Thursday  09/12/2010 Issue 13951

الخميس 03 محرم 1432  العدد  13951

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

عيب القادرين!
ناصر بن عبد العزيز الهذيلي

 

رجوع

 

قالَ عظيمُ الشعراء المتنبي:

وَلَمْ أرَ في عيوبِ النَّاسِ عَيْباً

كنَقصِ القادِرِينَ على التّمَامِ

ألا ما أصدقَ المتنبي في هذا البيت! ألا ما أروعَ تلك الحكمة البالغة التي أرى أنها تستحق أن يستصحبها الإنسان نصْبَ عينيه طول حياته إلى مماته! فكم يا تُرى من هو قادرٌ ومستطيعٌ ويقصرُ عن التّمام؟ وكم يا تُرى من يملكُ أن يكونَ مع المتقدّمين ويأبى إلا أن يكونَ مع المتأخّرين؟ وكم يا تُرى من يستطيعُ أن يُحقّق أكثر مما حقق ويُنْجزَ أحسن مما أنْجَزَ ولكنه لا يفعل؟ الذي أظنه أنهم كثيرون جداً، وما أبرّئ نفسي! والسؤال الأهم: من النّاجون من هذا العيب؟ إنهم العقلاء، وأصحاب الهمم، وأرباب النفوس الطموحة والضمائر الحيَّة، السّاعون دائماً في جُلّ أعمالهم وشؤون حياتهم إلى الإتمام والإتقان.

إنني أرى في هذا البيت تحفيزاً جميلاً إلى إتمام الأعمال وإتقانها وتحسينها وإجادتها، فإذا كانت حياة الإنسان مجموعة من الأعمال التي قد يكون في بعضها مجبراً لا مخيّراً سواء كانت دينية أو دنيوية فإن الهدف ليس مجرد العمل وإنما إجادته وإتقانه.

ولا شك أن العيبَ لا يلحقُ من يكون معذوراً بعجزه عن الإتمام، أو حتى عن الإخفاق؛ إذا بذل طاقتَه وجهدَه، ولكنّ العيب كلّ العيب يلحقُ من تكون سجيّته وديدنه التقصير والتفريط مع امتلاكه القدرة والاستطاعة، وأقبح ما يكون العيب إذا كان العمل تكليفاً دينياً وشرعياً، ثمّ يأتي في الرتبة بعده إذا كان ذلك العمل يترتب عليه مستقبل الإنسان ومصير حياته ثم يفرّط فيه بتقصيره وعدم مبالاته! أو كان يترتب على التقصير في العمل إضرارٌ بالآخرين أيّاً كان هذا الإضرار.

إضاءة أخيرة: قال تعالى: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} وقال صلى الله عليه وسلم: «إن اللهَ يحبُّ إذا عَمِلَ أحدُكم عملاً أن يُتقنَه» رواه البيهقي. وقال - صلّى اللهُ عليه وسلَّم -: «إذا كفّن أحدُكم أخاه فليُحْسِنْ كفنَه» رواه مسلم، وفي الحديث الصحيح في ذبح البهائم: «وإذا ذَبَحْتم فأحسنوا الذّبحة».

جامعة الخرج - كلية العلوم والدراسات الإنسانية

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة