Tuesday  23/11/2010 Issue 13935

الثلاثاء 17 ذو الحجة 1431  العدد  13935

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

           

لم يكن الحادث المؤلم الذي وقع لثلة من شاباتنا في الثمامة ليمر عابرا بنكبته وآلامه، وآثاره في بيوت الفقيدات والمصابات، دون أن يدخله الناعقون تحت مظلة ما للمرأة من حقوق، وما عليها من واجبات...

إذ لم تكن قيادة المرأة قضية نوعية تتبرقع أو تسفر بتأنيثها كما يحدث في بلادنا..، إلا بعد أن غدت المرأة ذاتها قضية تداخلت كل الموضوعات ببعضها واعتكر الطمي الي صنعت منه عجينة هذا الخوض الذي لم يفصل بين أمر وأمر، ورأي وآخر، وحق وواجب، وجائز وممنوع، ومناسب وغير، وفي مكانه أو خارجا عنه، وصحيح وخاطئ، ومعقول وناشز..

المرأة حتى في أمر القدر بمصابها هي تحت مجهر هذا الخلط..

بينما متنزه الثمامة وصحراء الله الفسيحة وفضاءاتها منذ جداتنا الراعيات هي لأي قدمين فيها ترعى النساء كما يرعى الرجال، لكن أحدا لم يقر أن تلقي المرأة عن جسدها سترها وإن كان خمارا يصد الريح عنها..، فكما كانت الصحراء مضارب السكن، فهي فضاءات الحركة،.. بعيدا عن ضيق المدن وتلاحم العيون، إذ كلما ضاق الموقع تكاثفت إفرازاته، وكلما اتسع تحرر المرء منها...

مذ وعينا والمرأة فيها تتحرر من قيود المدينة، تركب الدابة، وتقود قطيعها راكبة لا فرق بين دابة تأكل من الشجر أو أخرى تغذى بالكيروسين،...

ومذ وعينا والرجال يعلمون فتياتهم السياقة في الصحراء، ويسمحون لهن بركوب الإبل وظهور الجياد، وغالبية الأسر التي تخيم في الصحراء لا تمانع من سياقة نسائها كنوع من الترفيه، والخبرات التي قد تفيد في مواقف حادة، وحادث الثمامة هو ناتج أحد أنواع الممارسات الاعتيادية التي يقضي بها القدر، إذ لو لم يحدث لما علم الناس بشأن سياقتهن، ولما تسلطت وسائل النشر بأضوائها وأصوات ألسنتها في شأنهن...

أحسب أن هذا الحادث لا يخص أمر أن تقود المرأة أو لا تقود..

هو يخص من وقع عليهن قضاء الله وقدره فمنهن من قضت نحبها ومنهن من تعالج من آثاره، الفاجعة إنسانية تستدعي المشاركة بالدعاء، وسؤال الله تعالى أن يجبر ذويهن في المصاب وأن ينزل عليهم الصبر وأن يؤجرهم فيمن فقد لهن منهن، وأن يشفي المصابات، ويتم عليهن العافية ويخرجهن من الموقف معافات..

وما يتعلق بالحادث هو شأن اعتيادي لا أحسبه يدخل في خانة المسموح من الأنظمة أو غير المسموح طالما أنه لم يحدث داخل المدينة في شوارعها أو عند إشارات مرورها..

هنا تكمن حرية الإنسان بنوعيه في ممارسة ما يشاء من أساليب ترويحه طالما أنها ليست خرقا في أطر التنظيم، أو تعرضا لسياجات الأحمر والأخضر من خطوط يتخالف في شأنها ذوو الحناجر ما كان منها بالأقلام والأصوات... مؤثرين أو عابرين..

أما قدر الله فقد نفذ، ولا يبرر الخوض في طمي موضوعات المرأة كونه ارتبط بمن هن في دائرة النوع المختلف في شأن قضاياه..

اللهم انزل السكينة على ذوي الفقيدات وأجبرهم في مصابهم..

واللهم اخلف لهن الجنة وفردوسها الأعلى..

واللهم اشف المصابات وعوضهن عافية دائمة وشكرا لا يغادر آلامهن.. بما يليق بك يا رحيم...

واللهم نور بصائرنا وألهمنا الصواب فيما لا نراه حتى نراه يقينا منجيا، لا نضل بعده أبدا.

 

لما هو آت
حتى الأقدار يوظفونها..!
د. خيرية إبراهيم السقاف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة