Thursday  25/11/2010 Issue 13937

الخميس 19 ذو الحجة 1431  العدد  13937

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

           

المتسللون.. تحت خط النار:

الاعتداء الآثم من قبل المتسللين على حدود السعودية كان حاضرًا بقوة في سياسة -خادم الحرمين الشريفين-، لأنَّه يدرك تمامًا أن الموضوع أصبح يمس السيادة الوطنية، وأن اعتداءهم يمثل تحولاً خطيرًا؛ لنقل الحرب من النطاق المحلي إلى النطاق الإقليمي. وأن هناك أهدافًا سياسية لخدمة قوى إقليمية، تستهدف الأمن القومي للسعودية، ودول الخليج، واليمن، -إضافة- إلى الأمن الإقليمي والعالمي. فالأمر لا يحتاج إلى تأخر في اتخاذ القرار السياسي؛ من أجل استئصال هذا المرض الخبيث. -ولذا- فإن الكفاءة التي أبداها الجيش السعودي في مواجهة المتسللين على طول الحدود الجنوبية، كانت عالية، رغم شراسة القتال.

مشروعات.. توسعة المشاعر المقدسة:

اهتم -خادم الحرمين الشريفين- بتوسعة الحرم المكي الشريف، والمشاعر المقدسة؛ ليواكب الإعداد المتزايدة من الحجاج والمعتمرين. ويُعدُّ هذا المشروع، الأكبر من نوعه في التاريخ. وقد جرى تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع، الذي سيستغرق نحو «6» سنوات، بتكلفة إجمالية تبلغ «40» مليار ريال، وتصل مساحة التوسعة إلى «750000»م2. ويشمل هذا المشروع:

- توسعة ساحات الحرم من جهة الشامية، تبدأ من باب المروة، وتنتهي عند حارة الباب وجبل هندي بالشامية، وعند طلعة الحفائر من جهة باب الملك فهد. وهذه التوسعة عبارة عن ساحات فقط، ومقترح إنشاء عدد «63 « برجًا فندقيًا عند آخر هذه الساحات.

- توسعة صحن الكعبة والمطاف بهدم التوسعة العثمانية، وتوسيع الحرم من الجهات الثلاث وقوفًا عند المسعى، حيث إن المسعى ليس من الحرم.

- توسيع الحرم من جهة أجياد، وذلك بهدم مستشفى أجياد، ونقل القصور الملكية إلى جبل خندمة.

- تعلية أدوار الحرم؛ ليكون الحرم 4 أدوار، مثل: المسعى الجديد حاليًا، ثم تعلية دورين مستقبلاً؛ ليكون إجمالي التعلية 6 أدوار.

- توسعة الحرم من ناحية المسفلة، بهدم فندق الإطلالة بعد «4» سنوات.

- توسعة الحرم من جهة المسفلة، بهدم فندق التوحيد إنتركونتيننتال بعد «9» سنوات.

- بعد تشغيل مبنى التكييف المركزى لمشروع وقف -الملك- عبد العزيز، سيتم تغذية تكييف الحرم من هذا المشروع، وهدم المبنى القديم للتكييف، وتوسعة الحرم من ناحية أجياد.

وقد وفق الله -خادم الحرمين الشريفين- التوسعة المسعى الذي ضاق بالحجاج والمعتمرين، وفق آليات شرعية، لها أسبابها وبواعثها ومنطلقاتها. فتبنى مشروع بناء المسعى الجديد؛ لما في هذه التوسعة من الرحمة والإحسان بالمسلمين، وموافقة الشرع الحكيم، حيث لم يخرج عن الحدود الشرعية المعروفة للمسعى. بل هو امتداد للصفا والمروة، ليس محصورًا بالمبنى القديم. وكانت تلك التوسعة التاريخية، موافقة للكتاب والسنَّة، وموافقة للمقاصد الشرعية، من باب التيسير العام المنضبط. كما جاءت موافقة للمصالح العامة بالحفاظ على النفس والمال والعرض. -وكذا- موافقتها للقواعد الفقهية، كقاعدة: «رفع الحرج والمشقة عن المسلمين»، و»المشقة تجلب التيسير»، و»الضرر يدفع بقدر الإمكان»، و»تصرف الإمام منوط بالمصلحة».

كما أشرف على العديد من المشاريع التطويرية في المشاعر المقدسة، وفي مكة المكرمة، والمدينة المنورة. لعل من أبرزها وأهمها: مشروع تطوير منشأة الجمرات، والمنطقة المحيطة به في مشعر منى، بعد أن قال عبارته المشورة: «ما حدث في حج هذا العام، ومشعر منى عند رمي الجمرات من تزاحم أدى لمقتل المئات من الحجاج يجب ألا يحدث مرة أخرى». فأمر ببناء الجسر من أربعة طوابق؛ ليستوعب كل منها مليون حاج. وقد اكتملت جميع مراحله هذا العام، إذ يُعدُّ أكبر مشاريع التوسعة في عهده الميمون. كما أسهم المشروع في انسيابية حركة الحجاج في منطقة الجمرات؛ لرمي جمرة العقبة الكبرى، وتنظيم حركتهم عند التوجه إلى المشاعر المقدسة.

وقد شهد هذا العام، انطلاق قطار المشاعر المقدسة. ففي ظرف دقائق معدودة، سيتمكن الحجاج من قطع المسافات في المشاعر المقدسة، مختصرين بذلك ساعات طويلة عبر «قطار المشاعر»، الذي يسير لأول مرة في موسم الحج لهذا العام. وسيستوعب نقل مليوني راكب، وهذا الكم المهول من الركاب الذي يستوعبه القطار، سيجنب مكة المكرمة ظاهرة الزحام، مما يشكل نقلة نوعية في حركة ملايين من الحجاج، عانوا على مدى سنين من الزحام والتدافع، وربما من مآس ظلت راسخة في ذاكرة بعضهم.

وبعد:

فكثيرة هي الخصال والسمات والمعاني السامية، التي تتماهى مع شخصية -خادم الحرمين الشريفين -، الغيور على دينه ووطنه وأمته، والمتمسك بالثوابت التي أرسى دعائمها موحد هذه البلاد، ومؤسس نهضتها -الملك- عبد العزيز -رحمه الله-، المستمدة من قيم الإسلام، ومفاهيم الأسرة الواحدة. وتعبيرًا عن حرارة الاهتمام بالمواطن، فإننا لا ننسى عبارتك التي سطرها التاريخ: «تظل أبوابنا مفتوحة، نبدأ أيامنا بالهموم الصغيرة للمواطن العادي، وانتهاء بهموم الدولة الكبيرة. هنا عندنا خط إستراتيجي واضح، مضمونه العقيدة الإسلامية، وطالما نحن متمسكون بها، فإن المخاطر غير واردة. فليس لدينا شهوات للحكم، تخلف صراعات بين شخصيات الحكم، فلكل منا دوره في تأمين استقرار بلده، وخدمة شعبه».

شكرًا -خادم الحرمين الشريفين- أن علمتنا أن الانفتاح على الخارج، لا بد وأن يتوازى مع انفتاح داخلي. ففتحت آفاقًا، وأسست علاقات إقليمية ودولية، جلبت لنا كل خير. كما علمتنا أن الوطن يعني: العمل، والأمن الشامل، والأمان الوظيفي. فالوطن هو روح المواطن وعقله وفكره، والوطن هو لغة العطاء والتضحية والحياة، فكان رصيدك المتنامي من العلاقات الدولية، والإنجازات التنموية -الاقتصادية والاجتماعية-، خير شاهد. وإننا لنبتهل إلى الله -العلي القدير-، ونرفع أكف الضراعة إليه في هذه الأيام المباركة، أن يديم نعمة الأمن، والأمان، والاطمئنان. وأن يسود الاستقرار، والسلام بلادنا وبلاد العالم. وأن يوفق -خادم الحرمين الشريفين- لما يحب ويرضى، وأن يمده بالصحة والعافية؛ ليواصل مسيرة البناء والإصلاح والتطوير، وخدمة قضايا الأمتين -العربية والإسلامية-.

*باحث في السياسة الشرعية

drsasq@gmail.com
 

الملك عبدالله في الميزان 5-5
خادم الحرمين الشريفين خصال وسمات تتماهى فوق المعاني السامية
د. سعد بن عبد القادر القويعي*

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة