Friday  10/12/2010 Issue 13952

الجمعة 04 محرم 1432  العدد  13952

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

أمريكا وإسرائيل ومن المستفيد؟!
عثمان بن عبدالمحسن العبدالكريم المعمر

رجوع

 

الولايات المتحدة الأمريكية دولة عظيمة تتكون من اتحاد خمسين ولاية كل ولاية منها تماثل دولة من الدول المتقدمة والمتوسطة الحجم فلك أن تتخيل دولة بهذا الحجم وبما تملكه هذه الولايات من مقومات الحياة الرغيدة من تكامل صناعي وزراعي واقتصادي وتعليمي وصحي تجد نفسك أمام أمة عظيمة تمتلك مستوى تعليميا راقيا بكل معنى الكلمة ومستوى صحيا مماثلا وغير ذلك كثير فهي صانعة تاريخ تقدمي عز نظيره وهي أم الديمقراطيات الغربية وناشرة العلم والثقافة ومع ذلك فلا نقول إنها لا يعتورها النقص والكدر مع ما فيها من متع وجمال ومباهج وفرص الحياة الدنيوية الكريمة، فالنقص مصاحب لكل أعمال البشر والعيش الكريم لا يصفو للجميع، ففي الدنيا كد وكبد وغم ونكد، وبلاد بهذه المساحة الشاسعة وتنوع أطياف البشر وطالبي الشهد والعسل والعمل الجاد والتعليم والتطبيب الراقيين لا بد أن يلمس كيف أن السياسة والجشع والطمع والانتهازية بالوصول إلى المراكز العليا يسعون جاهدين بكل ما أوتوا من قوة لجذب القوى المتنفذة في هذه الدولة العظمى والمتقدمة في شتى الميادين لصالحهم وكسب ودهم للوصول إلى مبتغاهم بدءاً من رئاسة الدولة إلى الحصول على مقاعد في مجلس الشيوخ والنواب وحكام الولايات إلى آخر ما هنالك من مناصب قيادية قد توصل في نهاية المطاف إلى سُدة البيت الأبيض والذي لا يعني أن سيده هو الحاكم بأمره وإنما هو أشبه بالمنصب الفخري والأعلى في الدولة وذي الصوت الفاعل والبارز وإن كان ذلك الرئيس في مستوى ممثل من الدرجة الثانية مثل ريجان أو ذا مستوى هابط من الذكاء ومهووس بالتدين الضال مثل بوش الابن فهؤلاء ترفعهم اللوبيات المتنفذة خدمة لأغراضها ولتمرير ما تريد من قرارات وتشريعات تخدم مصالحها ومصالح الجهات التي تمثلها، ونجد أن أقوى هذه اللوبيات وأكثرها تأثيراً في توجيه السياسة الأمريكية الخارجية هو اللوبي الصهيوني «الإيباك» ومن يدور في فلكه ويسعون ويطمعون في إرضائه وإرضاء الدولة العبرية على حساب مصالح وأهداف الولايات المتحدة الأمريكية، فهذا اللوبي أصبح من القوة والغطرسة أنه لم يعد يبالي أو يأبه بمصالح الولايات المتحدة الأمريكية واستطاع أن يجند في صفه ملايين الأمريكيين المتصهينين مما يعرف اليوم بالمحافظين الجدد وعلى رأسهم بوش الابن الذي أعلن بدء الحرب الصليبية الجديدة على الإسلام والمسلمين الذين بكل أسف أساء بعض مُعتنقيه إلى دينهم وأمتهم وحقق أهداف أعدائهم باستهدافهم والعدوان عليهم وإضعافهم وتفريق كلمتهم والمساهمة في تخلفهم.

بعد هذه المقدمة الطويلة نجد أن الدولة الصهيونية تزداد غطرسة وعجرفة وابتزازاً للدولة العظمى يوماً بعد يوم فتراها كالبعوض الشرس يمتص دماء ضحاياه مرة بعد أخرى حتى يصيبه بالحمى والوهن ونحن اليوم نجد وبكل شفقة وأسف أن إسرائيل تبالغ في ابتزاز الولايات المتحدة ورؤسائها والمتنفذين فيها في مجلس الشيوخ والنواب لأخذ كل ما يخدم مصالح ومطامع الدولة العبرية فهي تمتص ثروات أمريكات ودافعي الضرائب فيها بالحصول على مليارات الدولارات سنوياً على شكل مساعدات اقتصادية وعسكرية لا ترد مدعية أنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في خضم عالم ضعيف وجاهل وأنها دولة صغيرة في وسط محيط يتأبط بها شراً وأنها تمثل الغرب بقيمه بكل معنى الكلمة وترى أن كل طلباتها مجابة من أسياد البيت الأبيض وممثليه الذين يضعون مصالح بلادهم في الدرجة الثانية أمام المصالح الصهيونية وأطماعها مما يضاعف المواقف السلبية من أمريكا لخورها وذلها أمام هذا الكيان الصهيوني المتغطرس وآخر هذه المهانة والاستنتاج توسل الولايات المتحدة لتقبل إسرائيل بإيقاف البناء في المستوطنات خارج نطاق القدس المقدسة ولمدة لا تزيد عن تسعين يوماً بإغداق الهدايا الثمينة عليها مقابل ذلك وبإعطائها أربعين طائرة هي أحدث ما في الترسانة العسكرية للدولة الأقوى في العالم إف35 والتي لم يتسلمها بعد الجيش الأمريكي.. عجبي!؟. وما هذه المهانة وهذا الذل؟. أترون بعده مهانة وذلاً!؟ والهدية الأخرى تعهد من الولايات المتحدة الأمريكية بحماية الدولة العبرية من أي هجوم مهما كان مصدره وثالثة الأثافي وليس آخرها تزويدها بقنابل تدميرية حديثة صغيرة نوعاً ما وذات قوة تفجيرية كبيرة إن صحت الرواية حتى وإن كان في دهاليز السياسة ما يخفى وما قد يكون خلافه فما أبخس الثمن وذلك الخنوع والانقياد الأعمى لما لا يخدم البلد الأم والعظيم.

 

رجوع

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة