متجهاً إلى العاصمة الرياض، ومن الرياض بدأ صعود السلم العلمي من خلال الانتظام في صفوف التعليم الرسمي في المدارس الليلية، اجتهد بدافع الإنسان الذي يبحث عن موقع مميز في منظومة المجتمع، وبعد سنوات من التحصيل المعرفي، والتأهيل العلمي، عاد إلى واجهة المجتمع الجوفي للعمل في مجال التربية والتعليم إلى أن أصبح مديراً للتعليم بالمنطقة، ولأنه شخصية تتسم بالإصرار على تحقيق النجاح تلو النجاح، لم يكتفِ بما وصل إليه، فكان على يقين بأن مشوار المعرفة لا يمكن أن يتوقف عند حدود معينة، ولا يمكن أن يكون الموقع الوظيفي المرموق هو نهاية المطاف، لذلك واصل رحلته المعرفية بدأب شديد واجتهاد مخلص، فحصل على بكالوريوس في الآداب قسم اللغة العربية من جامعة الرياض عام 89-1390ه، ثم سافر إلى القاهرة للحصول على درجة الماجستير في اللغة العربية وآدابها من جامعة عين شمس عام 1980م، ومن نفس الجامعة حصل على درجة الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها عام 1984م، وخلال مشوار حياته العملية تدرج في الكثير من المواقع الوظيفية منها: رئيس قسم الأرشيف بإدارة النشر والشؤون العامة بوزارة المعارف عام 1385ه، ورئيس قسم العقود بوزارة المعارف، ومفتش إداري بإدارة التعليم بالجوف عام 1390ه، ومدير تعليم الجوف عام 1393ه، ثم مدير عام تعليم منطقة الجوف عام 1416ه، وبعدها انتقل للعمل في إمارة منطقة الجوف وشغل العديد من المناصب إلى أن أصبح أميناً عاماً لمجلس منطقة الجوف عام1417ه، وإذا كانت هذه هي صورة الدكتور عارف المسعر في مجال العلم والتربية والتعليم، فإنها تعد جزءاً من الكل، لأن صورته العامة فيها الكثير من الأجزاء والملامح الأخرى، فهو إلى جانب ريادته في المجال التربوي والتعليمي، استطاع أن يترك بصمات مميزة في المجالات الثقافية والاجتماعية، ولعل حضوره المميز في واقع الحياة المجتمعية في منطقة الجوف، هو الذي جعل المسئولين يتوسمون فيه عطاءً أكبر وأشمل لخدمة المنطقة بحكم خبرته وتمرسه وحكمته المعهودة في معالجة الأمور، ومن هنا جاء قرار انتقاله للعمل في (إمارة منطقة الجوف) ليضع بصمة مختلفة في مكان مختلف، وقد حقق نجاحات كثيرة خلال فترة عمله بالإمارة، ومن موقع وظيفي إلى موقع أعلى كان يواصل العطاء حتى وصل إلى منصب أمين عام مجلس منطقة الجوف، وهو المنصب الذي ظل مرتبطاً باسمه إلى أن وصل إلى مرحلة التقاعد.

وقد أثرى الدكتور المسعر الحياة الثقافية والعلمية بمجموعة من الكتب التي وضع على صفحاتها خلاصة تجاربه العلمية، وسجل فيها رؤاه وخبراته، ومنها:

المنقول والمعقول في التفسير الكبير للفخر الرازي (رسالة دكتوراه)

الإسلامي للنشء في فلسفة الغزالي.

التوجيه التربوي: أهميته، مفهومه، أهدافه.

(بحث). منطقة الجوف (من سلسلة كتب: هذه بلادنا).

شارك في تأليف كتاب (الجوف - وادي النفاخ) للأمير عبدالرحمن بن أحمد السديري.

شارك في كتاب « فصل من تاريخ وطن وسيرة رجال، عبد الرحمن بن أحمد السديري أمير منطقة الجوف.

الشيخ فيصل بن عبد العزيز آل مبارك «مدرسة ذات منهج»

بالإضافة إلى إسهاماته ومشاركاته في الندوات والفعاليات الثقافية وتأسيس دار معارف العصر للنشر والتوزيع بالجوف، وإلى جانب دوره في العمل الاجتماعي الذي شغل من خلاله العديد من المواقع منها:

أمين عام جمعية البر الخيرية بالجوف.

عضو مجلس إدارة جمعية الناشرين السعوديين.

عضو المجلس الثقافي بدار الجوف للعلوم.

نائب رئيس لجنة رعاية المعوقين بالجوف.

رئيس لجنة رعاية السجناء والمفرج عنهم وأسرهم بالجوف.

لذلك، وبعد ذلك المشوار الحافل بالعطاء، استحق كواحد من رجال التربية والتعليم أن تحمل إحدى مدارس المنطقة اسمه في صورة من صور الاعتراف الوطني من الدولة برجالها الذين يبذلون الغالي والنفيس في خدمة وطنهم من أي موقع يعملون فيه، وقد كانت مبادرة وزير التربية والتعليم بإطلاق اسمه على إحدى المدارس المتوسطة في الجوف (مدرسة عارف المسعر المتوسطة) تحقيقاً لمطلب اجتماعي يدرك قيمة الرجل ويؤمن بمدى تأثيره في مجال التربية والتعليم في المنطقة منذ تاريخ تكليفه بمهمة إدارة التعليم عام 1393هـ، أي قبل نحو ثمانية وثلاثين عاماً من الآن، فقد كان طوال هذه الفترة يبذل جهوداً كبيرة في تطوير العملية التعليمية، وتطوير مفاهيم العمل الاجتماعي الذي يعود بمردود إيجابي على كل أبناء وسكان المنطقة.

معاشي بن ذوقان العطية - لواء ركن متقاعد

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة