Friday  26/11/2010 Issue 13938

الجمعة 20 ذو الحجة 1431  العدد  13938

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

أفاق اسلامية

 

محبة النبي صلى الله عليه وسلم
منصور بن عبد الله آل عتيق*

رجوع

 

إن الله سبحانه وتعالى قرن محبة نبيه بمحبته وجعلها هي كمال الإيمان قال تعالى {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ} وعن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاثٌ من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما) متفق عليه. ولقد كان الصحابة لمحبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم التي فاقت على قلوبهم فاتبعوا أوامره واجتنبوا نواهيه حتى خافوا عليه أعظم من خوفهم على أنفسهم، هكذا كان صدقهم مع النبي صلى الله عليه وسلم ومحبتهم له حتى أثنى الله عز وجل عليهم في القرآن والقصص في ذلك كثيرة فمحبة النبي صلى الله عليه وسلم لا تكون إلا:

1- باتباعه والاقتداء به، ولا يكون ذلك إلا على الوجه الذي أمر به. عن أبي نجيحٍ العرباض بن سارية قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظةً بليغةً وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله كأنها موعظة مودعٍ فأوصنا. قال: (أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبدٌ حبشي، وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً. فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعةٍ ضلالةٌ) رواه أبو داود، والترمذي وقال حديث حسن صحيح. فإن كنت حقاً تحب الرسول صلى الله عليه وسلم فأين أنت عن العمل بالواجبات التي أمرك بها فالصلاة والصوم والزكاة والحج وإكرام اللحية وعدم حلقها وحف الشوارب وبر الوالدين وصلة الأرحام وتلاوة كتاب الله والصدق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وحق الجار وتوقير العلماء واحترامهم وستر المرأة وعفتها وكذلك الحياء الذي هو شعبة من الإيمان وغيرها مما أوجبه علينا فإن أداءها على الوجه الصحيح فهو دليل على محبة النبي صلى الله عليه وسلم في قلبه ومن أحب النبي صلى الله عليه وسلم فإن الله يحبه ومن أحبه الله ورضي عنه أدخله جنته، قال النبي صلى الله عليه وسلم (من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله) .

2- الاجتناب عما نهى عنه، أما تسمع ما يقول الله عز وجل?وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ? (14) سورة النساء. فمن خالط المعاصي وارتكبها فهذا دليل على عدم محبته للنبي صلى الله عليه وسلم وأعظمها الشرك بالله، أما تسمع ما يقول الله عز وجل ?وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ? (106) سورة يوسف.

الرياء شرك وهو من عمل المنافق الذي يعمل لأجل الناس، وهو مشرك بعمله ذاك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (أخوف ما أخاف على أمتي الشرك الأصغر قالوا: وما هو يا رسول الله؟ قال: الرياء).

الحلف بغير الله، عَنْ عَبْدِاللَّهِ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ (مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ أَوْ لِيَصْمُتْ) متفق عليه. عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (لَا تَحْلِفُوا بِالطَّوَاغِي وَلَا بِآبَائِكُمْ) رواه مسلم.

الرقى والتمائم والتولة شرك، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الرُّقَى والتَّمائِم والتِّوَلة شرْك) رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه، وها هو عبد الله بن مسعود قال (كان إذا جاء من حاجة فانتهى إلى الباب تنحنح، وبزق كراهية أن يهجم منا على أمر يكرهه، قالت: وإنه جاء ذات يوم فتنحنح وعندي عجوز ترقيني من الحُمْرَة فأدخلتها تحت السرير، قالت: فدخل فجلس إلى جانبي، فرأى في عنقي خيطا، قال: ما هذا الخيط؟ قلت: خيط رُقِى لي فيه. قال: فأخذه فقطعه، ثم قال: إن آل عبد الله لأغنياءٌ عن الشرك، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الرقى والتمائم والتِّوَلة شرك». قالت، قلت له: لم تقول هذا وقد كانت عيني تقذف، فكنت أختلف إلى فلان اليهودي يرقيها، فكان إذا رقاها سكنت؟ قال: إنما ذاك من الشيطان. كان ينخسها بيده، فإذا رقيتها كف عنها: إنما كان يكفيك أن تقولي كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أذهب البأس رب الناس، اشف وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سَقَمًا») رواه أحمد

الطيرة شرك عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ (الطِّيَرَةُ شِرْكٌ الطِّيَرَةُ شِرْكٌ ثَلَاثًا وَمَا مِنَّا إِلَّا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ) رواه أبو داود وابن ماجه وأحمد بسند صحيح، وعن عبد الله بن عكيم مرفوعاً (من تعلق شيئاً وكل إليه). رواه أحمد والترمذي.

عقوق الوالدين، عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ :عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ (إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ عُقُوقَ الْأُمَّهَاتِ وَمَنْعًا وَهَاتِ وَوَأْدَ الْبَنَاتِ وَكَرِهَ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ وَإِضَاعَةَ الْمَالِ) رواه البخاري، عن أبي بكرة قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ قُلْنَا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ وَكَانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ فَقَالَ أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ وَشَهَادَةُ الزُّورِ أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ وَشَهَادَةُ الزُّورِ فَمَا زَالَ يَقُولُهَا حَتَّى قُلْتُ لَا يَسْكُتُ) متفق عليه.

قطيعة الأرحام ?فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ? (22) سورة محمد.

الغيبة والنميمة ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ? (12) سورة الحجرات، والنميمة التي قال النبي صلى الله عليه وسلم عن القبربن الذي مر بهما (إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير) وذكر (وكان أحدهما يمشي بالنميمة).

اللعن والشتم، قال النبي صلى الله عليه وسلم (لعن الله من لعن والديه)، القول البذيء والقول الفاحش قال النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله يبغض الفاحش البذيء).

الزنا والقذف واللواط والمخدرات والخمور وقول الزور وشهادة الزور وغيرها من المعاصي، الاختلاط المحرم وفتش الوجه وعدم الحجاب والستر والنبي صلى الله عليه وسلم يقول (إياكم والدخول على النساء) قال يا رسول الله أرأيت الحمو قال (الحمو الموت) متفق عليه.

3. فعل النوافل، أما تسمع بقول الله تعالى في الحديث القدسي (لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإن أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي عليها)، كصيام الاثنين والخميس وصيام ثلاثة أيام وكقيام الليل والاستغفار والأذكار بجميع أنواعها كلها من فعل النبي صلى الله عليه وسلم ومن فعلها كان محباً للنبي صلى الله عليه وسلم مقتدياً به وبأفعاله، قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به).

اللهم اجعلنا وإياكم من المحبين للنبي صلى الله عليه وسلم المتبعين لأوامره المقتدين به وسنته.

* الرياض

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة