Sunday  05/12/2010 Issue 13947

الأحد 29 ذو الحجة 1431  العدد  13947

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

عزيزتـي الجزيرة

 

أليس إسعاف الجريح واجبًا إنسانيًا؟

رجوع

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أتابع في صحيفتكم الغراء الجزيرة وفي غيرها من الصحف ووسائل الإعلام التغطية المستمرة لإنجازات وزارة الصحة، والإشادة بمستوى التقدم للخدمات الصحية، وهذا مبعث أمل إلا أنه لا يزال في النفس شيءٌ ينبئُ عنه هذا الموقف.

قبل أكثر من ساعتين من كتابتي لهذه الأسطر من هذه الليلة، ليلة الاثنين 23 من ذي الحجة 1431هـ، تعرضت لحادث سقوطٍ مؤلم أثناء زيارتي لأخي في إسكان الحرس الوطني نتج عنه اصطدام عنيف بالأرض أدى إلى كسر (الثنيتين) العليا من الأسنان، وإلى جرحٍ غائرٍ مؤلم داخل الفم أسفل الشفة السفلى تسبب في نزيف واحتيج معه إلى بعض الغرز، مع إصابة مفصل الكف الأيسر بضربة من أثر الاصطدام تبين بعد الأشعة أنها رضة، وهذا قضاء الله النافذ نقبله بكل رضا من ربنا الكريم، لكن المؤلم والمؤسف قصة هذه الإصابة حيث خرج بي أخي من الإسكان إلى أحد المراكز الطبية الخاصة المجاورة للإسكان واعتذروا عن قبول الحالة، فذهبنا بعده إلى إسعاف مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني، وكنت أؤمل في أن أجد حسن الاستقبال الواجب لأي إنسان ولاسيما من مثل هذا المستشفى صاحب الأيادي الإنسانية الكريمة الذائعة الصيت، ولم أكن لأطلب منه جراحة معقدة أو شاقَّة، وإنما أن يرقع لي جرح فمٍ تدلَّى فكان أشبه بفم الجمل، فوقفت منتظرًا وقتًا طويلاً لم أجد معه بدًّا من حجز الدم بفانيلة في يدي خشية النزيف، دخل أخي ومعه إثباتي وأنا أنتظر بقلقٍ من أن تطول المدة على الجرح فيتلوث أو يحدث مكروه من جراء ذلك، طال الوقوف فدخلت مذهولاً على عربية إلى غرفة الجراحة ونحن ننتظر أمر السماح بتلقي الإسعاف، وبعد لحظات إذا الأمر يأتي بعدم الموافقة على إسعافي لأنني لا أملك ملفًا فلست من المسموح لهم بالعلاج، خرجت من المستشفى قرابة الساعة الثانية ليلاً ولم أجد بدًّا من القبول بإسعاف مستشفى الإيمان بجنوب الرياض وعلى خوفٍ ووجل لأني مجرب، ولأني إن فكرت في غير ذلك فسأشق على أخي، وسيطول علينا الليل، وقد انتهى الحال إلى ما سبق ذكره من الغرز والأشعة وعمل رباط على اليد، والله غالب على أمره.

وأنا أكتب هذه الواقعة ولا يزال الدم ينبجس من موضع الجرح ولله الحمد على كل حال، ولكني أود أن أرفع النداء مع وافر الاحترام والإجلال إلى السادة الأجلاء المسؤولين القائمين على شؤون الصحة وعلى رأسهم معالي الدكتور عبدالله الربيعة وزير الصحة، بتوجيه هذا المستشفى الرائد وغيره من مستشفيات المملكة بأنّه من حق المواطن والمقيم وحق أي إنسان أن يتلقى الإسعاف الأولي والعلاج الضروري ساعة الإصابة، فالمرض لا هُوية له، وإسعاف الجريح وفك كربته واجب إنساني، وكم كان سروري وابتهاجي حين أرى الإسعاف يتم لي أو لغيري من المحتاجين، سواءٌ من المواطنين أو المقيمين على اختلاف الهوية والديانة، فإن هذا شرف كبير ورقي حضاري وإنساني.

أيها السادة الأجلاء، ودِدْتُ لو أنّي أكون الوحيد في التعرض لمثل هذا الموقف ولكنت تقبلته بكل اطمئنان، ولكان ما تعرضت له عندي أقل من الكتابة عنه، ولكني أعلم أنّ حالتي هذه أهون وأسهل من مواقف كثيرة يذهب ضحيتها أبرياء وأطفال، يعتذر عنهم بما لا يليق أن يعتذر به.

وختامًا، فأقدر لكم أبا بشار، حسن الاستماع، وقبول هذه الرسالة، وأرجو أن تكون الجزيرة منبرًا للجانب الإنساني والحضاري.

راشد بن عبدالله القحطاني

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة