Monday  06/12/2010 Issue 13948

الأثنين 30 ذو الحجة 1431  العدد  13948

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

ورحل صاحب الطاعة (الشيخ محمد بن صالح الدغشيم) رحمه الله
صالح بن محمد الشويرخ

رجوع

 

قال تعالى {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}، وقال رسولنا الكريم- صلى الله عليه وسلم-: (كفى بالموت واعظاً، اذكروا هادم اللذات مفرّق الجماعات)، أو كما قال عليه الصلاة والسلام.

قال كعب بن زهير رضي الله عنه:

كل ابن أنثى وإن طالت سلامته

يوماً على آلة حدباء محمول

وإن القلب ليحزن وإن العين لتدمع، وإنا على فراقك يا أبا صالح لمحزونون وما نقول إلا ما يرضي ربنا {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.

إنني هنا أكتب عن أحد الصالحين من الجيران كان يسكن بحي الوشام (شارع الخزان) أكتب عن رجل في مكانة والدي وهو الشيخ محمد بن صالح الدغشيم رحمه الله.

إنه في صباح يوم الثلاثاء الموافق 16/12/1431هـ جاءتني رسالة من ابنه يوسف فحواها (إن والده توفي وسوف يصلى عليه عصر هذا اليوم بجامع الراجحي) وبعدها بقليل وردت لي مكالمة من ابنه الأكبر عبدالله يقول لي: بأن والده انتقل إلى رحمة الله تعالى، فقلت له نعم علمت من خلال رسالة أخيك يوسف، ولقد وقعت علي تلك الرسالة والمكالمة كالصاعقة رغم علمي بأنه كان مريضاً منذ فترة طويلة وذلك إثر جلطة بالدماغ وعندما نفقد عزيزا علينا (كأبو صالح) فإن الحزن لفراقه يشتد، ولقد أحببت هذا الرجل لأنه كان في مقام والدي، واعتبرت نفسي أحد أبنائه، ولي معه ذكريات وحكايات جميلة أتذكرها لأنه من الرجال النوادر، ولقد تعرفت عليه أول مرة في بيت من بيوت الله في جامع عبدالرزاق عفيفي- رحمه الله- أو جامع المنصوريات بشارع الخزان بالرياض.

ومن الذكريات ما يلي:

1- كان يقول لي بأنه ولد في مدينة بريدة، وقد انتقل إلى الرياض في شبابه طلباً لكسب العيش حيث بدأ في بيع البسط السجاد وكان يرسل ما يحصل عليه في تجارته إلى أسرته في بريدة، وقد اشتهر ببيع السجاد في الرياض والقصيم.

2- ولن أنسى تلك الكلمات التي يرددها عن والدي الشيخ محمد العلي الشويرخ- رحمه الله- عن كرمه وموقفه مع الملك سعود- رحمه الله- عندما تولى قيادة هذه البلاد المباركة حيث نصب والدي الخيام عند شارع المطار القديم احتفالاً بمقدم الملك سعود وذلك نيابة عن أهالي بريدة لأن والدي كان صاحب مصرف تجاري ومن أعيان البلد.

3- ولن أنسى قصة والده الشيخ صالح الدغشيم- رحمه الله- حيث قال لي: بأن والده كان كفيفاً - ومحباً للعلم - جاء من بريدة إلى الرياض ماشياً على أقدامه طلباً للعلم.

4- ولن أنسى كلامه عن تأخر المطر ببريدة، حيث قام والده على المنبر يدعو الله بطلب الغيث وكان الجو بارداً ومن شدة البرد كانت أسنان والده تهتز، ثم قام واحد من المصلين فوضع مشلحه على أكتاف والده بكل بساطة ومحبة وفي نفس اليوم تحولت السماء إلى غيوم ثم نزلت الأمطار بفضل الله.

5- ولن أنسى عندما تأخرت عن صلاة الفجر لعدة أيام قال لي- رحمه الله- لماذا لا تأتي مبكراً؟ فقلت له: النوم غلبني ثم فوجئت به يطلب مني رقم جوالي وقال لي: سوف أتصل عليك قبل أذان الفجر وفعلاً اتصل علي ولما سمع صوتي ضحك ضحكات طويلة لأنه ارتاح لما عرف بأنني قمت من النوم للصلاة.

6- ولن أنسى بأنه يقدر زوجته ويقول لي بأنها إذا حصل سوء فهم بين الأبناء فهي تقوم بحل المشاكل بينهم وهذه سماحة منه رحمه الله.

7- ولن أنسى بأنه كان يقول عن ابنه الأكبرصالح بأنه معه قلم يقصد بأنه يحمل شهادة عليا وهو فعلاً دكتور تخصص رياضيات بالجامعة.

8- ولن أنسى كلامه عن والدي- رحمه الله- حيث قال لي: بأن والدي خطه جميل وكان يكتب والدي وشاهده واحداً من الناس، واستغرب كيف هذا الرجل الكبير في السن يعرف يكتب وخطه جميل، ثم أصيب والدي بألم في يده بعد كلام ذلك الرجل.

9- ولن أنسى بأنه كان يحمل في جيبه ورقة مكتوب فيها أسماء الجيران الذين ماتوا- رحمهم الله-، حيث كان يقول لي: الموت حق هم السابقون ونحن اللاحقون وكان يردد دائماً شخصا لقبه أبو عجاج حيث كان يحبه ويحترمه.

10- ولن أنسى بأنه كان يأتي للمسجد قبل الأذان وإذا تأخر المؤذن قام بالأذان، وكذلك كان يقوم بالإمامة إذا تأخر أو غاب الإمام فهو كان يصلي بنا رحمه الله.

11- ولن أنسى بأنه كان إذا صلى الفجر كان في جيبه كتاب ورد الصباح والمساء فيقوم بقراءته يذكر ورد الصباح ويجلس في المسجد حتى تشرق الشمس ثم يقوم بعدها بتأدية سنة الصلاة بعد شروق الشمس.

ويحسن بي ذكر صفاته التي أعرفها عن الشيخ محمد صالح الدغشيم رحمه الله:

أ- لقد عرفته شيخاً محباً للخير صالحاً كريماً جواداً.

ب- كان يملك قلباً كبيراً وهو صاحب القيام بالواجبات في المناسبات المختلفة في أفراحها وأحزانها.

ج- كان طيباً وذو خلق رفيع ويتصف بالتواضع الجم.

د- كان يمتاز بالبشاشة والابتسامة الدائمة في وجوه الناس ويتمتع بأخلاق عالية فاضلة يشهد له بذلك جيرانه وأقاربه ولا أعلم أحداً إلا ويذكره بخير.

هـ- وهو من الرجال الذين نذروا أنفسهم في تربية أبنائه التربية الصالحة.

و- وقد عرف عنه رحمه الله محافظاً على الصلوات وصاحب طاعات ويقوم كل يوم جمعة بزيارة المقبرة ويسلم على والدته ويدعو لها وللمسلمين بالرحمة.

وعندما انتقل منزله من حي الوشام شارع الخزان إلى حي الغدير شمال الرياض كنت أقوم بزيارته بين فترة وأخرى وبعد مرضه كنت متابعا لمرضه، وكنت أزوره، وإذا شاهدني كان يفرح ويسدي لي النصيحة، وأجد منه كل حفاوة وتكريم، ولما اشتد مرضه انقطعت عنه وذلك لصعوبة زيارته، ولكن كنت على اتصال بأسرته للاطمئنان عليه باستمرار ومن نعم الله على عبده الذي يحبه أنه إذا أراد قبض روحه ابتلاه بمرض ليكفر الله به عن خطاياه حتى لا يبقى عليه ولا خطيئة أو ليرفع درجته في الجنة.

مات الشيخ محمد بن صالح الدغشيم رحمه الله مساء يوم الاثنين السادس عشر من ذي الحجة لهذا العام 1431هـ وصلي عليه بجامع الراجحي عصر يوم الثلاثاء ودفن في مقبرة النسيم.

فاسأل الله أن يسكنه فسيح جناته، وأن يغفر له ولوالديه والمسلمين، وأن يجزيه عنا خير الجزاء، تعازي القلبية لأخيه ولأبنائه الدكتور صالح، والأستاذ عبدالله والأستاذ يوسف ولبناته وزوجته وكافة أسرته بالرياض والقصيم.

مدير إدارة أعمال لجنة الشؤون الأمنية بمجلس الشورى

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة