Friday  10/12/2010 Issue 13952

الجمعة 04 محرم 1432  العدد  13952

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

           

أثناء قراءتي لمقالة محمد المحمود (وأد المرأة في سياق المبدأ النفعي) في جريدة الرياض والمنشورة بتاريخ 26-12-1431هـ، وأيضا في مقالات سابقة له في مقارناته بين ثبات العادات والتقاليد وتغير الثقافة الشكلية للمجتمع السعودي، تراءت أمامي أمثلة عديدة لما طرحة المحمود في كتاباته وخصوصا تلك الأمثلة البصرية أو الشكلية وسرعة التغيير والتطور مقابل التغير البطيء الذي يحدث للتقاليد والمفاهيم الاجتماعية.

وتذكرت تلك المقالة أيضا في محاضرة أ.د. ناصر الرباط في معهد ماساتشوس للتقنية (MIT) في مادة العمارة الدينية، حول نهاية الفن الإسلامي في القرن التاسع عشر أو بمعنى أصح توقف استخدام مصطلح الفن الإسلامي في كتب تاريخ الفن عند ذلك التاريخ بسبب تأثير الاستعمار من تغييرات شكلية على الثقافة المحلية في الدول الإسلامية حتى تلك التي سلمت من الاستعمار مثل تركيا ومنها بالطبع اللباس والفنون وغيرها من المظاهر البصرية والشكلية، ودلل على ذلك من خلال إشارته إلي وإلى زميلة إيرانية بجانبي كانت ترتدي أيضا الحجاب، في أننا نمثل نموذج مشابه في ارتدائنا الحجاب باستخدام خمار أو وشاح فرنسي أو غربي الصناعة ولكن وظفناه ليتناسب مع ثقافتنا الدينية، دلالة على أنه قيمة إسلامية مهما تأثر بالثقافات الأخرى شكلياً، وهو بالضبط السبب الذي يفترض من خلاله عدم انقطاع وصف الأعمال الحديثة والمعاصرة التي تم إنتاجها في دول إسلامية بالفن الإسلامي.

أعود مرة أخرى لمقال المحمود حيث الوضع مشابه إلى حد ما، فنحن نرضى بالتغريب ولكننا نقوم (بأسلمته) أو (بتعريبه) مثلما نعرب الكلمات الجديدة في اللغة العربية، كي يتناسب مع عاداتنا تقاليدنا ونؤطرها بإطار ديني ليتناسب مع معتقداتنا وهذا هو سبب سرعة التغيير الشكلي مقابل التقاليد والعادات، علما بأن البعض منها مرتبط بالفكر الجاهلي أكثر منه بالفكر الإسلامي، بل بقيت العديد من المواضيع معلقة لا لحرمة دينية ولكن لارتباطها بالعادات والتقاليد مثل قيادة السيارة أو ذكر اسم البنت في بطاقة الدعوة للزواج ..إلخ.

وفي عالم الفنون البصرية هناك العديد من الملاحظات المشابهة ومن تابع تطور الفنون خلال الخمسين سنة الماضية يرى كيف كنا وكيف أصبحنا بل يكاد بعض فناني المملكة اليوم في أعمالهم المعاصرة يحاكون فيها الغرب بإبداعية خالية من التقليد الذي غلب على أعمال نسبة كبيرة منهم في البدايات وعلى أعمال البعض حتى اليوم، ولنا في أعمال غارم وماطر وشيخون والأختان عالم وبعض من أعمال غادة الحسن الأخيرة وغيرهم نماذج واعدة لمثل هذه المعاصرة في الفكر البعيدة عن الفكر التقليدي البصري الذي نشأنا عليه، لكن هل يتقبل المتلقي من العامة وغير المتخصص مثل هذه الأعمال؟ أعتقد أن سبب عزوف الكثير عن مثل هذه الأعمال هو ثقافة التقاليد والعادات التي تعتقد أن العمل الفني التقليدي المباشر والمتقن في نقله هو قمة الإبداع.

 

إيقاع
بين التغيير الشكلي والتغيير الفكري
د. مها السنان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة