Sunday  28/11/2010 Issue 13940

الأحد 22 ذو الحجة 1431  العدد  13940

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

 

الأمير سلمان وهندسة التنمية.. جامعة الأمير سلطان نموذجًا
بقلم : د.أحمد بن صالح اليماني (*)

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لا شك أن عودة الأمير سلمان معافى بحمد الله إلى أحضان وطنه، ورجوعه إلى أهله ومحبيه بقدر ما تشكل مناسبة وطنية كبرى بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، فإنها بالنسبة لأهالي منطقة الرياض على وجه الخصوص مناسبة ذات وقع خاص، جديرة بالاحتفاء من قبل كل فرد نشأ في هذه المنطقة، وكل أسرة عاشت فيها في كنف رعاية سلمان الأبوية، وكان اسمه حفظه الله بالنسبة لها رمز الأمل ومصدر الطمأنينة ولأبنائها منبع الإلهام، وكل منشأة ترعرعت ونمت في هذه المنطقة واستوت على سوقها فيها تجني نتائج خطط سموه الإدارية ورؤاه التنموية.

فاسم سلمان بالنسبة لأجيال متعاقبة صار عنوانًا لكل ما شهدته الرياض من تطور وما نعم به أهلها من خدمات تعد فريدة من نوعها على مستوى المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط بعد أن تحولت في ظل إمارته وتحت قيادته الحكيمة على مدى أكثر من (50) سنة من مجرد قرية صغيرة إلى عاصمة تنافس كبريات العواصم العالمية وتتفوق على الكثير منها. ولم يكن ذلك من قبيل الصدف وإنما كان نتيجة مباشرة لرؤى إدارية وتنموية عرف بها نهجه حفظه الله في الإدارة وتخطيط التنمية، وصارت نموذجًا يحتذى ومصدر إلهام لكل المتخصصين والمهتمين بالإدارة المحلية.

ومما يثلج الصدر أن هذا النهج الإداري الفذ الذي يشكل مدرسة إدارية فريدة من نوعها قد وجد طريقه إلى الرصد والتوثيق لتفيد منه الأجيال القادمة من خلال مركز الأمير سلمان للإدارة المحلية بجامعة الأمير سلطان الذي أبدع فكرته وتولاها بالرعاية والمتابعة حتى صارت واقعًا ملموسًا أحد رجال الرياض المخلصين ممن عرفوا الأمير سلمان عن قرب وعملوا معه لسنوات طويلة، وتمثلوا نهجه الإداري بحق، ذلكم هو صاحب السمو الأمير الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عياف أمين منطقة الرياض، رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان.

وكان من النتائج المهمة لإنشاء هذا المركز أننا رأينا إشعاع النهج الإداري السلماني يتجاوز حدود المملكة العربية السعودية ليعم كامل المنطقة العربية عبر جائزة الأمير سلمان للإدارة المحلية التي أنشأتها المنظمة العربية للتنمية الإدارية التابعة لجامعة الدول العربية بالتعاون مع المركز من أجل تخليد هذا النهج، والإسهام في خلق أجيال من القادة الإداريين يتمثلونه في سلوكهم، ويرتوون من معينه ويوظفونه لصالح أوطانهم وأمتهم.

وقد كانت جامعة الأمير سلطان نفسها التي تضم المركز إحدى ثمرات هذا النهج الذي يعد من أبرز ملامحه تحويل المناسبات الوطنية إلى شواهد حضارية ثابتة ومشاريع تنموية يبقى نفعها للأجيال القادمة. فهي نموذج للرؤى التنموية للأمير سلمان في جعل المناسبات أسبابًا لإقامة صروح التنمية، كما يتمثل فيها البعد الإستراتيجي لهذا النهج. فلعلمه حفظه الله أن التعليم هو روح التنمية والمحرك الدافع لكل تطور قرر سموه تحويل رغبة أهالي الرياض الغامرة في الوفاء لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام واحتفائهم به حينما عاد من رحلته العلاجية الموفقة بحمد الله عام 1418ه إلى مشروع تنموي يحمل اسم سمو ولي العهد ويعود بالنفع الدائم على كل أهالي المنطقة.

فكان أن تم تأسيس مؤسسة الرياض الخيرية للعلوم التي تشرُف برئاسة سموه لمجلس إدارتها بهذه المناسبة، وكانت جامعة الأمير سلطان أول مشاريع الجمعية الخيرية التي أنشئت لهدف وحيد هو دعم التنمية الوطنية من خلال إعداد مخرجات متميزة تتماشى مع الحاجات المتجددة والمتغيرة لسوق العمل، وتسهم في محاربة البطالة بين الشباب من خلال توفير الأمن الوظيفي لهم بتبني مشاريع مبتكرة لخدمة المجتمع. فكانت بالإضافة إلى كونها رمزًا لاستمرار تكريم أهالي مدينة الرياض وتعبيرهم عن الحب والوفاء لسمو ولي العهد خير تجسيد لرؤى الأمير سلمان التنموية.

وقد استطاعت الجامعة بفضل الله في ظل رعاية سموه لها، ومتابعته لمسيرتها، وسعيه الدائم إلى تذليل كافة العقبات التي تعترضها - أن تثبت حضورها في فترة وجيزة على الساحة كمؤسسة رائدة في مجال التعليم الجامعي الأهلي المتطور حيث أثبتت نجاح تجربة التعليم العالي الأهلي بالمملكة، وأصبحت بشهادة الجميع تضاهي أعرق الجامعات، سواء في أنظمتها الأكاديمية والإدارية، أو في مستوى خريجيها الذين استقبلهم سوق العمل بكل ترحيب، وصارت كبريات الشركات ومؤسسات القطاعين العام والخاص تتنافس على استقطابهم بعد أن أثبتوا تميزهم نتيجة نوعية التأهيل العلمي والعملي الذي تلقوه في جامعتهم - جامعة الأمير سلطان. وذلك أن الجامعة بما أنها منشأة وفق خطة إستراتيجية محكمة، ونتيجة دراسة وافية لسوق العمل، ووفق رؤية تنموية واضحة المعالم؛ سعت منذ لحظتها الأولى إلى أن تكون مختلفة عن غيرها ومتميزة عما حولها، خصوصًا وأنها تطبق النموذج الخيري - الذي تطبقه معظم الجامعات العالمية الشهيرة - إذ إنها ليست جامعة حكومية تعمل تحت ضغط توفير المقاعد الدراسية لأكبر عدد ممكن من خريجي الثانوية العامة، وليست مؤسسة ربحية تقيدها ضرورة تعظيم أرباح المساهمين، وتحد من حرية حركتها توجيهات مجلس الإدارة بتقليل النفقات، فهي توظف كافة إمكاناتها وإيراداتها المالية لتحقيق أهدافها التنموية التي أنشئت من أجلها.

ولذلك سعت منذ تأسيسها إلى الارتباط ببعض أعرق الجامعات العالمية، واستقطاب الطلاب المميزين وتوظيف أفضل أعضاء هيئة التدريس من أجل تدريس أحدث النظريات في التخصصات التي تضمها، وتطبيق أحدث المناهج التي تمزج بين التنظير والتطبيق في العملية الأكاديمية، بالإضافة إلى أداء رسالتها في خدمة المجتمع مستلهمة في ذلك النهج السلماني في توظيف كافة الإمكانات لخدمة المجتمع، ومترسمة توجيهاته في أداء رسالتها على أكمل وجه، فكان أن ضمت الجامعة تحت مظلتها بالإضافة إلى كلياتها وأقسامها المختلفة عددًا من المراكز والبرامج التي تحمل اسم الأمير سلمان وتحظى برعايته لتكمل بها كافة أضلاع رسالتها السامية، من بينها: برنامج الأمير سلمان للمنح التعليمية، وبرنامج الأمير سلمان للتعليم من أجل التوظيف، ومركز الأمير سلمان للبحوث والترجمة، بالإضافة إلى مركز الأمير سلمان للإدارة المحلية الذي سبقت الإشارة إليه، فكانت الجامعة خير تجسيد لرؤى سلمان التنموية، ونموذجًا تسري فيه روح نهجه الإداري الذي يصعب أن يتكرر.

فحمدًا لله على سلامة سموه والحمد لله على عودته إلى وطنه وأبنائه ومحبيه الذين سيبقى بالنسبة لهم منارة تهدي في دروب النهوض بهذه البلاد الغالية، ومشعلاً يضيء مسيرة التنمية لهذا الوطن المعطاء.

(*) مدير جامعة الأمير سلطان

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة