Tuesday  07/12/2010 Issue 13949

الثلاثاء 1 محرم 1432  العدد  13949

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

           

بدون هذه المواقف التي تميز حقيقة ما نحن عليه فعلاً، أزعم أننا كلنا سواء لا فرق بيننا ولا تفاضل، فكلنا تجمعنا منظومة هذه القيم والمثل العليا التي نتسابق على وضع أنفسنا تحت إطارها، وهذه العناوين والشعارات التي نرددها في كل مناسبة للتأكيد على صفات ننسبها لأنفسنا ونفرض على الآخرين قبولها..

لا أتخيل عاقلاً لا يرى في نفسه أنه كريم و متسامح، أو أمين ومنصف، وغيرها من الصفات التي يجزم أنه يتحلى بها، وأن كل ما يصدر منه من سلوك إنما يأتي تحت وقع إيمانه وتأثره بها.

كلنا نرى أن نفوسنا خيرة، وأن تصرفاتنا حتى التي نتطرف فيها تنطلق مما تحمله هذه النفوس من خير يستند على قيم مثلى لا نحيد عنها.. هكذا نظن في أنفسنا.. ونعيب من نرى في طبيعة ما يحدثه من سلوك وأفعال ما يخترق مجموعة هذه القيم العليا، على الرغم من هذا التفاوت بيننا في تحديد أطر ما نقوله من قيم ومثل، وفي تحديد أولوياتنا تجاهها، فنحن بلا شك نعيب من يسرق، ومن يتهاون في تحمل مسؤوليات ما أنيط به من عمل، ومن يكذب، وإن اختلفت المعايير الدقيقة ومساحة التطبيق والقناعة، أو تداخلت المصالح لتقلب مفاهيم هذه القيم أو تحويرها ومبررات ذلك، الذي يقرع جرس الحقيقة لنصحوا ونصدم بما كنا نجهله فينا، هي هذه اللحظات أو الفترات التي يجسدها ظرف أو موقف، يمحص ما في نفوسنا ليظهر حقيقة ما نحن عليه، خصوصاً عندما لا يرانا أحد كما نظن وإلا فعين الله لا تغفل عن خلقه..

لا يمكن أن تعرف إن كنت جباناً أو شجاعاً، أو إن كنت كريماً أو أميناً، أو أنك تتحلى بما تدعيه من صفات، إن لم يهزك موقف لم تكن تحسبه، ويضعك وبقوة في مواجهة نفسك وحقيقة ما أنت عليه، ويفضح حقيقة الإنسان في نفسك، ففي الظروف العادية كلنا كرماء، وكلنا نتحلى بالشجاعة والأمانة، ونقول الحق دائماً، وكلنا ندعو للتسامح والإيثار، لكن لو تخلت ظروفنا المناسبة عنا واختلفت أحوالنا، هل سنبقى كما كنا أم سنكتشف في أنفسنا صفات لم نكن نظنها فينا؟ المواقف التي نثبت عليها عندما تعجننا الظروف هي التي تحدد الإجابة.. والله المستعان.

 

الموقف مرآة
نادر سالم الكلباني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة