Thursday  18/11/2010 Issue 13930

الخميس 12 ذو الحجة 1431  العدد  13930

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

منوعـات

           

نشرت جريدة الجزيرة قبل أمس خبرًا عن شاب من بريدة تقدّم إلى مركز الشرطة الشمالي، ليبلّغ عن سرقة لوحات سيارته، في محاولة منه لتفادي مخالفات سرعة مسجّلة على سيارته، وهو ما تم اكتشافه بعد التحقيقات. السؤال الذي لابد منه هو: لماذا كذب الشاب واخترع هذه الحيلة؟ ولماذا يسعى شباب آخرون في بريدة والرياض والدمام وجدة وكل مدن المملكة إلى تكوين ما يشبه الاتحادات أو النقابات الشبابية ضد نظام ساهر المروري؟ لماذا يتبادلون الأفكار والخطط الجهنمية المبتكرة لضرب هذا النظام؟ لماذا يبحثون عن مواقع الكاميرات في الشوارع ويرسلون الأخبار عن كل كاميرا جديدة وموقعها؟ لماذا يحلمون بمادة رش على اللوحات تمنع أجهزة الرصد بالتقاط أرقامها؟ لماذا يغامر بعضهم أكثر، ويقوم بكسر الكاميرات الراصدة أو تعطيل عملها بكل السبل؟

أعتقد أن الإجابة عن هذه الأسئلة، تحتمل إحدى حالتين، الأولى إما أن هؤلاء الشباب لم يتعودوا على احترام النظام، ولا على قداسة القانون، تمامًا كما هم تجاه أي نظام حتى لو كان صغيرًا وعاديًا، كأن لا يحترم أحدهم وقوفك في طابور للحصول على كوب قهوة، فيتسلل برعونة ويطلب قبل الآخرين وكأنه لا يرى أحدًا، تمامًا كما يفعل حين ينحرف بسيارته من مسار إلى آخر، أو يقفز بها فوق رصيف كي يحشر سيارته بالقوة في طابور سيارات تنتظر دورها في العبور، فمن لا يحترم الآخرين ولا يحافظ على حقوقهم، من الطبيعي ألا يحترم النظام ولا يحافظ عليه.

أما الحالة الثانية فهي أن يكون النظام قابلاً للاختراق، وقبل ذلك يكون النظام نفسه مجحفًا وظالمًا، مما يجعل الإنسان يحاول أن يتحايل عليه بطريقة أو أخرى، فمثلاً نجد نظام ساهر المروري قد حقق أرقامًا إيجابية مهمة، فقد انخفضت عدد حالات الحوادث المرورية، وقد أعلنت ذلك مراكز الطوارئ والإسعاف في كثيرٍ من المستشفيات، وهذا أمر مهم للغاية، ولكن أن يتم تحديد السرعة في طرق رئيسية محورية في المدن بسرعات منخفضة إلى حد يثير الانتباه يجعل المواطن يشعر بأن هذا النظام هو ضده لا حمايته، وأنه نظام جباية لا سلامة، فهل يعقل مثلاً أن تكون السرعة المحددة في طريق حيوي مثل شارع التخصصي هي سبعون كيلو مترًا في الساعة؟ وكذلك الأمر في طريق الملك عبدالعزيز؟ وهل يعقل أن تكون السرعة في شريان مدينة بريدة، أعني شارع الخبيب، وفي أجزاء منه، محددة بأربعين كيلو مترًا في الساعة؟ وهل زيادة كيلومتر واحد على السرعة المقرّرة يعني أن تكون صيدًا سهلاً للكاميرات المنصوبة على الأرصفة؟ وهل علينا بعد كل ذلك، أن نقنع الشباب بأن نظام ساهر تم وضعه لسلامتهم؟.

في كثير من الدول حينما تُحدد السرعات على الطرق الداخلية والسريعة، يراعى فيها زيادة نسبية على السرعة المتوقعة على هذا الطريق أو ذاك، في حين تُحدد عندنا بأقل من السرعة المتوقعة أو الآمنة، ليصبح قائد المركبة عندنا يوزع نظراته على الطريق وعلى مؤشر السرعة حتى لا تزيد على سبعين كيلومترًا، ومع ذلك فقد يخفق ويسهو فتزيد سرعته قليلاً، فتلتقط الكاميرا رقم لوحة سيارته، تلك اللوحة التي خبأها الشاب وادّعى بأنها مسروقة!

 

نزهات
حكاية (البريداوي) المحتال!
يوسف المحيميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة