Sunday  12/12/2010 Issue 13954

الأحد 06 محرم 1432  العدد  13954

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

عاش (اليمن السعيد)؛ في ثلاثة عشر يوماً مضت، عرساً ليس كالأعراس. عرساً لا يشبهه ولا حتى الأعياد الوطنية في هذا القطر العربي الشقيق. هذه ولا شك، واحدة من معطيات الألعاب الرياضية، وخاصة لعبة كرة القدم، وهذه واحدة من أهم رسائل دورة الخليج العربية لكرة القدم، التي انطلقت فكرتها من المملكة العربية السعودية؛

وتحديداً من المسؤول الأول عن الرياضة والشباب فيها قبل أربعة عقود مضت، الأمير (خالد الفيصل بن عبدالعزيز).

بدأت الدورة عام 1970م في المنامة بالبحرين بست دول، هي: (المملكة العربية السعودية، والبحرين، وقطر، والإمارات، وعُمان، والكويت)، ثم لحقت بها العراق عام 1976م، لتغيب عنها بعد غزو نظامها لواحدة من دولها هي الكويت. ظلت العراق في الدورة أربعة عشر عاماً، وغابت عنها أربع عشرة سنة، لتعود إليها عام 2004م، ثم تأتي اليمن في آخر الركب عام 2003م، لكنها تثبت في (خليجي 20)، الذي نظمته نهاية هذا العام، أنها تستحق شرف العضوية في هذه الدورة العربية الملفتة بكل جدارة.

الأمر -كما أعتقد- لا يقاس هنا بمن يلعب الكرة ومن لا يلعبها. لقد رفعت دورة الخليج العربية لكرة القدم منذ البدء، شعار الرياضة، وكان عنوانها: كرة القدم ساحرة الجماهير، لكنها حقيقة؛ تحقق أكثر من هدف على أكثر من مستوى، سياسي، واقتصادي، وثقافي، واجتماعي، ثم رياضي في آخر المطاف، وتجسد أكثر من صورة حية، للجوار والتلاحم والتعاون، بين دول وشعوب عربية شقيقة، تستدفئ بمياه الخليج العربي، وتستضيء بنفطه، ما بين بحر العرب؛ حيث الجنوب اليمني، وبين بحر البصرة؛ حيث الجنوب العراقي.

انتهت المقابلات الميدانية بين الفرق الكروية في عدن وأبين، وفازت الكويت بكأس الخليج للمرة العاشرة، والفريق الذي يُعد ويستعد للبطولة الكبيرة هذه؛ يستحق الفوز، والكويت استحقت هذا الفوز، مثلما فازت قطر في سباق الاستحقاق بتنظيم نهائيات كأس العالم 2022م، وهي تستحق هذا الفوز بجدارة. مبروك لقطر، ومبروك للكويت.

إذا ذهبت كأس (خليجي 20) للكويت، فهناك كاسب أكبر في هذه الدورة؛ وهو عضو الدورة (اليمن). اليمن- بكل صدق وإنصاف- فازت بأكثر من كأس في (خليجي 20). فازت الدولة اليمنية، وفاز الشعب اليمني.. فازا سياسياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً. اليمن انتصرت في هذه الدورة على الإرهابيين من القاعدة، الذين كانوا يهددون بنسف الدورة على أرض اليمن، وانتصرت اليمن على دعاة الانفصال في الجنوب وفي الشمال، وتجلت الوحدة اليمنية على أرض عدن وأبين وحضرموت، وقال الشعب اليمني كلمته في المدرجات، بشكل يومي ملفت، وفي صور جماهيرية لم نعهدها من قبل في ملاعب بطولة الخليج.

صحيح أن الكويت ذهبت بكأس كرة القدم في بطولة (خليجي 20)، إلا أن اليمن خطفت كأس التنظيم الرائع، واستحقت كأس الجمهور الأروع، ونالت كأس الصورة المشرقة، الذي عكسها أبناء وبنات اليمن في ملاعب ومدرجات عدن وأبين.

عكست الجماهير اليمنية في هذه الدورة، صورة المجتمع اليمني المنفتح، والمجتمع اليمني المتسامح، والمجتمع اليمني الرياضي بامتياز. لم نكن نعرف هذا، لولا (خليجي 20). كانت المرأة اليمنية، ملح الدورة حقيقة. كانت جنباً إلى جنب مع الرجل اليمني، تعمل وتنظم وتشجع وتصفق وتصدح. اليمن لم ينتصر في هذه الدورة على المخربين والمفجرين والانفصاليين فحسب، لكنه حقق ضربة أخرى على التشدد والتطرف، الذي حمل لواءه إلى هناك، أرباب طالبان والقاعدة.

تحققت لليمن مكاسب جمة جراء تنظيمها ل (خليجي 20). هناك ملاعب رياضية أنشئت، وهناك فنادق قامت، وهناك فرص وظيفية توفرت لعشرات الآلاف من الشعب اليمني، وهناك خبرة تنظيمية ترسخت في البنية الإدارية، وهناك فريق كروي واعد، سوف يقلب الموازين في المستقبل، ويحقق كأس الخليج، وهو يذكرنا بالمنتخب العماني في سنوات خلت، عندما كانت شباكه سلة، تستقبل وتحصد الكرات من كل الفرق، لكنه انتصر على ضعفه، وتفوق أخيراً، ووصل إلى الكأس في الدورة السابقة.

اليمن.. تدخل منظومة مجلس التعاون الخليجي من بوابة كرة القدم، فالنجاح الذي تحقق لها في هذه الدورة، يجعلها في صلب المشهد الخليجي بكامل صوره: (السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية).

بينما لعب أهل الخليج في (خليجي 20)، وفازت الكويت بكأس الدورة، إلا أن الدولة اليمنية حكومة وشعباً، هي بطلة الدورة، وهي الفائز الأكبر في (خليجي 20). ولنتذكر بهذه المناسبة؛ أن أقدم نادٍ رياضي ظهر في الجزيرة العربية، هو (نادي التلال) في اليمن عام 1905م. تأسس أوانذاك في مدينة كريتر بعدن تحت اسم: (الاتحاد المحمدي).

ألف مبروك لليمن.

 

لعِب (الخليجيون).. وفاز (اليمن)..!
حمّاد بن حامد السالمي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة