Thursday  09/12/2010 Issue 13951

الخميس 03 محرم 1432  العدد  13951

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

طيرُ الحجال متى يطير؟!
خالد الخنين

رجوع

 

الكتابة عن المرأة في بلادي تشبه المشي على لوح الزجاج المهشم إن لم يجرح أناملك تجرحت قدماك، إذ لا يمكن أن يتصدى لذلك إلا من تقيد بضوابط الأحكام والآراء التي ارتآها بعض من نظر إلى المرأة كائناً مختلفاً في الآدمية، والحقوق البشرية، وأن التعامل مع هذا الجنس -الأنثى- يجب أن يكون تعاملاً متميزاً عن جنس -الذكر- الآدمي. وكأن التشريعات السماوية إنما نزلت لجنس الذكر دون الأنثى، والذكر وحده دون سواه هو الذي يحدد لها ما لها وما عليها من حقوق وواجبات، وهو وحده من يضع لها الأنظمة والتشريعات، ويحدد لها سلوكيات الحياة، ويصوغ لها كل ما تحتاج إليه منذ نشأتها وحتى مماتها وانتقالاً إلى الدار الآخرة.

وهي كائن بشري خلفه الله لإسعاد حياة الرجل. وإنجاب الأولاد للحفاظ على كينونته وقوته وسطوته وهي لا تعدو أن تكون وعاءً وقالباً تسبك فيه عناصر الرجولة.

المرأة في بلادي ستبقى مجال سجال وجدال وخصومة تبدأ ولا تنتهي ما دام أن كل عمل أو حركة أو تصرف تقوم به المرأة لا بد أن يخضع لسلطة الرجل وما يراه مناسباً أو غير مناسب لها. كيف تتحرك وكيف تتكلم وكيف تسير، وكيف تعمل وكيف تقوم بأداء واجباتها الدنيوية والأخروية، وكيف تلبس، وما كتب عن لباس المرأة وحجابها يفوق عن ما كتب عن المحاكمات العالمية في الحروب وعن قضايا العالم الساخنة التي حارت البشرية في حلّها.. حتى لكأن قضايا المجتمع قد حلت كبيرها وصغيرها وكأن جميع السلوكيات قد هذبت أو تهذبت فلم يعد هناك فساد أخلاقي أو إداري أو مالي، ولم يعد هناك عوز أو بطالة ولم تعد الأمة كل الأمة تعاني التخلف والتفكك وضياع المقدسات والأوطان.

إن من يطالع الصحافة السعودية، أو يتابع مواقع الشبكات العنكبوتية -الإنترنت- يعتقد جازماً بأن هناك معركة محتدمة بين من يرى مشاركة المرأة وأن يكون لها الدور الفاعل في مجتمعها وبين من يرى أن تظل حبيسة بينهما وأن لا يكون لها أي دور إلا بمشيئة الرجل وما يراه مناسباً لكينونتها ودورها، بينما المرأة تعيش عصراً ذهبياً مفعماً بالآمال والتطلعات حيث إن القيادة وعلى رأسها قائد هذه الأمة قد أولتها جُلّ اهتمامها وسخرت كل الإمكانات لفتح جميع الفرص لتأخذ المرأة دورها بنفسها هي.. وليس أدل على ذلك من وجود الكثير منهن في مناصب قيادية وتربوية.. والمجالات مفتوحة أمامها لتتخذ مكانتها التي تحتطها هي وليس غيرها.

المرأة وحدها هي التي يجب أن تبادر وليس غيرها من يبادر لتضع نفسها في كل ميادين الحياة العلمية والعملية، ولتكون سباقة طموحة مشاركة فعالة.. وذلك في إطار شامل من الحشمة والسلوكيات التي أرادها لها الله سبحانه بعيداً عن التقليد الشاذ والمنحرف وهذا التصرف المطلوب للمرأة هو المطلوب للرجل أيضاً. وأن تكون النظرة لها على أنها الشريكة في بناء الوطن والمواطن من ذكر وأنثى شريكة في البناء الاجتماعي، والفكري، والثقافي، والتعليمي، والمهني، وفي كل المجالات، والميادين.

وإذا كانت المرأة قد مرت بفترات من التهميش أو هي من همشت نفسها نتيجة لأنماط العادات والتقاليد السائدة في مجتمعها.. فإنه آن الأوان بأن تنهض بعبئها كاملاً لتصحح واقعاً وتأخذ حقاً أعطاه الله إياها وقد تم سلبه وتَعْميتُه من قبل الرجل في قرون متعاقبة.

نهضت بذلك أجيال من النساء في بقع جغرافية قريبة وبقيت هي وحدها في هذا المجتمع مستمعة لما يقال عنها وفيها ممن تصدوا لأدلجة المرأة ووضعها دائماً في قوالب الشّبه والخوف، والدّنس الاجتماعي.

وأن لطائر الحِجَال أن يطير محلقاً في سماء أمته ملبياً تطلعات المجتمع من حوله، وملبياً ما تتطلع إليه قيادته، في إطار من منهج الإسلام ومثله السمحة الصافية النقية الرفيعة.

الرياض

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة