Thursday  02/12/2010 Issue 13944

الخميس 26 ذو الحجة 1431  العدد  13944

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

إذا كان التطرف ظاهرة مرضية، إن على المستوى العقلي، أو على المستوى العاطفي، أو على المستوى السلوكي، والذي هو أحد أسباب الإرهاب، وليس هو الإرهاب - نفسه - . فإن أول مظاهر هذا التطرف، هو التعصب للرأي، والخروج بقناعات مؤدلجة، وثوابت

فكرية محددة، يستحيل التنازل عنها؛ مما يستلزم عدم القبول بالحوار مع الطرف الآخر. بل إن من أبرز سمات هؤلاء، رغبتهم الجامحة في إقصاء الآخرين، وادعاؤهم امتلاك الحقيقة المطلقة. - وبالتالي - إقناع أتباعهم عن طريق التضليل، وتشويه الحقائق دون مناقشة، أو تمحيص؛ من أجل الوصول إلى أهدافهم.

لم أفاجأ، وأنا أقرأ تقريراً بثه موقع «العربية نت» - قبل أيام - من تراجع تنظيم القاعدة عن الحوار، مع أعضاء «حملة السكينة» الناشطة على الإنترنت، بعد هزيمتها في أول منازلة فكرية جرت بينهما، ما يشي بتخوفها من تواضع مستوى أعضاء، وأنصار التنظيم الفكري، والفقهي. - خصوصاً - في السعودية التي افتقدت فيها الكوادر التنظيرية، بعد القبض على عبد العزيز الطويلعي، المعروف إنترنتياً ب «أخ من أطاع الله». بل إن أحد أشهر المواقع التابعة لتنظيم القاعدة، حذر أتباعه من الدخول في حوارات، ونقاشات مع أعضاء حملة السكينة. كما حذرهم من الدخول إلى موقع السكينة، الذي يُعنى بتعزيز الوسطية، ونبذ الغلو، والعنف، والتطرف.

وتأسيساً على ما سبق، فإن من أبرز الخصائص المشتركة، والتي جمعت شباباً يحمل هذا الفكر المتطرف، والانتصار للفكر الأحادي، بعد أن انسحبوا من المجتمع، وتقوقعوا على أنفسهم، بعيداً عن جميع عوامل التأثير الخارجية، وذلك حسب ما نشرته وزارة الداخلية السعودية، هو: قابلية هؤلاء الشباب للإيحاء.

إن منع القاعدة إمكانية إقامة حوار حقيقي، أمر متوقع. فالحوار، وإعمال العقل، ومناقشة الفكر لا يخدم هؤلاء، من الذين تحكم فيهم فكر متطرف؛ ليصبحوا تياراً يجدد نفسه وعمله - زماناً ومكاناً -. وحتى لا يظهر أي نوع من التراجعات، لأعضاء هذا الفكر المتطرف، أو بعض منظريهم، من الذين انساقوا دون وعي صحيح.إن العمل على دراسة الفكر المتطرف بوعي، بعيداً عن الخصومات الأيديولوجية، والانتقال بها من مستويات الاندفاع العاطفي إلى محور من إستراتيجية شاملة؛ لمكافحة الإرهاب، وذلك وفق قواعد ومقاصد تكون محكومة في إطارها العام، والتي تتجاوز المعالجات التكتيكية الآنية، خطوة في الاتجاه الصحيح؛ من أجل الإحاطة بهم، وتغيير قناعات أفراد تنظيم القاعدة، من الذين تكلست عقولهم، والكشف عن زيف أفكارهم بعد استقرائها. وهذه الإستراتيجية هي التي أعلنها مدير عام حملة السكينة الأستاذ عبد المنعم المشوح، من أن «السكينة»، تعد إخراج الحوارات التي جرت مع أفراد التنظيم، والمنتمين له؛ للنشر - قريباً -. وهو ما يعد حدثاً فكرياً مهماً وضرورياً، في الكشف عن الفكر المتطرف عن قرب، وعن إمكانيات تقويمه.

drsasq@gmail.com
 

حلم عودة .. دونه القاعدة !
د. سعد بن عبدالقادر القويعي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة