Monday  06/12/2010 Issue 13948

الأثنين 30 ذو الحجة 1431  العدد  13948

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

سر الابتزاز الصهيوني
أحمد الأحمد

رجوع

 

لا يخامر الشك أحداً بأن إسرائيل تغلغلت وتتغلغل داخل الكيان الأمريكي وتسيطر على مراكز صنع القرار فيه، وقد نجحت الصهيونية في تشويه الحقائق وتزييف التاريخ بالنسبة للصراع العربي الإسرائيلي مما دفع المعلق السياسي الأمريكي أندر كافيلي الذي لم تستطيع الدعاية الصهيونية أن تثنيه عن قول الحقيقة إلى أن يكتب محللا أساليبها في تشويه الواقع وعرضها على العالم بالشكل الذي يتلاءم مع أحداثها بقوله: (إن الصهاينة لا يكتفون بتقويض جهود الدبلوماسية في الشرق الأوسط عن طريق الضغط الذي يمارسونه على واشنطن، فهم يبذلون جهوداً واضحة للتأثير على وسائل الإعلام الأمريكية. فالصهيونيون عن طريق الإعلانات والمقالات وغيرها كونوا نفوذاً كبيراً على وسائل الاتصال يضمن لهم أن تعرض الأنباء بصورة مؤيدة لإسرائيل، ومعارضة للعرب، ومن ثم نجد ملايين الأمريكيين لا يعرفون الوقائع الصحيحة عن الشرق الأوسط، ولعلنا لا نخطئ إذا قلنا إن أغلبية الرأي العام الأمريكي يعتقد أن إسرائيل ديموقراطية وأنها نموذج للتنمية الاقتصادية تسبح في بحر من الدول العربية لا تفتأ أن تشوه سمعتها، وليست هذه النظرة موضع شك أو تساؤل فقليل من الأمريكيين من يجرؤ على التساؤل عن شيء يتعلق بإسرائيل أو بالنشاط الصهيوني، والضغوط الصهيونية، وإنه من المؤسف أن مجتمعاً يتباهى بأنه قائم على البحث الحر المفتوح نادراً ما تناقش فيه مثل هذه الأمور خوفاً من أن يصفه الصهاينة بأنه معاد للسامية).

ولابد من الإشارة هنا إلى الدعم المادي الذي تمد به الصهيونية العالمية دولة إسرائيل، والذي لولاه ولولا الدعم الأمريكي المتواصل لانهارت إسرائيل اقتصادياً وعسكرياً بين عشية وضحاها.

ومن أبرز هذا الدعم ما تقوم به أسرة روتشيلد التي تسيطر سيطرة واسعة على الاقتصاد الأوروبي، وهي ذات نفوذ واسع في البيئة الاقتصادية الأمريكية، وما تنفك تقدم لإسرائيل كافة ضروب الدعم المادي والمعنوي، وتقوم بمساع كبرى لتقديم المنح الدولية إليها ومن أمثلة ذلك ما مارسته من ضغوط على أوروبا الغربية لضم إسرائيل إلى السوق الأوروبية المشتركة.

لقد قدمت الصهيونية العالمية لدولة إسرائيل الكثير من أسباب الدعم المادي الذي مكنها من الوقوف على قدميها، وتدارك اقتصاداتها المنهارة وأمنت لها مليارات الدولارات من التبرعات اقتصادياً، وتشير الإحصاءات إلى أن حجم المساعدات التي قدمتها الحركة الصهيونية لدولة إسرائيل ما بين سنتي 1939 و1964م بلغت مليارين وسبعمائة مليون دولار.

والحركة الصهيونية المتمركزة في أوساط الأقلية اليهودية في الولايات المتحدة، تحتل مركز الثقل في إطار الصهيونية العالمية المنتشرة في كافة أصقاع المعمورة، وقد استطاعت بفضل مكانتها السياسية والاقتصادية أن تلعب دوراً نشطاً في التأثير على السياسة الخارجية الأمريكية لطمس الحقائق وخلق جو من العداء في أوساط الرأي العام ضد حركة التحرر العربية، والعمل المتواصل لدعم إسرائيل، وإظهارها بمظهر المدافع عن المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، والتأكيد بأنه ليس هناك أي تناقض في المصالح الحيوية لكلتا الدولتين: إسرائيل والولايات المتحدة، إلى درجة أخذ معها بعض المحللين السياسيين يعتبرون أن إسرائيل إحدى الولايات الأمريكية، وأن على أمريكا أن تلتزم بوجود إسرائيل واستمرار بقائها وتفوقها، بالرغم مما يشكله هذا الالتزام من خرق لكل القيم الإنسانية والأعراف الدولية ولحق الشعب العربي الفلسطيني في تقرير مصيره على تراب وطنه.

وذلك هو سر الابتزاز السياسي الإسرائيلي المستمر للولايات المتحدة وتلك هي أبعاد الضغط الصهيوني فيها.

مقدم متقاعد – الرياض

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة