Thursday  02/12/2010 Issue 13944

الخميس 26 ذو الحجة 1431  العدد  13944

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

يعمد البعض لتعزيز الثقة بأنفسهم للميل إلى توفير الإمكانيات المادية، سواء بالحرص على الحصول على منصب أو بالنفوذ الشخصي أو المادي أو بطريقة الملبس وأسلوب الحديث. بينما لا يمكن أن توجد الثقة بالنفس وبالتالي النجاح ما لم يوجد الشعور بتقدير الذات.

تقول د‏. ‏نانسي ويلوت أستاذ علم النفس بجامعة كولومبيا: (إن صورتنا عن أنفسنا تسهم بشكل فعال في نجاحنا‏‏، لأن أي خلل يحدث في هذه الصورة يدفعنا لسوء تقدير إمكاناتنا ومستقبلنا وطموحاتنا، مما يعرقل قدرتنا على تحقيق الأفضل).

إن احترامنا لذواتنا يكمن في القدرة على رؤية أنفسنا من منظار قيمتها وما تحمله من سمو واعتزاز بها، وهذا بدوره يعزز التفكير الإيجابي الذي يبرز الشخصية كونها تنبع من قوة التفكير والتركيز على إظهار معالم التميز بها ومحاولة العمل على النقاط الإيجابية بشكل أفضل، إضافة إلى الإصرار على تحقيق الأهداف الواقعية بعد تحديدها، وضرورة التعود على المواجهة التي من شأنها دعم القدرة على اتخاذ القرارات بشجاعة، فضلا عن أنها تهب الشخصية الاستقلالية والإنجاز.

وطالما يعقد الشخص بينه وبين غيره مقارنات في نوع نجاحاته وشكل إنجازاته فلن يحقق التقدير لنفسه؛ لأن تلك المقارنات مضللة كونها محاكاة لسلوك الغير، وربما تؤدي به إلى الشعور بالإحباط، لذا ينبغي على المرء أن يقنع نفسه بالتميز عن غيره بحزمة من الصفات الفريدة التي تعد أدوات تحقيق الأهداف والعمل على تنميتها وصقلها، وهذا الاقتناع ينطلق به إلى أول درجات النجاح، فضلا عن الاعتراف بالعيوب الشخصية التي لا يخلو منها البشر وبالتركيب الجسدي أيا كان! سواء لون البشرة أو طول القامة وحجم الجسد أو نوع الشعر، أو حتى وجود إعاقات أو عاهات جسدية، لأن ذلك الاعتراف - ولو ضمنيا - يصرف انغلاق التفكير فيها والتذمر منها، فلا يترك المرء نفسه فريسة للشعور بالأسى. وعندها يتحرر الإنسان من قيودها، فلا ينظر لها بدونية واستصغار، بل ينسجم معها ويؤمن بالجمال الداخلي للروح الذي يمنح الثقة للفرد ويخرجه من دائرة المشاعر السلبية تجاه جسده، ويؤدي إلى إبراز المعالم الفكرية بعيدا عن اللوم وجلد الذات.

أما ما يمكن أن يحدد مستوى تقدير الذات، فهو المخزون الهائل من أشكال وأنواع الخبرات التي مرت بالفرد إبان الطفولة المبكرة والشباب، وساهمت في تشكيل كيانه وشخصيته. فتجارب الطفولة السعيدة الثرية المفعمة بالحب والحنان ممن حوله من شأنها زرع الثقة بالنفس، وبالتالي تكوين صورة إيجابية عن الذات، وهو ما يسفر عن مستوى مرتفع لتقديرها. وبالمقابل فإن الذكريات التعيسة والتجارب البائسة المواكبة للقمع والاستبداد كفيلة باقتلاع الثقة بالنفس من جذورها أو حصدها إن وجدت، وهو ما يسبب انخفاض مستوى تقدير الذات والنظرة الدونية للنفس والخوف من المستقبل.

ولا يكاد الأمر يتوقف عند الطفولة المبكرة؛ بل إن مرحلة الطفولة المتأخرة أو بداية مرحلة الشباب هي إما استمرار لرفع معدلات تقدير الذات أو الإجهاز عليها بالضربة القاضية. فتتابع خبراتنا الإيجابية حتى سنوات البلوغ تضيف درجات مرتفعة لمستويات تقدير الذات، وإحلال التجارب السلبية مكانها يجعل مستوى تقدير الذات يتقهقر وينخفض.

ولا تعجب حين ترى أحد زملاء الدراسة وقد تردى مستوى تقديره لذاته برغم تميزه أثناء الطفولة أو الشباب. وقد تعذره حين تعلم أنه تعرض لتحول في مسار أحداث حياته كرحيل شخص عزيز، أو بسبب تعرضه لحادث أو إصابته بمرض عضال، أو خسارة في تجارته أو فقده لوظيفته. فالاضطرابات الحياتية والمشكلات المالية تشكلان مزيجا مرَّا، وهراوة قاسية لتحطيم سلالم تقدير الذات!!

rogaia143@hotmail.com
 

المنشود
تقدير الذات، ثابت أم متغير؟!
رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة