Tuesday  30/11/2010 Issue 13942

الثلاثاء 24 ذو الحجة 1431  العدد  13942

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

إلى رحمة الله: أيها الجليس الأنيس

 

رجوع

 

ذهب الذين تكملوا آجالهم

ومضوا، وحان من آخرين ورود

الإنسان السوي في هذه الحياة مدني بالطبع لا تتم سعادته إلا بمحادثة ذوي العقول الراسخة، وبصحاب ورفاق درب يأنس بهم ويأنسوا به، فبينما كنت منسجماً في حديث مع أحد الزملاء إذا برنين هاتف الأخ الفاضل عبدالله بن صالح الخنيني معزياً في صديقنا وحبيبنا الأخ الكريم إبراهيم بن عبدالله الشبانات - أبو عبدالعزيز - الذي لبى داعي المولى يوم الأحد 16-11-1431هـ، وكان لذاك البنأ وقع مؤلم ومحزن في نفسي لما له من مكانة عالية في قلبي وفي قلوب محبيه. ولقد أحدث غيابه عن ساحة مجالس رفاقه وجيرانه فراغاً واسعاً لما يتمتع به من طلاقة محيا، ولطافة في إيراد الأحاديث الشيقة والقصص الطريفة التي تعمر المجالس والصوالين الأدبية بمثلها التي تثري حصيلة سامعيها، وخاصة الناشئة من الشباب لما يطرح فيها من قصص وعظات وعبر عن الأقدمين، وما جرى في تلك الحقب البعيدة من أحداث وأهوال ترسم صوراً في مخيلاتهم لأولئك، وكأنهم قد عاشوا بينهم، فالأحاديث اللطيفة تقرب للأذهان ما بعد...، ولقد ولد أبو عبدالعزيز -رحمه الله - في بلده روضة سدير، وترعرع في أكنافها بين أحضان والديه، وعند بلوغه السابعة من عمره ألحقه والده بإحدى الكتاب، ومشاطراً لوالديه في مزاولة بعض الأعمال التي تهمهم مادياً وتكسبه الخبرة، والتعود على تحمل المسئولية في قابل الأيام، وبعد برهة من الزمن شخص إلى مدينة الرياض وعمل فنياً بشركة الكهرباء بكل جد ومهارة وإخلاص حتى تقاعد، وكان لبقاً ولطيفاً في تعامله مع الغير، محبوباً لدى جيرانه وعارفيه..، وكان لي معه بعض الذكريات في كثير من المناسبات وخاصة ما يدور بيننا من مداعبات خفيفة حول ما بداخل مكتبة نجله الأكبر الأستاذ عبدالعزيز (دار عالم الكتب للطباعة والنشر) التي تحتضن الكثير من نفائس الكتب قائلاً له سأقوم بهجوم غير مسلح عليها ولا أستغني عنك في الحصول على مفاتيحها إذا نام وعلق ثوبه، فقال لك ذلك، فهو لين العريكة سمح المحيا، ومما حز في نفسه أن فاجأه المرض قبل وفاته بشهور فأقعده رهن منزله فعز عليه مفارقة مجالس صحبه وجيرانه وجماعة مسجده، فحينما علم أصحابه وجيرانه بما حل به تأثروا كثيراً، فأخذوا يتقاطرون على منزله للاطمئنان على صحته فوجدوه صابراً محتسباً راضياً بقضاء الله وقدره فيأنس بحضورهم متناسياً ما يكابده من آلام ومتاعب جمة موغلة في جسمه، وبداخل طوايا نفسه، فإذا هموا بالانصراف عنه أخذ يتابعهم بنظرات ملؤها الحزن واليأس، وكأنها نظرات مودع...! لأنه يتوقع حضور شعوب إليه في كل لحظة لما يحس به من آلام شديدة تجنها أضلاعه، ولا يدري ما الله صانع فيه حينما ينزله أحبابه وأبناؤه في لحد من الأرض، ثم يتركونه وحيداً بعيداً عنهم وعن أسرته ورفاقه، وكان آخر لقائي به في ليلة الأحد 16-10-1431هـ أي قبل وفاته بشهر بقصر الرياض للاحتفالات في مناسبة زواج إحدى كريمات الدكتور وليد بن محمد الشباني على الشاب عبدالعزيز بن محمد العجاجي، وقد حضره مشاركاً في أفراحهم (وهو جد للعروس) تجملاً ووفاءً، ولقد حاولت أن أملأ عيني من محياه البشوش خشية أن لا أراه بعد تلك الليلة مستحضراً هذا البيت:

خذا الزاد ياعيني من نور «وجهه»

فما لكما فيه سوى اليوم منظر!

تغمده الله بواسع رحمته، وألهم ذويه وأبناءه وبناته وإخوته وزوجته - أم عبدالعزيز - وجميع محبيه الصبر والسلوان (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).

عبدالعزيز بن عبدالرحمن الخريف -فاكس 015260538

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة