Friday  10/12/2010 Issue 13952

الجمعة 04 محرم 1432  العدد  13952

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

جدد حياتك

 

صندوق الحكايات
النعيم الحقيقي

رجوع

 

في يوم من الأيام في مكان ما كان يعيش ملك من الملوك في مملكته وكان يجب أن يكون هذا الملك ممتنا لما عنده في هذه المملكة من خيرات كثيرة ولكنه كان غير راضٍ عن نفسه وعما هو فيه.

وفي يوم استيقظ هذا الملك ذات صباح على صوت جميل يغني بهدوء ونعومة وسعادة فتطلع هذا الملك لمكان هذا الصوت ونظر إلى مصدر الصوت فوجده خادما يعمل لديه في الحديقة، وكان وجه هذا الخادم ينم على الطيبة والقناعة والسعادة. فاستدعاه الملك إليه وسأله:

لما هو سعيد هكذا مع أنه خادم ودخله قليل ويدل على أنه يكاد يملك ما يكفيه، فرد عليه هذا الخادم: بأنه يعمل لدى الملك ويحصل على ما يكفيه هو وعائلته وأنه يوجد سقف ينامون تحته وعائلته سعيدة وهو سعيد لسعادة عائلته فلا يهمه أي شئ آخر…مادام هناك خبز يوضع للأكل على طاولته يوميا.

فتعجب الملك لأمر هذا الخادم الذي يصل إلى حد الكفاف في حياته ومع ذلك فهو قانع وأيضا سعيد!

فنادى الملك على وزيره وأخبره من حكاية هذا الرجل فاستمع له وزيره بإنصات شديد ثم أخبره أن يقوم بعمل ما فسأله الملك عن ذلك فقال له نادي 99 فتعجب الملك من هذا وسأل وزيره ماذا يعني بذلك؟

فقال له الوزير: عليك بوضع 99 عملة ذهبية في كيس ووضعها أمام بيت هذا العامل الفقير.

وفي الليل بدون أن يراك أحد اختبأ ولنرى ماذا سيحدث؟

فقام الملك من توه وعمل بكلام وزيره وانتظر حتى حان الليل ثم فعل ذلك واختبأ وانتظر لما سوف يحدث بعدها وجد الرجل الفقير وقد وجد الكيس فطار من الفرح ونادى أهل بيته وأخبرهم بما في الكيس.

وبعدها قفل باب بيته ثم جعل أهله ينامون, جلس إلى طاولته يعد القطع الذهبية,فوجدها 99 قطعة

فأخبر نفسه ربما تكون وقعت القطعة المائة في مكان ما فظل يبحث ولكن دون جدوى وحتى أنهكه التعب!

فقال لنفسه لا بأس سوف أعمل وأستطيع أن أشتري القطعة المائة الناقصة فيصبح عندي 100 قطعة ذهبية، وذهب لينام ولكنه في اليوم التالي تأخر في الاستيقاظ فأخذ يسب ويلعن في أسرته التي كان يراعيها بمنتهى الحب والحنان وصرخ في أبنائه بعد أن كان يقوم ليقبلهم كل صباح ويلاعبهم قبل رحيله للعمل ونهر زوجته وبعدها ذهب إلى العمل وهو منهك تماما لسهره معظم الليل ليبحث عن القطعة الناقصة وغير ذلك ما فعله في أسرته جعله غير صافي البال وعندما وصل إلى عمله لم يكن يعمل بالصورة المعتاد عليها منه ولم يقم بالغناء كما كان يفعل بصوته الجميل الهادئ بل كان يعمل بهستيريا شديدة ويريد أكبر قدر من العمل لأنه يريد شراء تلك القطعة الناقصة فأخبر الملك وزيره عما رآه بعينيه وكان في غاية التعجب فقد ظن الملك أن هذا الرجل سوف يسعد بتلك القطع وسوف يقوم بشراء ما ينقصه هو وأسرته مما يريدون ويشتهون!

فاستمع الوزير للملك جيدا ثم أخبره بالتالي:

إن العامل قد كان على هذا الحال وشب على ذلك وكان يقنع بقليله وعائلته أيضا وكان سعيدا، لا شئ ينغص عليه حياته فهو يأكل هو وعائلته ما تعودوه وكان لهم بيت يؤويهم غير سعادته بأسرته وسعادة أسرته به ولكن أصبح عنده فجأة 99 قطعة ذهبية وأراد المزيد والمزيد!

هل تعرف لما لأن الإنسان إذا رزق نعمة فجأة فهو لا يقنع بما لديه حتى ولو كان ما لديه يكفيه فيقول هل من مزيد. فاقتنع الملك بما أخبره وقرر من يومه أن يقدر كل شئ لديه وحتى الأشياء الصغيرة جدا ويحمد الله على ما هو فيه.

« تذكر عزيزي القارئ أنه لا بأس من طلب المزيد من الخيرات ولكن ليس بالضرورة التعرض للضغط والعناء الشديد والجري بهستريا يومية تجعلنا نعمى عن رؤية الأشياء الجميلة التي من الله بها علينا»

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة