Sunday  28/11/2010 Issue 13940

الأحد 22 ذو الحجة 1431  العدد  13940

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

وردتني رسالة مهذبة من والدة طالبة في إحدى الجامعات، تذكر معاناة ابنتها مع قسم رياض الأطفال. هذا القسم اللطيف الذي تتوقع منه الطالبات المتدربات في مدارس رياض الأطفال التعامل معهن بأسلوب مهذب؛ ليكتسبن أساليب راقية للتعامل مع الأطفال مستقبلاً. لا سيما طالبات السنة الثالثة والرابعة في الجامعة ممن يتدربن في مدارس رياض الأطفال سواء الحكومية أو الأهلية.

تتلخص المعاناة بمطالبة بعض مديرات تلك المدارس طالبات التدريب والتطبيق العملي بعمل لوحات ووسائل تعليمية لاستخدامها في الشرح. والمؤلم أنه بعد الانتهاء من شرح الدروس تعمد المديرة إلى مصادرة تلك اللوحات والوسائل التعليمية وإيداعها في ورش المدرسة! وليس للطالبة المتدربة الحق في أخذ وسيلتها أو استردادها بعد استخدامها، بالرغم من أنَّها تعبت في إعدادها، وخسرت في تجهيزها من مالها الخاص واستنفدت مكافآتها. ومعروف تفاوت أحوال الطالبات الاقتصادية، فليست كلّهن حالتهن المادية تسمح لهن بتوفير اللوحات والوسائل التعليمية، حيث إن قيمة بعضها تتراوح من 150 إلى 200 ريال وقد تتجاوز هذا المبلغ بكثير، فضلاً عن الهدايا الثمينة التي تقدمها للأطفال لكي تشد اهتمامهم فيتجاوبوا معها.

وما يشعر بالحنق تهديد بعض مديرات تلك المدارس للطالبات المتدربات بالدرجات، وأنها تحت تصرف المديرة والتلويح بالحرمان من استحقاقاتها كاملة في حالة عدم الالتزام بتوجيهاتها، أو بالأحرى طلباتها إذا لم ينفذن ما تريد! والأقسى أن بعض المديرات يلزمن الطالبات بإحضار وجبات إفطار للأطفال، فتقع أولئك الطالبات بالتردد والحيرة خصوصًا في حالة بعض الأطفال ومدى مناسبة مكونات تلك الوجبات للمرحلة العمرية أو الصحية لكل طفل! حيث يتحسس بعضهم من طعام معين، أو لا يحب طعامًا بعينه، أو لا يقبل على آخر.

ولا تكتفي بعض المديرات بذلك؛ بل تعمد لإلزام طالبات قسم رياض الأطفال بشراء وسائل ترفيهية وألعاب تعليمية بعد انتهاء فترة التطبيق، ومن ثم تحتفظ بها المدرسة، أو المديرة، لا فرق! ولا تتوقف أطماع المديرة واستغلالها لأولئك الطالبات المتحمسات للتخرج، بل تطالبهن بإقامة الحفل الختامي للوحدة الدراسية، وتنظيم ذلك المهرجان من مالهن الخاص ومجهودهن وتعبهن، وتوفير ما يلزم، ابتداء من إحضار مهرجات مختصات بتوسيع الصدر ومتخصصات بنقش الحنا وأخريات للرسم على الوجوه، وشراء هدايا واستئجار نطيطات وألعاب لأجل متعة الصغار، لكي لا ينسوا تلك الوجوه اللطيفة من معلمات المستقبل اللاتي أصابهن الإحباط قبل الدخول للميدان، وكرهن تخصصهن المثقل بالأعباء!

وإن تجرأت إحدى الطالبات المتدربات ورفضت هذا الاستنزاف المادي، أو احتجت على هذا العنف التدريبي، وذلك الاقتصاص، تعللت المديرة بضعف موارد المدرسة، وأن ميزانية رياض الأطفال المخصصة من الوزارة لا تكفي، لذا لا بد من التعاون، وحشد الجهود المادية والمعنوية وبالتالي استغلال المتدربات أسوأ استغلال لردم هذا النقص، والضغط على وتر حاجتهن لتحقيق الرضا المرتبط بمنح الدرجات لينلن النجاح والفلاح والتخرج في الوقت المحدد.

فهل لهؤلاء الطالبات المتدربات ذنبٌ في عدم كفاية الميزانية المخصصة من الوزارة لتلك المدارس؟

وهل مسؤولية المدرسة فقط إدخال البهجة والفرح على نفوس الأطفال عبر تكاليف مادية باهظة، أم يتعدى ذلك إلى هدف جميل وهو تدريب الطالبات (معلمات المستقبل) على التعامل مع هؤلاء الأطفال بأسلوب تربوي بعيدًا عن الماديات؟

وهل من المروءة والشهامة التعامل بقسوة مع هؤلاء المتدربات، بدلاً من طبع بصمة تربوية في نفوسهن ليكون لهن حافزًا على الانخراط في هذا السلك التربوي الجميل؟!

rogaia143@hotmail.com
 

المنشود
طالبات أقسام رياض الأطفال.. خسائر وإحباط!!
رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة