Thursday  09/12/2010 Issue 13951

الخميس 03 محرم 1432  العدد  13951

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

صفق العرب لفوز دولة قطر الشقيقة باستضافة كأس العالم 2022م، بعد أن قدمت هذه الدولة الطموحة ملفاً متكاملاً للاستعدادات الرياضية والاقتصادية والأمنية والخدمية و... نال إعجاب وتأييد الكثير وفاز بترشيح الفيفا، ولا أخفيكم أنني فرحت مع من فرح لأنني أعتقد أن الحدث أكبر بكثير من مجرد احتضان منافسة رياضية عالمية فهو في نظري عرض للمنجزات وتسويق للأفكار وتعريف بالثقافات وفرصة ذهبية لنا نحن العرب للبرهنة على أننا أصحاب حضارة مؤثرة وهوية خالدة ودائمة صالحة لكل زمان ومكان، ولهذا الحدث كما هو معلوم تأثير قوي على السياسة والاقتصاد والاجتماع والفكر والإعلام الداخلي والخارجي، وهذه هي بإيجاز أركان القوة التي تتكئ عليها الكيانات الدولية الكبرى اليوم. ولذا كانت ردة الفعل الأمريكية - الدولة الأقوى في التاريخ المعاصر- أحد المنافسين على هذه الاستضافة ردة فعل قوية تكفل بالحديث عنها مباشرة الرئيس الأمريكي براك أوباما بنفسه.

إنه بإيجاز فرصة ذهبية للعرب ربما لا تتكرر، وعصر جديد لقطر الدولة الخليجية المعروفة بمحدودة المساحة وقلة السكان، القابعة في ذيل قائمة دول العالم الثالث المتخلف ومعها ومن خلفها دول الخليج والعرب عموماً بل وحتى المسلمين الذين هم جميعا إلا ما ندر يصنفون عالمياً بأنهم مواطنو العالم الأخير، ولذا لابد أن يتعدى الاحتفال بالتدشين إلى ما هو أعمق وأكثر تأثيراً وأثراً على المدى الطويل، فنحن العرب غالباً لا نجيد فن تقديم أنفسنا للعالم، ولا نتحين الفرص التي تلوح في أفقنا بين الفينة والأخرى، وإن حلت فرصة سانحة رائعة بساحتنا فقلما نوظفها التوظيف الأمثل والأجود.

لقد قال عدد من الكتاب والراصدين (الفوز بالتنظيم هو الخطوة الأسهل في رحلة الألف ميل، والعمل لابد أن يكون منذ هذه اللحظة وعلى جميع الأصعدة وفي كل المسارات)، وأتفق مع هؤلاء فيما ذهبوا إليه، إلا أن الغالبية ممن كتبوا عن هذا الموضوع ركزوا بشكل مباشر على المسار الرياضي والتجهيزات والإنشاءات والخدمات بالدرجة الأولى ثم الاقتصاد ومن بعد... وأنا شخصياً أعتقد أن مناحي الحياة المختلفة مترابطة ومتشابكة ولا يمكن الفصل بينها بحال، والمهم عندي هو التخطيط الأمثل لاستثمار هذا الحدث من قبل الجميع حتى تستكمل فرحة النجاح بالتواجد الفعلي في منتدى الأقوياء فكرياً وسياسياً واقتصادياً.

إن الاستشراف المستقبلي لهذه الاستضافة يطرح أمام المنظرين والمنظمين سيناريوهات ثلاث..

أولها: المشهد الرياضي البحت من حيث التخطيط والإعداد والتحضير والإدارة والمتابعة والنظام وتوفير ما يلزم من متطلبات وخدمات، وحسب هذا السيناريو تختزل نتيجة هذه الفرصة التاريخية التي يجتمع فيها شباب العالم من مختلف الجنسيات وبكل اللغات على أرض إسلامية عربية عزيزة، تختزل في إعجاب عالمي بحسن الضيافة والقدرات اللوجستية لهذا القطر الصغير في مساحته الرائد والمتميز في إبداعاته.

والسيناريو الثاني يصور مشهداً لا نتمناه، مشهد يجعل البلد المستضيف للمونديال بوابة مشرعة للتأثر السلبي بمضامينه الفكرية والثقافية وحمولاته الأيديولوجية والقيمية ومظاهره السلوكية وما ينتج عنها من تغطية عالمية تبرهن على أن العولمة فعلت فعلها في ديار العرب بل في الخليج العربي خاصة، وخذ آراء وتحليلات من قبل دوائر عديدة تريد استثمار هذا الحدث لمصلحتها هي لا العكس.

وحتى نتجنب مثل هذا السيناريو ولكي لا يختزل قدرنا في نظر العالم من حولنا في خانة الإمكانات المادية التي رسمت ملامح المشهد الاستشرافي في السيناريو الأول علينا من الآن بدء تكامل عربي فضلاً عن أن نكون نحن الخليج يداً واحدة وذلك من أجل صياغة خطاب ثقافي - حضاري - عالمي متكامل ومتناسق يعبر عن حضارتنا ويرسم ملامح هويتنا ويعيد مجد تاريخنا، وفي ذات الوقت إبرام اتفاق إعلامي - عربي لنشر هذا الخطاب وفتح قنوات الحوار العالمية للحديث عنه ومناقشته والتعاطي معه لعل هذه الخطوة - التي ليست كما قد يظن أنها بمنأى عن هذا التجمع العالمي الرياضي الضخم- تكون جرعة إيجابية مؤثرة في بناء صورة ذهنية عالمية صحيحة عنا نحن ديناً وقيماً وعادات وتقاليد وأعراف وأرضنا وإنساناً وإلى لقاء والسلام.

 

الحبر الأخضر
هل اقترب زمن العرب !!؟؟
د. عثمان بن صالح العامر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة