Thursday  09/12/2010 Issue 13951

الخميس 03 محرم 1432  العدد  13951

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

مؤسسة الملك خالد وجائزة التميز
سعيد محمد العماري

رجوع

 

رحم الله الملك الصالح، الرجل الإنسان خالد بن عبد العزيز فقد عاشت المملكة في أيامه سنوات خضراء حتى عرفت بالسنوات السبع الخضراء، ومن يقترب من سيرة الملك الراحل خالد بن عبد العزيز يجد أنه قد امتلك صفاء الرؤية، ووضوح الهدف، وبساطة التعامل، مما مكنه من معرفة ما يريد، وقيادة شعبه لتحقيق العديد من المنجزات.

وانطلق الملك خالد بن عبد العزيز- رحمه الله- من عمق الأرض، وسكن في دواخل الناس، وأبصر ببصيرته أن الثروة إلى نفاد، وأن الرخاء سيتضاءل، فحثّ شعبه على مبادرات العطاء الذاتي إسهاما في تكوين مجتمع متكافل «إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر».

وبعد وفاة الملك خالد- رحمه الله- ورغبة من أسرته وأبنائه وبناته بالسير على نهجه، وتأسياً بالقيم الإسلامية والفضائل الإنسانية التي آمن بها وسعى إلى نشرها، تم تخصيص نسبة من أمواله- رحمه الله- للعمل على تحقيق هذه الأهداف النبيلة، ومن ثم تقرر استثمار هذه الأموال لزيادة رأس المال والتبرع بدخلها كصدقة جارية .

ورغبة من مجلس الأمناء بالحفاظ على نهج الملك خالد- رحمه الله- و استمرارية الأعمال الخيرية وتوثيقها تقرر إنشاء مؤسسة خيرية تحمل اسم الملك الراحل للتذكير بأعماله وتحقيق الغايات النبيلة للمبادئ والمثل والقيم التي سعى إليها من أجل خدمة الفرد والمجتمع، والرفع من مستواه الاجتماعي والتعليمي والثقافي والمهني .ومع مرور الأيام والسنين تواصل مؤسسة الملك خالد الخيرية نهجه، فتقتفي أثره، وتتمثل بتوجيهاته، وترعى أهدافه، وتنشر قيمه، ليراها الناس شاخصة في واقعهم، لم تنقطع بوفاته، ولم تتوقف لغيابه، وهنا يتجلى الإنجاز .

وخطت المؤسسة خطوة أخرى على طريق الخير امتداداً لما قام به الملك الصالح من أعمال جليلة لخدمة دينه ووطنه، وتشجيعاً للأعمال الخيرية والنشاطات العلمية والثقافية والاجتماعية، حيث أقر مجلس الأمناء بمؤسسة الملك خالد الخيرية تأسيس جائزة الملك خالد عام 1425هـ وجسد شعارها الذي يحمل عبارة بناء الإنسان .. تنمية المجتمع أهدافها الجليلة، وفي عام 1428هـ وافق مجلس الأمناء على أن تتكون الجائزة من أربعة فروع هي جائزة الملك خالد للإنجاز الوطني، جائزة الملك خالد للعلوم الاجتماعية، جائزة الملك خالد للمشروعات الاجتماعية، جائزة الملك خالد للتنافسية المسئولة.

ويكرم الفرع الأول للجائزة الإنجاز الوطني، والثاني يحتفي بالبحوث المتميزة في العلوم الاجتماعية، والفرع الثالث يقدّر جهد رواد المشروعات الاجتماعية، والرابع مكرس لمكافأة التنافسية المسئولة في منشآت القطاع الخاص .

ومثلت الجائزة لبنة إضافية في مؤسسة الملك خالد الخيرية فهي جائزة وطنية تقديرية تمنح للأعمال المتميزة التي تعود بالنفع على الوطن والمواطن، وتسهم في الرقي بمؤسساته الاجتماعية والتنموية برؤية علمية معاصرة تسعى نحو الريادة والتميز في خدمة الإنجازات الوطنية والاحتياجات الاجتماعية في المملكة العربية السعودية، برسالة ترتكز على الإسهام في توفير بيئة مشجعة على شحذ همم الأفراد والعلماء والمفكرين ورجال الأعمال والشركات، ودفعهم إلى قمة العطاء الفكري والعلمي والمادي بما يفيد المجتمع في أهم مكوناته الاجتماعية، وبما يعزز القيم الاجتماعية النبيلة التي عمل على ترسيخها الملك خالد رحمه الله.

ولقد أحسنت مؤسسة الملك خالد الخيرية صنعاً حين رأت ألا تكون الجائزة تكراراً لجوائز قائمة، متفادية بذلك بعثرة الجهد والوقت والمال، وآثرت بدلاً من ذلك أن تشق طرقاً غير مألوفة رغم ما يحمله هذا الخيار في طياته من تحديات .

ومن خلال القراءة المتأنية في أهداف الجائزة يتضح أنها تشجع العمل الخيري والإنجازات الفكرية والمادية من مخترعات وأفكار تعود بالنفع والخير على أبناء هذا الوطن، وستؤدي - بإذن الله تعالى- إلى رفع مستوى الدراسات الاجتماعية وتشجيعها للاهتمام بقضايا المجتمع السعودي، وتأصيل العمل المؤسسي الخيري والاجتماعي بمفاهيم جديدة، ودعم المتميزين في مجالات العمل الاجتماعي من أفراد وباحثين ومهنيين وأصحاب أعمال وأسر ومؤسسات.

وتعكس جائزة الملك خالد التزام مؤسسة الملك خالد الخيرية بتشجيع الباحثين ودعم الأعمال التي تتسق وأهداف المؤسسة ورؤيتها في كل ما يخدم هذه البلاد وأهلها، تماشياً مع النهج النبوي الشريف «خيركم خيركم لأهله»، وتجسد فلسفة النجاح التي قامت عليها المؤسسة في العمل الخيري القائم على الدراسات والبحوث الجادة التي تسبر أغوار المجتمع وتتلمس أحوال الناس فيه بشفافية وصدق، وتحويل هذه الدراسات إلى برامج ومشاريع تنفع الناس والمجتمع، وهو الأمرالذي سيعزز ثقافة العمل الخيري المؤسسي، ويحفز الإبداع في إجراء الدراسات الجادة التي تخدم المجتمع وتقترح الحلول الناجحة لبعض قضاياه، خاصة وأن لمؤسسة الملك خالد الخيرية جهوداً سابقة في العمل الخيري المؤسسي المرتكز على أسس علمية ومنهجية سليمة.

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة