Monday  13/12/2010 Issue 13955

الأثنين 07 محرم 1432  العدد  13955

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

رغم كثرة الحديث حول التعليم اليوم وتنظير النظريات التربوية المستحدثة وتجديد القديمة، ورغم كثرة المدارس المفتتحة واستحداث الوسائل التعليمية المتعددة، إلا أن التعليم لدينا ما زال يمثِّل عبئاً نفسياً على المتلقي وبالتالي على الملقي..

فما هو السبب، بل ما هي الأسباب وراء ذلك؟ إن الإجابة على هذا التساؤل ليست من السهولة بمكان، لأن التعليم المعاصر أضحى محاطاً بعدد لا يستهان بهم من المنافسين المثيرين الشرسين أمثال: السيد الكمبيوتر، والساحر الإنترنت، والألعاب الإلكترونية العديدة، علاوة على القنوات الفضائية الفتّانة، والمحطات الإذاعية المسلية، إضافة للأندية الرياضية المتعددة، وقيادة السيارات التي يفاخر بها الشباب ويجدون فيها متعة التفنن والترويع، ولا ننسى أماكن الترفيه المعاصرة المتنوّعة.

فكيف بالله عليكم سينصرف طالب العلم الذي لم يعد طالباً حقيقياً للعلم، أقول كيف سينصرف الطلبة والطالبات في ظل كل هذه الإغراءات، إلى دروس جافة وسط فصول كئيبة مظلمة تكاد تكون منعدمة التهوية، ناهيك عن معلومات تعطى بطريقة جافة تقليدية مملة ليس بها ارتباط بالواقع، يقدمها أساتذة العديد منهم لا يوضحون أهداف دروسهم لأنهم أحياناً كثيرة لا يعرفون هم أهدافها.

لذا نرى الجيل الجامعي الصاعد وأخص بالذكر هنا الفتيات بالذات حسب تجربتي الشخصية وتجارب الكثيرات من زميلاتي الأستاذات الجامعيات مع طالباتهن في المرحلة الجامعية، أنهن بتن أدنى مستوى بكثير من أسلافهن اللاتي سبقنهن في سنوات التخرّج، من حيث كل شيء: في المستوى التعليمي والنبوغ والابتكار والجدية والحرص والطموح.

بل تطور الأمر سلبياً بحيث صارت تصدر من العديد منهن تصرفات غريبة تنعكس على المحاضر وتفقده متعة التعليم التي كان يتلذّذ بها دائماً، وذلك مثل كونهن يحضرن المحاضرة كأشكال فقط بينما أرواحهن وعقولهن في عالم آخر، بل في عوالم أخرى لا يستطيع المربي أن يتتبعها مهما حرص على انتشالهن منها.

حتى إن بعض الطالبات قد يتبادلن التعليقات الخارجة عن نطاق الدرس مع بعضهن البعض عبر تقنية (البلاك بيري)، أو اختلاس التلاعب والتسلّي بما يُسمى (القيم بوي)، كما أن هناك من قد تضع سماعات مثل (إم بي ثري) في آذانهن ويسدلن عليها شعورهن المنكوشة، فلا تعلم بعض الأستاذات أن ليس معهن إلا الهياكل البشرية، أما الأرواح فقد حلقت في عالم الخيال البعيد، وحتى من لا تفعل مثل ذلك فإن حضورها المعنوي في قاعة الدرس نادر جداً لأن لديها الكثير مما يشغلها، إلى حد أن هناك من لا يعرفن أسماء أستاذاتهن اللاتي يقفن أمامهن ما لا يقل عن فصل دراسي!

أما الامتحانات فأمرها أكثر عجباً، فبعض الطالبات يحدث لهن انهيار ملحوظ حينما يعلمن أن الامتحان يحوي ولو سؤالاً كتابياً واحداً، فقدراتهن لم تعد تتجاوز الإجابات الموضوعية التي تشمل مجرد صح أم خطأ، أو اختيار الإجابة الصائبة من بين الإجابات المذكورة أمامها في السؤال، فما هو الحل الصائب من وجهة نظر التربويين ممن يربطون بين النظرية والتطبيق كي يصبح التعليم الجامعي لدينا مجدياً وفعّالاً وواقعياً، وليس مجرد مسميات؟



g.al.alshiakh12@gmail.com
 

حولها ندندن
التشويق التربوي
د. جواهر بنت عبد العزيز آل الشيخ

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة