Tuesday  07/12/2010 Issue 13949

الثلاثاء 1 محرم 1432  العدد  13949

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

الحب.. كيف؟!
غادَة عبد العزيز الحسون

 

رجوع

 

الحُبُّ ما مَنَعَ الكَلامَ الألْسُنَا

وألَذُّ شَكْوَى عاشِقٍ ما أعْلَنَا

المتنبي

الحب هو الشعور الأم الذي لا ينجبْ غير المشاعر المُبارَكة، هو العطاء برضا والأخذ بكرامة، هو الأسطورة الحقيقية التي نعيشها بحذافيرها، هو الساعة بستين دقيقة والدقيقة بستين ثانية، وهو بنفس الوقت، العمر الذي يمضي دونما ساعات أو دقائق..!

أؤمن بأن على العاشق التزام الصمتْ واتخاذ موقف السِلّم أمام الكوارثْ التي تعترضْ أحشاءه وإلاّ فإن عليه أن يدفع عمره وسعادته ثمناً للمُبارزة التي لا تحقق الغاية..!

عليه أن يعيش الحالة وحده ويواجه الفيضانات والأعاصير التي تعثو بجوفه، ويحاول - قدر المستطاع - الحفاظ على رزانته والدفاع عن حرّيته ولياليه..

ربما يكون هذا الكبتُ مُعضلاً ومُتلفاً للقوى ولكنه - برأيي - أفضل بكثير من أي محاولة بالشرح مصيرها الفشل!

ثم لمَ نستنكرْ هذا؟ إن كان هذا الكبت يحتم علينا الاحتفاظ بأحبّتنا والإبقاء عليهم داخلنا؟ لمَ نُخرجهم بمحضْ إرادتنا إلى غيرنا بمظهر أقل مما هم عليه في نَظرنا؟!

نحنُ - غالباً - نعجزْ عن الإفصاح عن المعاني الحقيقية التي تحترق داخل مرجل العاطفة مهما أجهدنا حبالنا الصوتية في الغناء والبكاء ومهما عكفنا على التعبير أو الرسم واستحضار أدقّ المشاعر وأصدقها لابد أن يحولَ التقصير بيننا وبين الإحساس الفعلي الذي نشعره.

وليس هناك تفسير علمي مختصّ يخدمْ عقولنا المتسائلة وأفئدتنا المنشغلة، فنحن إذاً نضطرّ للتسليمْ بعقُد الحب ومُناخاته!

الحب الذي يضطرنا لاستجماع قوانا وإعادة حساباتنا مع أدنى موقف يجمعنا به، الحب الذي لا يخضع للأنظمة ولا يعترف بالقوانين، الحب الذي يتسلل خفية إلى مُضغنا ويلتهمها كليّاً، الذي يتمكّن من جوارحنا ويحوّل أولى مهمّاتها التقاطْ صور وأصوات وروائح الأخلّة دون غيرهم!

كثيراً ما أربط الحب والشعور بالحب والأفراد المحبّة بالطاقة النضّاخة التي لا تنضب والتي تستمد حيّويتها من جمال الروح والضمير، ليس لأن الحب إحساس دافئ أو مجرّد اسم يرمز لشيء ما، إنما لأنه بالفعل خُرافة واقعية تبددّ أيامنا بأسلحة عذراء، تدفعنا إلى الأحسن في كل شيء، تغرس بأفئدتنا عواطف بشرية نقيّة تماماً..!

إنني كلما توغلت بتحليل الحب وتفسير خباياه أكتشف مدى سطّحيتي ولا أملك أمام ذلك غير الاعتراف بأن الحياة فعلاً لغز وأن الحب هو جوابه الأمثل؛ لأنك حين تحب - بصرف النظر عن المادة المحبوبة - ترى كل شيء جميلاً، تبثّ الأمن والسعادة على كل مخلوق، تتعلم الإخلاص في استيراد المشاعر وتصريفها، تتعامل مع مُعضلات الحياة بمرونةٍ أكثر..

لعلّي أوجز فأقول : الحب هوقيمتنا، المعنى لوجودنا، القصة التي تمثّلنا والاختبار الذي يقيس كفاءتنا والتجربة التي تمنحنا حقّنا في ممارسة دورنا..

لذلك و-بكل الحب- أسدي نصيحتي لكل من يشكومرارة أحشائه، عليكَ بالحب تنجو؛ فالحب مرهم، أحبّ نفسك تعطها حقّها، تُخرجها إلى الدنيا بنضارة، تسلّم بالأوامر السمّاوية وتستجيب لها عن رضا واقتناع تاميّن.

همسة:

حينما تحب، تتواضع، تتسامح، تحوّل المستحيل إلى ممكن ..!

يقول سبنسر: (الحب أقوى العواطف؛ لأنه أكثرها تركيباً).

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة