Tuesday  07/12/2010 Issue 13949

الثلاثاء 1 محرم 1432  العدد  13949

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

المخدرات حرب خفية
د. عبدالله بن عبدالرحمن الشثري

رجوع

 

إن الله تعالى أصلح الأرض بما وضع فيها من سنن وأنزل فيها من وحي فصلحت الأرض على الوجه المطابق لمنافع الخلق والموافق لمصالح المكلفين ونهى عن الفساد فيها وتوعد من يسعى إلى الفساد بالخزي في الحياة الدنيا والعذاب العظيم في الآخرة قال جل ذكره: {وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا}.

ومن أعظم أنواع الفساد الذي نهى الله عباده عنه السعي إلى إفساد عقول الناس بجلب الأسباب التي تذهب العقل وتفسده كشرب الخمر والمسكرات وتعاطي المخدرات، لأن العقل إذا زال استولت عليه الشهوة والفوضى والتخبط والطيش، وعند استيلاء ذلك تحصل الشرور وتحل الأخطار والأضرار، وقد يؤدي ذلك إلى الضرب والقتل وفعل الفاحشة، وذلك يورث أشد العداوة والبغضاء بين المسلمين لقوله سبحانه: {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ }.

هذا هو الحق المتقرر في شريعة الإسلام، شريعة الرحمة والإحسان غير أنه ظهر للناس من يباشر عمل الفساد ويسعى لنشره بعد العباد، ظهر ذلك وبان للناس في العمل الإجرامي من مفسدي ومروجي المخدرات الذين تم القبض عليهم منذ أيام على يد رجال الأمن الأماجد، تحقق هذا الإنجاز الأمني بفضل الله ثم بجهودهم المتواصلة وأعمالهم المستمرة وسهرهم الدائم في حماية الوطن وأهله من هذا السم المهلك والوباء المدمر.

إن المخدرات حرب خفية من هؤلاء المفسدين يسعون إلى نشر الجريمة وإفساد عقول الناس ويريدون أن يوقعوا مجتمعنا في غيابات من الظلام والضلال، يريدون تدمير القيم وطمس العقول وإفساد الأخلاق وتحطيم القدرات وتعطيل المواهب، قال تعالى: {وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً}.

ومن تأمل وتفكر في هذا العمل الآثم الذي يقدر بكميات كبيرة من المخدرات، وصلت إلى ملايين الحبات وأعداد الأطنان، لوقعت في مجتمعنا وانتشر شرها وخطرها، ماذا ستكون آثارها ونتائجها؟ إنها ستخلف كارثة عظيمة، ودماراً كبيراً، وشراً مستطيراً، ووبالاً عظيماً في أوساط المجتمع.

حقاً إنها ستُخَلِّفُ - لو وقعت- أضراراً دينية وصحية ونفسية واجتماعية واقتصادية وأمنية، لا يعلم مداها إلا الله ولكن الله سلم بفضله وكرمه وأبطل ما كان يخطط له المفسدون وأطاح بهم في قبضة رجال الأمن.

إن هذا الوباء من المخدرات الذي حاول المفسدون إدخاله إلى بلادنا يستهدف على وجه الخصوص شباب هذا الوطن الذين يكونون غالباً فريسة لهؤلاء المفسدين الذين يريدون ابتزاز الأموال وتدمير الأمة وإضعافها، وما فعلوه ضرب من الفساد في الأرض الذي حرمه الله، وواجبنا أن نتعاون لما فيه الخير لأنفسنا ومجتمعنا وبلادنا وأن نقف صفاً واحداً للدفاع عن ديننا ووطننا وعن أنفسنا ومجتمعنا ضد هذا الشر المستطير، وأن نضع أيدينا مع رجال أمننا لحماية هذا الوطن وأهله وحفظه من خهذا الخطر العظيم.

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة