Sunday  21/11/2010 Issue 13933

الأحد 15 ذو الحجة 1431  العدد  13933

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

نباهي بك الدنيا ياملك الإنسانية
د. خالد بن عبد العزيز الحرفش *

رجوع

 

إن اختيار مجلة فوربس الأمريكية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - ثالث أقوى الشخصيات تأثيرا في العالم هو اختيار صادف أهله، ويجعلنا نفاخر الدنيا بملك تجلى فيه إيمان راسخ، وعزم لا يلين، ليرتقي بوطنه وشعبه.

إن الكلمات تعجز عن إيفاء خادم الحرمين الشريفين حقه من التكريم والإعزاز، والمشاعر تتقاصر دونها الأسطر لإيفاء المليك حقه من الثناء والعرفان.

إننا نباهي بقائدنا وبلادنا قد ارتقت في سلم المجد درجات علية في جميع المجالات التنموية وبخطى راسخة وسياسة حكيمة رسمت منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله - واستمرت في عهد أبنائه البررة حتى العهد الزاهر الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني.

لقد حققت المملكة العربية السعودية بفضل الله تعالى ثم بما تهيأ لها من قيادة رشيدة لخادم الحرمين الشريفين إنجازات يصعب حصرها وتنمية يجل وصفها.

إن بلادنا اليوم تحظى بمكانة قلما توافرت لدولة روحياً واقتصادياً وسياسياً، فهي محط احترام وتقدير العالم أجمع ورقم لا يستطيع أحد تجاوزه ينحدر عنها السيل ولا يرقى إليها الطير علواً وسمواً، وهي جديرة بذلك فهي البلاد التي تهوي إليها القلوب وتتوجه إليها الوجوه على مدار اليوم وامتداد الساعات.

إن مملكتنا اليوم هي صمام أمان الاقتصاد العالمي وهي المصدر الرئيس لعصب الحياة المعاصرة، وهو أمر لم يحدث بين ليلة وضحاها أو خبط عشواء وإنما نتيجة لسياسة اقتصادية مدروسة بعناية واستراتيجية محكمة جعلت من بلادنا اكبر مصدر للنفط في العالم ببنية تحتية هائلة للصناعات في هذا المجال تضمن استمرار تدفق هذه الطاقة للعالم، إضافة إلى السياسة الحكيمة غير الخاضعة للتقلبات السياسة لضمان أسعار عادلة للمنتج والمستهلك من خلال (أوبك) لهذه السلعة العالمية الحيوية.

كما أن سياسة خادم الحرمين الشريفين الخارجية المتوازنة والقائمة على عدم التدخل السلبي في الشؤون الداخلية للدول، وسعيه للحفاظ على أمن واستقرار منطقة الخليج والشرق الأوسط، وما قام به من جهود كبيرة لحل المشكلات الإقليمية وإنهاء العديد من الحروب والصراعات، قد أسهم في التأكيد على دوره المحوري والمهم في خريطة السياسة الدولية.

ولابد من الإشارة هنا إلى جهوده الإنسانية في المساعدات الإنمائية والإنسانية لمختلف دول العالم، حيث أصبحت المملكة الدولة المانحة الأولى عربياً والسابعة عشرة عالمياً فهي لم تحظ بلقب (مملكة الإنسانية) عبثاً أو مجاملة وإنما تقدير حقيقي لجهود قائدها في مجالات العمل الخيري والإنساني، (أشعر بفخر عميق حين أرى أسطول الخير السعودي مبادراً لإغاثة المنكوبين شرقاً وغرباً، وحين أشاهد على شاشات العالم راية التوحيد موجودة لتمسح الدموع وتفرج الهموم وتشهد مطارات العالم على الأيادي البيضاء لمملكة الخير والإنسانية وأحسب أن هذا شعور كل مواطن سعودي).

كما حقق - حفظه الله - لبلادنا على الصعيد الداخلي طفرات اقتصادية هائلة في جميع المجالات ظهرت بعض نتائجها والبعض الآخر سوف يبديها المستقبل القريب بكل تأكيد.

إن اقتصاد المملكة الأضخم في المنطقة ينمو بمعدلات متسارعة ومستقرة على الرغم من الأزمة المالية العالمية، كما أنه الاقتصاد الأكثر جذباً للاستثمارات العالمية في المنطقة ويتجه في الوقت ذاته للتنوع في مصادر الدخل بما يحقق المزيد من الاطمئنان نحو المستقبل الاقتصادي الزاهر لهذه البلاد المباركة.

ولابد من الإشارة إلى جانب مهم للغاية من جوانب سياسة خادم الحرمين الشريفين بل لعله أهم جوانب التنمية والحضارة وهو الاستثمار في مجال التنمية البشرية، وأعني هنا المشروعات التعليمية العملاقة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معان سواء في مجال إنشاء الجامعات أو في مجال برامج الابتعاث الخارجي التي أكاد أجزم أنه لا مثيل لها من ناحية عدد المبتعثين أو الأموال المرصودة لها، هذا إضافة إلى تطوير المناهج والاهتمام بجودتها النوعية ومواكبتها لأحدث مستجدات التعليم الأكاديمي ولا أدل على ذلك من تفوق جامعاتنا على الصعيد الإقليمي وما ستحققه - بمشيئة الله تعالى - جامعة الملك عبد الله التي ولدت عملاقة من تغييرات في مفهوم التعليم العالي في المنطقة.

وعند الحديث عن الإنجازات الداخلية لخادم الحرمين الشريفين يكون لزاماً علينا الإشارة إلى التطوير المتسارع والمذهل لمرفق القضاء والاهتمام بحقوق الإنسان وتعميق ونشر ثقافة الحوار.

ولا يفوتني هنا التنويه بجانب مهم من الجوانب المشرقة لسياسة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - وهو دعمه لتحقيق الأمن بمفهومه الشامل عربياً ودولياً من خلال بيت الخبرة الأمنية العربية (جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية) غرس وفكرة سيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ورئيس المجلس الأعلى للجامعة التي تستضيفها المملكة وتدعمها حتى أضحت موئل خبراء الأمن من العالم أجمع، بما تهيأ لها من دعم لا محدود من حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين ومتابعة دائمة من سمو النائب الثاني يحفظهم الله.

إن ما حققته بلادنا بتوفيق الله في مجال التنمية والاستقرار لم يكن فقط بما توافر لها من ثروات حباها بها الله تعالى، فكم من بلاد توافرت لها الثروة والإمكانات فلم تسعد شعوبها ولم تحقق لهم الأمن من الجوع والخوف، وإنما لما أنعم الله به على بلادنا من قيادة رشيدة في قامة مولاي خادم الحرمين الشريفين الذي جعل استقرار ورفاهية إنسان بلاده محط أنظاره وفي بؤرة اهتمامه وعمل جاهداً لأن تجبى إليه ثمرات كل شيء ويأتيه رزقه رغداً من كل مكان متوافرة له مستلزمات العيش الكريم الآمن.

إن جميع ما ذكرته آنفاً ما هو إلا لمحات وشذرات من أوجه السياسة المتوازنة لملك الإنسانية وقطرات من بحر أمجاد المملكة ومآثرها.

إن هذا الاختيار من قبل مجلة فوربس هو اختيار موضوعي من جهة عالمية ذات مصداقية وشفافية وهو في الوقت ذاته اختيار لو تعلمون عظيم حين النظر إلى خريطة العالم السياسية والبشرية والاقتصادية والعسكرية، ما يجعلنا محقين في الاحتفاء به، والكتابة عنه، وإن كان هذا الاختيار يذكرني بقول الشاعر (ومديح ضوء الشمس يذهب باطلا) لأن مقام خادم الحرمين الشريفين يعلو ويسمو على كل الجوائز والأوسمة.

أسأل الله تعالى أن يوفق خادم الحرمين الشريفين لخير مملكة الإنسانية وأن يزيدها في قلوبنا محبة وفي عيون العالم هيبة، وأن يحفظ لها القيادة الرشيدة التي هي من أجل النعم عليها، ودمت لنا يا قائد هذا الوطن الذي ما سطعت الشمس على أرض هي أكرم منه وأقدس وهنيئاً لهذا الوطن بك.

* مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة