Tuesday  07/12/2010 Issue 13949

الثلاثاء 1 محرم 1432  العدد  13949

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

           

فاصلة:

(عواقب الغضب أشد خطورة من أسبابه)

- حكمة يونانية -

أعجبني اقتراح الدكتور أنمار مطاوع في زاويته الأحد الماضي في جريدة عكاظ حول قضية الخادمة الإندونيسية التي عنفتها مواطنة تبلغ من العمر 54 عاماً مبررة عنفها بأنها تحت ضغط نفسي بسبب وفاة زوجها.

أُورد العمر هنا كدلالة على أن المتهمة في مرحلة من النضج كافية لمحاسبة أفعالها.

د. أنمار اقترح أهمية وجود آلية رسمية تكفل للخدم التبليغ عن العنف الموجه لهم مثل أن يكون هناك هاتف مجاني لاستقبال مكالمات وشكاوى المعنفين من العمالة.

وهي فكرة إنسانية تناسب قيم المجتمع المسلم فالخدم هم بشر وقد كفل الإسلام حقوق البشر جميعاً، ومن المهم أن تكفل قوانين المجتمع للأفراد حقوقهم بشكل يتناسب مع آليات هذا العصر. كما أن وجود هذا الرقم للتبليغ عن العنف تجاه العمالة سيخفف من الضغط النفسي على الخدم أو لجوئهم للهروب وهي نقطة مهمة أشار إليها الدكتور أنمار في مقالته.علينا أن ندرك أن الخدم مهما بلغت درجة فقرهم وجهلهم بالقوانين المجتمعية إلا أن غريزة الدفاع عن النفس توجد لديهم كما هي لدى جميع البشر ولا بد أن يحموا أنفسهم من العنف بأي وسيلة كانت سواء بالهروب من المنزل أو إيقاع الأذى بالأطفال لأن الدفاع عن النفس غريزة من أجل البقاء.ولكن تولد المشكلة حين تختلط هذه الغريزة أحياناً بالهجوم فيصعب تحرير «الدفاع عن النفس» عن «الهجوم على الآخرين».

أعجبتني فكرة الدكتور أنمار لأنها مناسبة للعصر الحديث فالإنسان حينما ودع الغابة والتحق بركب المجتمع انتقلت حمايته الفردية إلى الدولة.

ولم يعد بالإمكان في ظل تنظيمات المجتمعات أن يحصل الفرد على حقوقه ببطش ذراعه.

لذا فإن وظيفة الدولة توفير الأمن للأفراد الموجودين ضمن نطاق أرضها وأيضاً مواطنيها في الأراضي البعيدة.

في اليابان على سبيل المثال يدربون الناس على القتال الفردي من أجل الدفاع عن النفس وفي الدرس الأول يتعلم المتدرب هذه الرياضة ليس من أجل توليد الصراعات بل من أجل إخمادها.بمعنى أنهم يهذبون غريزة الخوف والغضب بينما في مجتمعاتنا تبرر الجرائم بالغرائز التي وضعها الله في نفوس البشر لحكمة يعلمها الله وأعطانا مفاتيح علمها.

الخادمة التي تؤذي الأطفال لأنها غاضبة هي ذاتها السيدة التي تؤذي الخادمة لأنها غاضبة وفي الحالتين هي صورة لإنسان لم يستطع أن يوظف طاقات غضبه أو خوفه بطريقة دفاعية وليست هجومية. ومن هنا على قوانين المجتمع أن تضع حداً لجهل الإنسان أو استغبائه أحياناً.

nahedsb@hotmail.com
 

مسؤولية
تهذيب الغرائز
ناهد سعيد باشطح

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة